لا يُمكنك مشاهدة التلميذ المتظاهر أمام وزارة التربية حاملًا العلم اللبناني منكّسًا وهو يبكي ويُطالب بحقّه يالاشتراك بامتحان الشهادة المتوسّطة من دون التوقّف عند هذا المشهد المؤلم المؤشّر إلى أزمة نظامنا التربوي!
هذا التلميذ وعشرات الآلاف غيره هم ضحايا النظام التربوي اللبناني المأزوم، فهل يجوز لمعالي وزير التربية تحميله تبعات فساد نظام مترهّل؟! وهل أنّ التصدّي بهذا الحزم لنتائج المشكلة يُسهم في حلّها؟! على معالي وزير التربية أن يتجرّأ على إقفال مئات المدارس الخاصّة والرسميّة الدكاكين التي تُخرّج التلاميذ إلى الشارع وليس إلى سوق العمل وأن يُعيد الاعتبار إلى التعليم بكامل قطاعاته وخاصّة منه المهني والتقني. وهل يُتوقّع من مدرسة خاصّة لا تعطي المعلّم سوى بعض راتبه خلال بعض أشهر السنة تخريج شباب يصلون إلى الجامعة ويُتابعون فيها بشكل عادي الدراسة (هذا إذا ما أوقف أساتذتها الكرام إضرابهم وأنقذوا ما تبقّى من أيّام عام دراسي ضائع كما الوطن)؟! وهل أنّ مدرسة رسميّة عفا على مناهجها ومعلّميها وبنائها ... الزمن تستطيع تخريج غير العاطلين من العمل؟! 
لكم فكّرت بإجراء دراسة أتحرّى فيها صحّة فرضيّة تقول بأنّ سائقي الفانات وبائعي القهوة والمتسكّعين من الشباب في الطرقات(المساكين)، وبائعي ومروّجي المخدّرات وسارقي السيّارات وفارضي الخوّات (الشياطين) هم من خرّيجي هذه المدارس الدكاكين التي يُلمّح معالي وزير التربية إلى إقفالها!
على معالي وزير التربية أن يُقفل المئات من هذه المدارس الدكاكين، التي تُخرّج مساكين وشياطين، وأن يُقفل العديد من الجامعات الدكاكين، وأن يُلحق بها المركز التربوي الذي دخل في سُبات عميق منذ 1997!
إنّ تركيب الكاميرات لمراقبة التلاميذ في الامتحانات وحجز إفادات الترشيح لتلامذة الشهادة المتوسّطة لا يعدو كونه سوى محاولات تصدّ لواقع تربويّ مأزوم ومهترىء ولكن من باب جزء يسير من النتائج وليس من الباب الواسع للأسباب!

 

الدكتور هاشم عواضة