قبل أن تتناولوا أي سناك في وقت متأخّر من الليل، إعلموا أنّ الشهيّة المسائية يمكن أن تؤدي إلى أكثر من مجرّد زيادة محيط خصركم، إذ ثبُت أنّ هذا السلوك يؤثر أيضاً في نومكم. فأيّ مأكولات عليكم تجنّبها، وبماذا تستبدلونها؟
 

توصلت دراسات كثيرة أُجريت خلال الأعوام الأخيرة إلى أنّ بعض الأطعمة قد يُعرقل النوم. وشرح مدير Columbia University’s» Sleep Disorders Center» وأستاذ علم الأعصاب، كارل بايزل، كيف يمكن لأنواع معيّنة من المأكولات والمشروبات أن تعوق النوم، عارضاً في مقابل كل منها البدائل المُحفِّزة للنوم:

الكحول
إذا كنتم تحبون احتساء النبيذ قبل الخلود إلى الفراش، إعلموا أنّ الكحول قد تُشعركم بالاسترخاء بدايةً، ولكنها سرعان ما تولّد تأثيراً مُنبِّهاً. لذلك، وحتى لو تمكنتم من الاستسلام للنوم بِلا مشكلة، فإنّكم على الأرجح ستتقلّبون يميناً وشمالاً بعد مرور بضع ساعات. فقد وجدت دراسة صدرت في آب 2019 في «Sleep» أنّ استهلاك الكحول قبل 4 ساعات من موعد الخلود إلى الفراش ساهم في تجزيء النوم. استبدلوا إذاً هذه المشروبات بكوب من الحليب، بما أنّه يحتوي على الحامض الأميني «Tryptophan» الذي يملك خصائص معتدلة لتعزيز النوم. وإذا كنتم لا تحبون مشتقات الحليب، يمكنكم الاستعانة بعصير الكرز الذي يحتوي على المادة الكيماوية «Melatonin» المحفِّزة للنوم. وبالتالي فإنّ الكرز قد يساعد على النوم أسرع والاستيقاظ لمرات أقل ليلاً، وفقNational Sleep» Foundation».

الشوكولا
التلذّذ ببضعة مربعات من الشوكولا مساءً قد يمنع النوم. يرجع السبب إلى أنه، وبالإضافة إلى مادة الكافيين المُعزِّزة للطاقة، فإنّ الشوكولا، وخصوصاً الأسود، يحتوي أيضاً على جرعات هائلة من الـ«Theobromine» الذي يُعتبر بدوره مُحفِّزاً. في الحقيقة، فإنّ هذه المنشّطات الموجودة في الشوكولا الأسود اللذيذ قد تُعادل شرب الإسبريسو قبل موعد النوم. الأفضل إذاً الحصول على حفنة صغيرة من الغرانولا المنخفض السكر. الأطعمة المليئة بالكربوهيدرات المعقدة، مثل الشوفان في الغرانولا، قد تساعد في الشعور بالنعاس بما أنّ الكربوهيدرات ترفع مستويات الإنسولين، ما يزيد الأحماض الأمينية الضرورية لإنتاج الناقلات العصبية المعنيّة بالنوم مثل «Serotonin».

البطاطا المقلية
المأكولات الغنيّة بالدهون تستغرق وقتاً أطول للهضم، وقد تسبب أيضاً الغازات، والحرقة، وعسر الهضم. بمعنى آخر، فإنّ الوجبة الثقيلة جداً والدهنية تعزّز الانزعاج الهضمي الذي بدوره يُصعّب النوم عند الخلود إلى الفراش. لكن في حال الإصرار على تناول البطاطا، الأفضل اللجوء إلى البطاطا الحلوة والمشوّية وتقطيعها إلى شرائح رفيعة على غرار نظيرتها المقلية. تماماً كما هو حال الشوفان، فإنّ الكربوهيدرات المعقدة في البطاطا الحلوة قد تعزّز إنتاج السيروتونين المفيد عندما يحين وقت النوم.

البيتزا
إلى جانب الجبنة العالية الدهون التي قد تسبب النفخة وتتعارض مع النعاس، فإنّ صلصة البندورة في البيتزا لن تصبّ كذلك لصالح النوم. فبما أنّها مليئة بحامضَي الـ«Citric» والـ«Malic»، فإنّ البندورة وغيرها من الأطعمة العالية الحموضة قد تسبب ارتجاع المريء والحرقة، ما يعوق النوم ليلاً. عند الرغبة الشديدة في تناول البيتزا قبل النوم، يمكنكم استبدالها بقليل من جبنة القريش على كراكرز مصنوعة من القمح الكامل. المأكولات الغنية بالبروتينات الصحّية تحتوي على الحامض الأميني «Tryptophan»، الذي قد يعزّز مستويات السيروتونين، إستناداً إلى «National Sleep Foundation».

البوظة
بما أنّها مليئة بالدهون والسكر، فإنّ البوظة تشكّل سناكاً سيّئاً جداً مساءً. المعدة لن تستغرق الكثير من الوقت لهضم الدهون فحسب، إنما أيضاً فإنّ السكريات المضافة قد تمنحكم دُفعة من الطاقة، وهذا لا يُلائم النوم السليم إطلاقاً. بدلاً من البوظة، يمكنكم تناول اللبن المنخفض السكر مع قليل من العسل.

الصلصات الحارة والتشيبس
هذا المزيج الشائع قد يكون مُدمِّراً للنوم. فالتشيبس يكون مالحاً جداً، ما يسبب العطش وقد يؤدي إلى شرب الكثير من المياه، فيدفع إلى الاستيقاظ ليلاً للتبوّل. وبالنسبة إلى الصلصات الحارة، فهي تسبب أيضاً الحرقة وانزعاجاً في المعدة قد يمنعان من النوم. ناهيك عن أنّ السناكات الحارة قد ترفع درجة حرارة الجسم، وبالتالي فإنّ الدفء الشديد ليس مثالياً لنوم جيّد ومُريح، بحسب National Sleep» Foundation». لإرضاء شهيّتكم على الموالح، يمكنكم الحصول على الفشار المحضّر على الهواء كبديل صحّي أكثر.