طالب الرئيس فؤاد السنيورة الدولة اللبنانية "بأن تقوم بالتحقيقات الكاملة في الضاحية لكشف ملابسات العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان، كي يُصار إلى توضيح الموقف اللبناني من خلال تحقيقات تجريها مؤسسات واجهزة الدولة اللبنانية".

وقال في تصريح "ما حصل يؤكد مجدداً وبقوة الحاجة إلى ان يُصار إلى طرح المسألة المتعلقة بالاستراتيجية الدفاعية للبنان وضرورة وضعها على طاولة البحث، لأنه لم يعد من الممكن ان تبقى الحكومة اللبنانية في موقع المتلقي، وبالتالي ان تتحمّل كل المسؤوليات، بينما من جهة اخرى يبقى قرار الحرب والسلم في يد "حزب الله" وليس في يد الدولة اللبنانية".

واذ شدد على "ضرورة ان يوضح حزب الله ما جاء في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل يومين حين ذكر ان "إذا قتلت اسرائيل ايا من اخواننا في سوريا، نحن سنرد على هذا القتل في لبنان، وليس في مزارع شبعا"، وهو لم يقل حتى من لبنان بل قال: "في لبنان"، لأن في ذلك توريط خطير للدولة اللبنانية وللبنان وللبنانيين في امور ليست الدولة مسؤولة عنها"، ذكّر "بان عندما تدخَّل حزب الله في سوريا لم يقم الحزب باستشارة لبنان او استشارة الحكومة اللبنانية، وهو الآن يُحمّل لبنان واللبنانيين مسؤولية هذا التدخل وهو ادى ما ادى إليه من نتائج".

اضاف "الاعتداء الذي قامت به اسرائيل مستنكر ومدان وهو يعتبر مخالفة للقرار الدولي 1701 الصادر في العام 2006، وبالتالي يقتضي بالدولة اللبنانية، وهو ما قامت وتقوم به حالياً في العمل على تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، لأن هذا الاعتداء يُشكّل مخالفة صارخة وفاضحة للقرار الدولي، بكونه يؤدي إلى تهديد الأمن والسلم في لبنان والمنطقة. من جانب آخر، فإنه ينبغي التأكيد على الحق الثابت والدائم للدولة اللبنانية في التصدي لهذا الاعتداء والدفاع عن لبنان واللبنانيين. وهذا يتطلب ان تبادر الدولة الى تولّي التحقيقات من اجل التأكيد على حقيقة ما جرى في ما خص هذا العدوان كي يُصار إلى توضيح الموقف اللبناني من خلال تحقيقات تجريها مؤسسات واجهزة الدولة".

واعتبر "ان ما حصل يتطلب من حزب الله ممارسة المزيد من التبصر والتنبه إلى ما يمكن ان تكون إسرائيل تعمل على استهداف لبنان في مخططاتها واستهدافاتها آخذين في الاعتبار الظروف المرافقة للحملة الانتخابية الداخلية التي تعد لها إسرائيل ورئيس وزرائها في هذه الآونة. هذا بالإضافة إلى مسألة شديدة الأهمية. فما حصل يؤكد مجدداً وبقوة الحاجة إلى ان يُصار إلى طرح المسألة المتعلقة بالاستراتيجية الدفاعية للبنان وضرورة وضعها على طاولة البحث، لأنه لم يعد من الممكن ان تبقى الحكومة اللبنانية في موقع المتلقي، وبالتالي ان تتحمّل كل المسؤوليات، بينما من جهة اخرى يبقى قرار الحرب والسلم في يد حزب الله وليس في يد الدولة اللبنانية. هذا الأمر ينبغي وضعه وبجدّية ومسؤولية على طاولة البحث في مجلس الوزراء لبتّه في أسرع وقت ممكن حماية لأمن لبنان ولمستقبل اللبنانيين".

اضاف السنيورة "لبنان كان قاطعاً وواضحاً وصريحاً في إدانة العدوان الذي ارتكبه العدو الإسرائيلي ومن حق الدولة اللبنانية التصدي له والدفاع عن لبنان واللبنانيين، لكن نحن الآن نتعرض إلى نتائج الافعال التي يقوم بها حزب الله خارج لبنان وما يتسبب به ذلك من تعريض لبنان للمخاطر غير المحسوبة".

وذكّر "بان عندما تعرّض لبنان في العام 2006 للعدوان الاسرائيلي قامت الدولة اللبنانية آنذاك برسم الحدود ما بينها من جهة وبين حزب الله من جهة ثانية، نجحت في الحفاظ على وحدة اللبنانيين وتضامنهم في خضم تلك المحنة الكبيرة. لذلك وانطلاقاً من تلك التجربة فإن الامر يقتضي من الحكومة اللبنانية الآن ان تنظر إلى الأمر من هذه الزاوية، وذلك من اجل ضمان حماية لبنان ومنعاً لتوريطه او استدراجه إلى حيث ربما تكون إسرائيل ساعية إلى توريطه".

واشار الى "ان من الطبيعي ان يكون لروسيا دور في التهدئة، فلبنان يحتاج إلى دعمٍ من جميع اشقائه واصدقائه في العالم، وبالتالي اعتقد ان الاتصال ما بين الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية الروسي  سيرغي لافرورف في هذا الخصوص لضمان دعم الأشقاء والأصدقاء في العالم من جهة، كذلك من اجل التوضيح للمسافات التي ينبغي ان تكون واضحة ما بين الدولة والحزب وايضاً في ما يتعلق بتجنّب المزيد من التصعيد والتوريط للبنان واللبنانيين".

وختم "نحن لا نعلم ماذا تخطط له اسرائيل من خطط تؤدي إلى توريط لبنان لا سيما ان ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية من تغيير لقواعد الاشتباك التي يُراد بها ان يُصار إلى تطبيق نظرية ما يسمى بالأوعية المتصلة او الأواني المستطرقة بعبارة اخرى، بما يعني إلحاق لبنان بما يجري في العراق بحيث يتأثر لبنان بما يجري هناك ويكون له انعكاسٌ مباشر عليه، كذلك ما يجري في سوريا الذي له ايضاً انعكاسٌ على ما يجري في لبنان. وبالتالي تتداخل الأمور مع بعضها بعضاً ويصبح لبنان ومصالح اللبنانيين في مهب الأخطار. هذه الأمور ينبغي ان نتحسب لها وان نتبصر بشأنها حتى لا يُصار إلى مزيد من التوريط للبنان في هذه الأوضاع التي تنذر بالكثير من الأهوال والمصاعب لا سيما ما يجري في المنطقة. لهذا فإني اعتقد ان على الحكومة ان تتبصر بشأنها وان تتحضر حتى تحمي لبنان واللبنانيين من هول ما يجري في المنطقة".