أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأربعاء، أن ريتشارد غرينيل، السفير الأميركي لدى ألمانيا، سيصبح القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية، في خطوة شجعت المحافظين الحريصين على قيادة جديدة للمخابرات التي ابتليت بسلسلة من الفضائح بالاستخبارات، وفقاً لما أوردته الفوكس نيوز الأميركية .
 
غرينيل، الموالي لترمب والناشط على تويتر وأحد ألد أعداء إيران، سيتولى مهام المدير الحالي للاستخبارات الوطنية بالإنابة، جوزيف ماغواير، وسط سعي الرئيس لإزالة ما يسميه الجهات الفاعلة السيئة على أعلى المستويات في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالات أخرى.
 
وكان ماغواير مطالبًا بموجب القانون بترك منصب القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية في غضون أسابيع.
 
وكتب ترمب على تويتر بعد وقت قصير من نشر الخبر: "يسرني أن أعلن أن سفيرنا في ألمانيا، ريتشارد غرينيل، سيصبح مدير الاستخبارات الوطنية بالإنابة". "لقد مثّل بلدنا بشكل جيد للغاية، وأتطلع إلى العمل معه. وأود أن أشكر جو ماغواير على العمل الرائع الذي قام به، ونتطلع إلى العمل معه عن كثب، ربما بصفة أخرى داخل الإدارة!".
 

من هو غرينيل القائد الجديد؟
يعد غرينيل واحداً من أشد الموالين للرئيس ترمب، ويعتبر إيران ألد أعداء أميركا، وقد أكسبه استعداده للوقوف في وجه الحلفاء والخصوم على حد سواء العديد من المؤيدين لسياسته، بمن فيهم العديد من المقربين من الإدارة والذين أشادوا بسرعة بترقيته.

وظهرت أدلة على جدارة ريتشارد غرينيل العظيمة وهو الضغط بإصرار على الألمان عندما يتعلق الأمر بإيران، والصفقة النووية، كما حقق نجاحاً في قضية شركة هاواي الصينية ونجح أيضا في قضية نورد ستريم 2/روسيا، وحلف شمال الأطلسي، وغيرها في الكثير من القضايا"، وكتب بنجامين وينغارتن عن غرينيل قوله "مجرد خيار استثنائي. ... ونعمة لأميركا".

وقال المذيع المحافظ هيو هيويت: "لا بد أن منتقدي تعيين ريتشارد غرينيل لم يفعلوا أفضل مما فعل في الضغط على ألمانيا للتحرك نحو هدف دعم الناتو بنسبة 2% أو الوصول بكوسوفو وصربيا إلى اتفاق فعلي؟ غرينيل لديه سجل كبير من النجاح في الخارج، وفي الأمم المتحدة لكن اليسار يمقته.. إنه فعال".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وبعد أسابيع فقط من إطلاق الحرس الثوري الإيراني العديد من الصواريخ الباليستية على القوات الأميركية في العراق وإسقاطه طائرة مدنية، انتقد غرينيل ألمانيا بشدة بسبب احتفالها المزمع بتأسيس الجمهورية الإيرانية. وكان رد فعلها متناقضاً تماماً مع الموقف الأكثر انصياعاً تجاه إيران من كبار المسؤولين الغربيين الآخرين، بمن فيهم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.


وقال غرينيل "تقع على عاتق ألمانيا مسؤولية أخلاقية لتقول لإيران بحزم ووضوح إنه من غير المقبول حرمان شعبكم من حقوق الإنسان الأساسية، أو قتل المتظاهرين في الشوارع أو دفع المثليين جنسياً من المباني. إن الاحتفال باستمرار وجود النظام يبعث برسالة معاكسة".

ودافع غرينيل عن عادة ترمب في التغريد، حتى في الوقت الذي قال فيه وزير العدل بيل بار إن تغريدات ترمب تجعل من "المستحيل" بالنسبة له القيام بعمله في وزارة العدل.

لكن غرينيل ردّ قائلا "إنه يجعل عملي أسهل بكثير"، وأضاف "علينا كدبلوماسيين أن نكون في طليعة الذين يحاولون حل المشاكل. لا نريد أن تكون هناك حرب بل نريد تجنب الحرب مما يعني أن الدبلوماسيين بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على التحدث".
وإذا كنت ترغب في حل المشاكل، من الأفضل أن يكون لديك دبلوماسيون أقوياء حقاً - دبلوماسيون يعرفون كيف يدفعون ويعرفون كيف يتملقون ... لذلك، أحب أن يكون لدي رئيس مستعد أن يكون قاسياً جداً".

وفي العام الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن غرينيل بشكل لا لبس فيه أنه "فخور" بخدمة رئيس حقق "التوازن المثالي" بين ضبط النفس واستخدام القوة في الخارج. ودافع عن "مبدأ ترمب"، الذي يُعرّف بأنه نهج الضغط الاقتصادي على الدول - بما في ذلك كوريا الشمالية وإيران والصين - وترك لهم طريقاً "لتغيير سلوكهم".


وعلى تويتر يوم الثلاثاء، أعلن غرينيل أن سياسة ترمب الخارجية "ناجحة". بالإضافة إلى ذلك، ردد غرينيل تحذيرات الرئيس بشأن هواوي، عملاق الاتصالات الصيني الذي يقول البيت الأبيض إنه يمثل تهديدًا أمنيًا دوليًا متزايدًا.

ومع ذلك، فإن دعم غرينيل الصريح للرئيس، عبر الإنترنت وفي الخارج، دفع المنتقدين إلى تسميته بالأيديولوجي. حيث سيشرف على 17 وكالة أمنية ومخابراتية في البلاد تحت هذا الدور الجديد.

وحل ماغواير محل مدير الاستخبارات الوطنية المنتهية ولايته دان كوتس، الذي سخر منه ترمب مراراً وتكراراً خلال علاقتهما المتوترة. كتب ترمب في كانون الثاني/يناير 2019: "يجب أن تعود الاستخبارات إلى المدرسة"، قائلاً إن مجتمع الاستخبارات كان "سلبياً وساذجاً للغاية عندما يتعلق الأمر بمخاطر إيران".