تحية خالصة لشجاعة المعارضة يعقوبيان، ولتخرس كلّ الأصوات الطائفية والعنصرية والزبائنيّة التي ينشرها التيار الوطني الحر في طول البلاد وعرضها
 
عندما أُحضرت نعوش  جثامين الجنود اللبنانيين الذين اعدمتهم داعش الإرهابية بعد تحرير الجرود، وكان يوماً حزيناً ومُصاباً جلل، رجوتُ الله تعالى في قرارة نفسي أن لا يُصرّح  الوزير جبران باسيل أو يُعلّق على هذه الفاجعة،  لئلا تسوء الأمور، وتزداد ألماً وارتباكاً، وقد استجاب الرّب لابتهالي ومرّ الحدث بسلام، ولم يُعلّق يومها الوزير باسيل بحرفٍ واحد، بالأمس، والسواد لفّ البلاد من شمالها إلى جبلها  وجنوبها، وكانت كارثة الحريق الذي التهم مساحاتٍ شاسعة من ثروة لبنان الحرجية الخضراء فوق الوصف، كان المُرتجى أن لا يظهر المسؤولون على شاشات التليفزيون، لا فرق بين وزيرٍ أو نائب أو قائد حزبي، لأنّ المصاب الجلل لا يحتمل المزيد من الرّعب والهلع واليأس والقرف الذي أصاب اللبنانيين بالأمس عندما حاصرت النيرانُ البلدَ بأكمله وجلّلتهُ بالسواد والدمار، إلاّ أنّ الحرائق الأليمة لم تمنع المسؤولين(وخاصةً العونيّين منهم) من الظهور العلني وإطلاق التصريحات، ونشر الأكاذيب والتّرهات والتّذاكي على المواطنين، واستغلال المأساة والتّنصّل من المسؤوليات،  وكل هذه الأمور ظلّت مقبولة ومُبرّرة ومُنتظرة، من حُكّامٍ لا يتحلّون بأي قدرٍ من المسؤولية، فضلاً عن قصور أدائهم قبل الكارثة وأثناءها،  وبالطبع بعدها، إلاّ أنّ المواطنين سرعان ما صُدموا لدى سماعهم استغراب   النائب ماريو عون من اندلاع الحرائق في مناطق وقُرى "مسيحية" فقط، مع اعترافه بأنّ هذا القول يثير النعرات الطائفية، مّما خلق موجة استياءٍ عامة لدى كافة المواطنين، وفي طليعتهم "المسيحيين" الوطنيّين منهم، ولم يكفّ وزير البيئة السيد فادي جريصاتي طوال النهار عن بثّ ادعاءاته العنجهية، وبطولاته "الوهمية" في الحفاظ على البيئة، ومنها أنّه سيوفِد بعد غدٍ الخميس مُستشاراً له إلى أسبانيا لشراء طوافات مُخصّصة لإطفاء الحرائق( ممّا يعني صفقة دسمة قادمة للتّيار العوني)، وفي مساء اليوم الحزين الكئيب، حاول البعض أن ينتزع اعتذاراً من النائب عون عمّا سبق وتفوّه به نهاراً، أصرّ على ما قاله ودعا مُنتقديه أن "يخرسوا"، فأُضيفت هذه المأثرة إلى مآثر العونيّين العديدة. 
 
 
 
توّج وزير المهجرين السيد غسان عطاالله بالأمس مخازي الطبقة السياسية بتصرّفاتٍ مُريبة ومُستنكرة، فوزير المهجرين الذي قال ذات يوم بأنّ المسيحي يخاف من النوم في مناطق الجبل، ممّا أثار غضب المواطنين كافة، عمد بالأمس لاستفزاز بعض المتطوعين لمساعدة رجال الدفاع المدني بحضوره المفاجئ بينهم، والاعتداء على بعضهم عندما طلبوا منه الرحيل باعتباره غير مُرحّبٍ فيه بينهم، ليُكمل استفزازاته على قناة الجديد مساءً بوجه النائبة بولا يعقوبيان،  بتوجيه الكلام النابي واللاأخلاقي لها ممّا استدعى من يعقوبيان ردّاً ناريّاً مناسباً، وقد أفصحت هذه المرة عمّا تعتقده فعلاً، وتعرفه يقيناً عن فساد التيار الوطني الحر(الذي ينتمي له عطاالله )، تيار الصفقات والسرقات والمحاصصات، تيار الطائفية والعنصرية، التيار الذي لن يألُ جهداً حتى تخرب الدولة بكاملها، ويتمّ القضاء على مؤسساتها وما تبقّى من بنيانها، حتى أنّ صراحة يعقوبيان بالأمس فاقت صراحة وعنفوان الوزير أبو فاعور منذ يومين بوجه التيار الباسيلي ومغامراته البهلوانية، والتي قد تطيح بآخر مقومات الدولة اللبنانية، إذا ما استمرّ الحالُ على حاله.
 
تحية خالصة لشجاعة المعارضة يعقوبيان، ولتخرس كلّ الأصوات الطائفية والعنصرية والزبائنيّة التي ينشرها التيار الوطني الحر في طول البلاد وعرضها.