في سياق الضغط على "حزب الله"، وملاحقة عناصره وتتبع نشاطاته، أعلنت وزارة العدل الأميركية اتّهام أليكسي صعب (علي حسن صعب) البالغ 42 عاماً، بنقل معلومات لـ"حزب الله"، تحضيراً لهجمات محتملة في الولايات المتحدة.
 
وعرض موقع "المدن" أبرز التفاصيل عن المتهم الجديد في التعامل مع الحزب.

محاضر جامعي و"عميل لحزب الله"
يعرف صعب أيضاً بإسم علي ورشيد، ويعمل كمحاضر جامعي في تكنولوجيا المعلومات في نيوجيرسي. وتتهمه الولايات المتحدة بتزويد الحزب بمعلومات استخبارية مفصّلة حول مواقع ذات رمزية كبيرة في نيويورك، ولا سيما مقر الأمم المتحدة ومبنى "إمباير ستايت" و"تايمز سكوير" وجسور وأنفاق ومطارات.

وتقول وزارة العدل الأميركية إن صعب عمل من عام 1996 إلى آذار 2019، في المنطقة الجنوبية من نيويورك وأماكن أخرى، وساعد في توفير "الدعم المادي أو الموارد" إلى "حزب الله"، كما قدم الخدمات، والمشورة للخبراء وقام حتى بتجنيد بعض الأشخاص.

 

مراقبة مواقع حساسة
وتظهر صفحته على موقع "لينكد إن"، أن صعب كان مديراً لتقنية المعلومات لأكثر من عامين في شركة لإدارة النفايات في موريستاون يُطلق عليها "كوفانتا". وقبل ذلك، شغل العديد من المناصب في مجال تكنولوجيا المعلومات وكمهندس برامج، بما في ذلك لشركة "مايكروسوفت". وهو حاصل على درجة الماجستير في نظم المعلومات الحاسوبية من كلية زيكلين للأعمال، ودرجة البكالوريوس في الهندسة والكمبيوتر والاتصالات من الجامعة اللبنانية. 

وحسب محاضر التحقيق الأميركية، طُلب من صعب الإعداد لخريطة مفصلة عن أهم المواقع في نيويورك، وقام بمراقبة محطة "غراند سنترال"، وسوق نيويورك للأوراق المالية، والمبنى الفيدرالي في 26 فيدرال بلازا، والمطارات المحلية. أما في بوسطن، فالتقط صوراً لسوق كوينسي ومركز برودنشال، من بين مواقع أخرى. وفي واشنطن العاصمة، قام بتصوير مبنى الكابيتول والكونغرس والبيت الأبيض.

وتؤكد لائحة الاتهام أن صعب ركز على وجه الخصوص، على نقاط الضعف الهيكلية في المواقع التي شملها الاستطلاع، من أجل تحديد كيف يمكن أن يتسبب الهجوم في المستقبل في حدوث أكبر قدر من الدمار. وتضمنت تقاريره المواد المستخدمة لإنشاء هدف معين، وكيفية الوصول إلى الهدف، ونقاط الضعف في المواقع المحددة. 

 

كذب على السلطات الأميركية
دخل صعب في عام 2000، بشكل قانوني إلى الولايات المتحدة باستخدام جواز سفر لبناني. وفي آب 2008، حصل على الجنسية الأميركية، وأكد كذباً أنه لم يكن مرتبطًا بمنظمة إرهابية في ذلك الوقت.

تزوّج صورياً في العام 2012 بهدف السماح لشريكة له، تحمل الجنسية الفرنسية، لم يُكشف اسمها في لائحة الاتهام، بالحصول على الجنسية الأميركية. وفي 13 أذار 2015، تقدم صعب بطلب للحصول على الجنسية لشريكته المتهمة بمساعدته في أنشطته العسكرية. إذ تقول لائحة الاتهام إنه دُفع له للزواج بها.

 

التدريبات
تزعم لائحة الاتهام أنه تم تجنيد صعب ليكون جزءًا من منظمة الجهاد الإسلامي، والتي تعرف أيضاً باسم جهاز العمليات الخارجية التابع لـ"حزب الله"، "الوحدة 910". وفي عام 2000، انتقل صعب إلى العمل رسمياً مع الوحدة المسؤولة عن العمليات الخارجية، ثم تلقى تدريبات مكثفة على الأسلحة والتكتيكات العسكرية، بما في ذلك كيفية صنع القنابل والأجهزة المتفجرة الأخرى.

تدرب صعب على بندقيات من طراز AK-47 و M16. وتقول لائحة الاتهام إن أحد عملاء الحزب زود صعب بـ"وسيلة اتصال إلكتروني" ليتواصل معه في الولايات المتحدة. بحيث كان إذا أراده الحزب أن يعود إلى لبنان، فسيتلقى رسالة بريد إلكتروني تحتوي على إشارة مشفرة. 

 

كجزء من تدريبه على المتفجرات، تم إعطاء صعب صوراً توضح مكان اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وطُلب منه تحليل الصور لتحديد أشياء مثل النوع والحجم وآلية إطلاق المتفجرات المستخدمة. وفي عام 2005، وبعد وصوله من تركيا إلى الولايات المتحدة، تم إيقافه وإجراء تحقيق معه في المطار للتحري عن مادة متفجرة على حقائبه أو ملابسه. وخضع في العام نفسه لتحقيق، عندما وصل إلى مطار جون ف. كينيدي في نيويورك، من قبل أجهزة إنفاذ القانون الأميركية، وأقر بأن السلطات التركية أجرت معه تحقيقاُ مماثلاً بشأن اكتشاف آثار متفجرة على حقائبه، نافياً أي معرفة له بما يحدث.

من طالب إلى مجند
التحق صعب بصفوف "حزب الله" في عام 1996، وتم تجنيده بينما كان منخرطاً في منظمة طلبة الحزب في الجامعة اللبنانية. وكانت عمليته الأولى في لبنان تتمحور حول مراقبة وإعداد تقارير عن تحركات جنود الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي المعروف بـ"جيش لحد" في قرية يارون الجنوبية. وقد أبلغ الحزب عن مواعيد الدوريات والتشكيلات والإجراءات عند نقاط التفتيش الأمنية والمركبات التي يستخدمها الجنود.

تلقى اعتباراً من العام 1999 تدريبات لدى الحزب، امتدت لمدة سبع سنوات، زار خلالها لبنان حوالى عشر مرات، وبين عامي 2004 و 2005، شارك صعب في تدريبات على المتفجرات في لبنان، تلقى خلالها تعليمات مفصلة على آليات إطلاق المواد المتفجرة وأجهزة التفجير وتجميع الدوائر الإلكترونية.

 

محاولة قتل جاسوس إسرائيلي
وُجّهت إلى صعب تسع تهم بينها تهمتان بمساعدة منظمة إرهابية. وهما تهمتان عقوبة الإدانة بكل منهما الحبس 20 عاماً. أما عقوبة الزواج الصوري لغايات إرهابية فقد تصل إلى الحبس 25 عاماً.

لكن أخطر ما تضمنته الاتهامات، هو محاولة صعب تنفيذ عمليات خطيرة وغير قانونية في الخارج، حين حاول قتل رجل يُشتبه بأنه جاسوس إسرائيلي. وقد قام صعب بحاولة إطلاق النار على هذا الرجل من مسافة قريبة وضغط على الزناد مرتين، لكن المسدس لم يطلق الرصاصة حينها. كما قام صعب أيضاً بجمع معلومات استخباراتية للحزب في مدينة إسطنبول التركية.