رأت الرابطة السنية، في بيان، "ان إنقاذ البلد اقتصاديا يحتاج إلى مضامين الوفاق الوطني والابتعاد عن إثارة الفتن". وانتقد "ما تناوله فخامة رئيس الجمهورية في خطابه المفتتح لمئوية لبنان الكبير، إن لجهة موقعه في تمثيل جميع اللبنانيين، أو لجهة الموقف السياسي والثقافي، وانعكاس ذلك في تعميق الإنقسام الداخلي شعبيا وطائفيا ومذهبيا وسياسيا، وذلك من عدة جوانب أهمها: اعتبار الدولة العثمانية احتلالا، والاحتلال الفرنسي نفوذا، واختزال تاريخ السلطنة بمرحلة سنوات الحرب العالمية الأولى وهي لا تعني الأتراك فقط بل تعتبر من الإرث التاريخي للمسلمين، ووصف هذا الارث بإرهاب دولة، والذي تسعى بعض الدول لاستغلاله ذريعة لمحاكمة الدولة التركية وتلك الفترة العثمانية بهذه التهمة مع مفعول رجعي".
 
واستهجنت الرابطة ما تضمنه بيان المجلس الماروني والرابطة المارونية من تحامل وتناقض ومغالطات، فمن يحمل عنوانا يمثل طائفته ويدعي الدفاع عن حقوقها وهويتها دينيا، لا يمتدح اتاتورك في علمانيته الرافضة للدين والمحاربة لكل ما يمت إليه بصلة، ولا يتعمد تجاهل أسباب المجاعة في جزء من الدولة العثمانية كالجراد وحصار دول الحلفاء وخصوصا فرنسا وانكلترا بحرا وبرا إبان الحرب العالمية الأولى وقبل التقسيم السياسي للعالم الإسلامي من منطلق الحقد الأوروبي والتاريخي ضد المسلمين ودولتهم، ولا يفقد لياقة التخاطب مع مرجعية اسلامية".
 
أضاف البيان:"إن دولة لبنان ما كانت لتقوم على وعد يشابه وعد بلفور كما أرادته تجمعات عصبية وعنصرية متعاملة مع الاحتلال الفرنسي، وإنما قامت الدولة على الوفاق الوطني الضامن للاستقلال والعيش المشترك، والمتضمن احترام الهوية الثقافية والدينية للطوائف اللبنانية. وبعودة دعاة العصبية والعنصرية غرق لبنان بحرب أهلية حول الاستقلال والهوية، ولم ينقذه منها إلا تجديد الوفاق الوطني والمتمثل باتفاق الطائف.
 
ودعت الرابطة السنية للعودة "الى العقل واحترام مضامين الوفاق الوطني وعدم استعمال المحرمات في التجاذبات السياسية، أو التحالفات، المحلية والإقليمية، ناهيك عن المشاركة بالصفقات الدولية التي تسعى إلى تقسيم جديد للمنطقة، وإن إنقاذ البلد اقتصاديا يحتاج للوفاق والابتعاد عن إثارة الفتن.