استعمل عناصر قوى الأمن الداخلي القوة المفرطة ضدّ المحتجين، سحل وضرب ودعس، وأبرزالضحايا: رفيف سوني وإبن الإعلامي حبيب فياض
 

غزوة أخرى من غزوات المتظاهرين تمّ تنفيذها ليل أمس أمام ثكنة إميل الحلو، وهذه المرّة كان الهدف الإفراج عن معتقلي ليلة "الغزو على المصارف" الذين بلغ عددهم 59. وكما جرت العادة، بدأت الأمور تتطوّر تباعًا، بعدما بدأ المحتجون بالتجمهر منذ بعد الظهر أمام الثكنة، مع محاولات عدّة لقطع الطريق في منطقة كورنيش المزرعة ومحيطها.

 


مع حلول الليل كانت الأعداد الهائلة أمام الثكنة كفيلة بقطع الطريق وحدها بالإضافة إلى حدوث المواجهة العنيفة مع عناصر قوى الأمن الداخلي ومكافحة الشغب، حيث استعملت الأخيرة القوّة المفرطة مع الكثير من المحتجين من سحل وضرب، وحتى التعرّض للصحافيين الذين أكّدوا الأمر مباشرةً على الهواء.

 


نتائج تلك المواجهة كانت المزيد من الإصابات والمزيد من المعتقلين. تمّ نقل العديد من الإصابات إلى المستشفى، بينما تبدو الإصابة الأعنف كانت من نصيب الناشطة رفيف سوني التي أكّد مجموعة من المقربين منها وعدّة صفحات عبر مواقع التواصل، أنّها عانت من فقدان البصر والذاكرة مؤقتًا.

 


انتشرت صورة للشابة أثناء تواجدها في سيارة الإسعاف فاقدة وعيها، وكتبت إحدى صديقاتها ما حصل معها ونقلاً عن لسان رفيف: "اخر ما تذكره رفيف من تظاهرة ثكنة الحلو  قول رجل الامن: لن اضربك بالعصا. لكنه ضربها بيده على وجهها.
رفيف لا تستطيع أن ترى ولا تذكرنا، نحن أصدقائها، وكل ما تقوله: كتير ضربونا. كتير ضربونا".

 

إقرأ أيضًا: «بسيطة شوية ازار»

 


كما كان الضرب من نصيب إبن الإعلامي حبيب فياض، علي، حيث نشر فياض صورة إبنه المتواجد في المستشفى وآثار الضرب المبرح واضحة على وجهه، مؤكدًا أنّ نجله يُعاني من ارتجاج في الدماغ .

 


وأكّد المحامي حسن بزي المتابع لملفّ المعتلقين مع لجنة المحامين لموقع لبنان الجديد، أنّ كافّة الشباب الذين تمّ اعتقالهم سيُطلق سراحهم اليوم تباعًا بعد الانتهاء من التحقيق معهم، عدا 8 أشخاص اعتقلوا ليل الثلاثاء و5 ليل الأربعاء، وذلم بسبب اعترافهم اعترافًا صريحًا بأعمال التكسير والشغب، وسيتمّ تحويلهم إلى المحكمة وسيُخلى سبيلهم بعد أيّام قليلة.

 


أمّا بما يخصّ استعمال القوّة المفرطة من قبل عناصر قوى الأمن، فاعتبر بزي أنّ ما قاموا به ينضوي تحت الجرائم الجزائية، فهم قاموا برمي الناس بالحجارة، رغم أنّ رجال الأمن يرتدون لباسًا مصفحًا بالإضافة إلى درع، وبالتالي عليهم تسليم كلّ من يتعرّض لهم إلى القضاء، ولا يحقّ لهم الإعتداء بهذا الشكل وهم على معرفة بالأذى الذي سيتسبّبون به عدا السحل والضرب والدعس، "وهيدا جريمة أكيد".


وأشار بزي إلى أنّهم كلجنة محامين سيقومون بتقديم شكوى ضدّهم في هذا الإطار.

 


وكان بزي قد أعلن عبر صفحته أنّ الاعتقالات ليل الأربعاء وصل عددها إلى 71، حيث تواجد 36 منهم في ثكنة الحلو (فصيلة ميناء الحصن) و25 في فصيلة الرملة البيضاء. أمّا عن معتقلي يوم الثلاثاء، فـ 11 منهم قد تُركوا رهن التحقيق، في حين كان لا يزال 48 منهم داخل أسوار السجن.