لفت وزير ​الصناعة​ ​وائل أبو فاعور​ خلال حفل تخريج طلاب "​مدرسة العزم​" في ​طرابلس​ إلى أنه "في كل مرة أدعى فيها إلى حفل تخرج، أعرف واعترف أن ليس لي في تجربتي الشخصية ما يعينني على إبداء الكثير من النصح، ولا في تجربتي السياسية وأنا واحد من السياسيين الذين يعملون في هذا الوطن ولا أعرف كم يعملون لأجله ولكن في كل حفل تخرج تربوي يتردد في ذهني نشيد الشاعر الشهيد ​خليل حاوي​ الذي قال قبل أن تطلق الرصاصات على رأسه يوم دخول ​إسرائيل​ إلى ​بيروت​ ويكفيني أن لي أطفال أترابي، ولي في حبهم خمر وزاد. ويكفيني أن لي عيدا حصادي، ويكفيني أن لي عيدا وعيد، كلما ضوى في قريتي مصباح جديد، يعبرون الجسر في الصبح خفافا، أضلعي امتدت لهم جسرا وطيد، من كهوف الشرق من مستنقع الشرق إلى شرق جديد".

وتوجه الى المتخرجين قائلا: "أعبروا هذا الجسر إلى شرق جديد، أعبروا إلى شرق الحرية، شرق الديموقراطية، شرق الفكر. انحازوا إلى الفكرة، ولا تنحازوا إلى المقصلة. انحازوا إلى العلم لا إلى الجهل، إلى التنوع لا إلى التطرف، لم يهزم العرب إلا حينما تركوا العلم. العرب لم يهزموا بالحرب بل هزموا بالفكرة، وعندما انحاز بعضهم إلى المقصلة، وهزموا عندما تركوا العلم وتركوا الحرية، وتركوا الديموقراطية، فكونوا أنتم الجواب على ما جنيناه نحن، وجناه أهلنا حين فرض عليهم بعض المصائر التي قادت أمة العرب إلى المكان المؤسف الذي هي فيه اليوم".

وأشار إلى "انني جئت اليوم إلى طرابلس كوزير للصناعة وإني إذ أحمل تحيات الرفيق ​أكرم شهيب​ وزير التربية لكم ولمدرسة العزم ولكل الهيئات التربوية في ​الشمال​، فإنني صدمت بما رأيت، جئت لكي أجول على مصانع المفروشات، فلم أجد إلا الأبواب الموصدة، و​المصانع​ المقفلة، وبعضا من الصناعيين الذين يبكون ويندبون، ويتطلعون بحسرة إلى ما كان في يوم من الأيام مصدرا للعمل والإنتاج والإبداع في طرابلس. وتحدثت مع دولة الرئيس ميقاتي واتصلت بدولة الرئيس ​الحريري​ وأعتقد أن هناك مهمة انقاذية للصناعة في طرابلس يجب أن تبدأ بداية بإصدار مراسيم الرسوم النوعية التي أقرت في ​مجلس الوزراء​، ولا تزال حتى اللحظة أسيرة بعض أهواء بعض التجار الجشعين الذين لم يرتووا منذ ما قبل ​الاستقلال​ حتى اليوم من ضرب كل القطاعات الإنتاجية. بعض التجار الذين يسميهم الدكتور فواز طرابلسي في كتابه "​لبنان​ من الإمارة إلى ​اتفاق الطائف​".

وأضاف: "الأوليغارشيا التجارية التي ما شبعت ولن تشبع وتعودت أن تفرض سطوتها على السياسيين، هذه الأوليغارشيا لا تزال موجودة. صحيح هي أكثر فظاظة وأقل كفاءة، ولكنه لا تزال موجودة في حياتنا الاقتصادية. وهي التي تجعل طرابلس والأرياف اللبنانية تعاني من غياب فرص العمل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكل إمكانات النهوض ب​الاقتصاد اللبناني​. وأنا أمامكم وأمام بنات وأبناء طرابلس الذين يزفون إلى الوطن اليوم قدرات وطاقات نعتز بها، أعد بأنني سأعود إلى طرابلس في وقت قريب وقريب جدا، ولن تكون الحال على ما هي اليوم بالنسبة إلى كل الصناعات في المدينة. وهذه المعركة لا علاقة لها بال​سياسة​ بل بأساس وجود لبنان ومستقبل هؤلاء ​الشباب​ والشابات، ومستقبل الجيل الجديد في لبنان".

وتابع "لبنان لا يمكن أن يقوم فقط على فكرة الريع ولا على فكرة التجارة، ولا فكرة ​العقارات​ ولا الخدمات، الطريقة الوحيدة لإبقاء أبناء لبنان فيه وعدم تصديرهم للخارج، هي بالنهوض الاقتصادي الحقيقي الذي لا يمكن أن يكون إلا على قاعدة إعادة الاعتبار للقطاعات الإنتاجية في كل لبنان ومنه طرابلس".