أكد وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان "اهمية الدعم النفسي في الأزمات وفي مرحلة ما بعد الأزمات، لأن العوامل النفسية تلعب دورا مهما في حياة الشعوب والاستقرار الاجتماعي والامني وفي الانتاجية والمردودية الاقتصادية في اي بلد".

 

كلام قيومجيان جاء خلال القائه كلمة لبنان في مؤتمر "الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في حالات الطوارىء Mental Health and Psychosocial Support in Emergencies Summit - mhpss" الذي انعقد في امستردام، حيث اعتبر "ان لبنان مثالا في هذا المضمار لأنه مر بكل أنواع الأزمات خلال السنوات الخمسين الماضية".

 

وقال:"من هذه الازمات إيواء نصف مليون لاجىء فلسطيني منذ العام 1948 وحوادث امنية واشتباكات بلغت ذروتها بحرب العام 1975 وما شهدها من عنف دموي وتهجير داخلي للسكان، وكذلك الاحتلال الذي تسبب في انتهاك حقوق الإنسان والاضطهاد السياسي والفكري".

 

وتابع:"الى جانب التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والمالية التي يواجهها لبنان، يعيش تداعيات الازمة السورية منذ العام 2011 حيث تدفق مليون ونصف مليون لاجىء سوري الى اراضيه، ما جعله اول دولة من حيث عدد اللاجئين على ارضه مقارنة بحجم السكان، مما ادى إلى تفاقم مشاكلنا من كل الجوانب".

 

واسف "الى انه تم إهمال الدعم النفسي منذ وقت طويل"، واشار الى ان "غياب مثل هذا الدعم ظهر بصورة واضحة عبر تفشي ظواهر: الاكتئاب، محاولات انتحار، الاضطرابات النفسية، الادمان على المخدرات، العنف المنزلي، العنف القائم على الجنس وارتفاع مستوى التوترات الاجتماعية".

 

واعلن "ان وزارة الشؤون الاجتماعية تعمل على تأمين الدعم النفسي ليس فقط للشرائح التي تعنى بها من اشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، المعوقين، المسنين، الأيتام، المدمنين على المخدرات والنساء المعنفات وغيرهم، بل ايضا لأهلهم والمحيطين بهم".

 

وأمل "ان تستطيع الوزارة تطوير وتعزيز مفهوم الدعم النفسي وتوسيع مروحة الشرائح التي يشملها"، مؤكدا "اننا بحاجة إلى المزيد من الوعي لاهمية خلق المناخات اللازمة لتأمين الاستقرار النفسي والمرتبط بشكل عضوي بالامن الاجتماعي". وقال:"نعتمد على أنفسنا في هذا الملف، لكننا بحاجة أيضا إلى مساعدة المجتمع الدولي والدول المانحة والمنظمات المعنية، لذا قرروا واحزموا أمركم نحن نعتمد عليكم جميعا".

 

وكان قيوميجيان قد عقد على هامش المؤتمر، الذي حضرته الملكة ماكسيم، لقاءات مع الاميرة الهولندية مابيل ووزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي الهولندية سيغريد كاغ، مفوضة شؤون اللاجئين في وزارة التنمية الألمانية إلكي لوبيل، وبحث معهن سبل دعم لبنان اجتماعيا والتخفيف من تداعيات النزوح عليه كمجتمع مضيف، وقد ابدين كل تجاوب خصوصا الوزيرة كاغ الملمة بالواقع اللبناني والصعوبات التي يعيشها.