تنصٌّ الاتفاقية الدولية لقانون البحار، في المادة 38 منها على الآتي: «تتمتع جميع السفن العابرة للمضايق الدولية، بما فيها مضيق هرمز، بحق المرور دون أي عراقيل، سواء كانت هذه السفن أو الناقلات تجارية أو عسكرية»، ويعتبر مضيق هرمز من أهم عشرة ممرات مهمة عالمياً، ويمر عبره أكثر من 20 في المائة من الإنتاج العالمي، ورغم تطمينات الوكالة الدولية للطاقة بأن الاحتياطات الاستراتيجية التابعة للوكالة، يمكن استخدامها لتغطية أي عجز، فإن القرصنة الإيرانية، تمثل تهديداً فعلياً للملاحة في أهم الممرات المائية في العالم، ولا يمكن التسامح مع هذا التهديد بأي شكل من الأشكال.
لا شك أن إيران صاحبة تاريخ طويل من تهديدات الملاحة البحرية، خصوصاً في مياه الخليج، تهديد مستمر ومتكرر بإغلاق مضيق هرمز، الذي يعتبر مياهاً دولية، ومن المفترض أنه محصن بالاتفاقيات الدولية للقانون الدولي للبحار، وليس خليجاً أو مضيقاً محلياً، فالنظام الإيراني انتقل من الاعتداء الخفي على السفن التجارية بزرع الطربيدات والألغام البحرية، إلى مرحلة المجاهرة بالقرصنة العلنية، فقد احتجزت ناقلة النفط «ستينا إمبيرو» من قبل قطع بحرية حربية تابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة الخليج، بعد أسابيع من إعطاب سفن تجارية في بحر عمان.
النظام الإيراني اعتاد على تصدير أزماته الداخلية بافتعال أخرى خارجية، ظناً منه أنها تستر عواره، فجميع عمليات تصدير الإرهاب ودعمه التي قام ويقوم بها النظام الإيراني هي في بلدان العالم الإسلامي، بلدان لم تعلن الحرب على إيران ولا تحالفت ضده؛ ومنها اليمن وسوريا ولبنان والعراق والبحرين.
هذا النظام المختبئ خلف إصبعه كعادته، يمارس القرصنة وتهديد الملاحة في مضيق هرمز أو بالفارسية «تنگه هرمز»، أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، والذي يقع فاصلاً بين مياه الخليج العربي من جهة، ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي، حيث كفل القانون الدولي للبحار حق السفن بالعبور فيه دون عراقيل.
نظام الملالي يحاول اللعب مع الكبار في مضيق هرمز دون إدراك لحجم الضرر الذي سيلحق به، فالنظام الذي استساغ اللعبة وأعجبته الكذبة، التي جعلته في حالة تفاوض مع الخمسة الكبار، ظهر عاجزاً عن حماية بضعة جنود له في سوريا حصدت رقابهم صواريخ إسرائيل، إنه، في الحقيقة، يخشى المواجهة مع الكيان الإسرائيلي، حتى لا يفتضح أمر المارد الضعيف أمام أنصاره، وهي الحقيقة التي يخفيها هذا النظام البائس، ولذلك فإن ما يقوم به يبقى مجرد عبث ولعب مع الكبار ربما ينتهي به سحقاً تحت أرجل الفيلة.
سلوك النظام الإيراني العام أعطى العذر، للتمهيد لضربة عسكرية ولو كانت لمجرد نزع مخالب النظام الإرهابي الإيراني، الذي يدعم العنف ويجاهر به.
وعلى رغم تصريحات وزير خارجية النظام محمد جواد ظريف من أن «من المهم أن يدرك الجميع أن إيران لا تسعى إلى المجابهة»، فإن واقع الحال يقول غير ذلك، فالتصعيد هو الحالة التي عليها النظام الإيراني، خصوصاً بعد عمليات القرصنة التي شملت السفن البريطانية والجزائرية، وإن أطلق سراح السفينة الجزائرية، من باب علاقات المجاملة بين البلدين، بينما اختلف الأمر مع السفينة البريطانية.
النظام الإيراني الذي لا يخجل بعد عمليات القرصنة متعددة الطرق والمسالك من إعطاب السفن إلى جرها إلى موانئ إيرانية واحتجازها، يتبجح رئيسه حسن روحاني بالقول: «إن طهران ستبقى أكبر ضامن لأمن الملاحة وحريتها في الخليج، ومضيق هرمز، وخليج عمان»، لكن الفعل الذي تمارسه إيران يناقص ما يقوله رئيسها.