في إطار الاستراتيجيّة التي اعتمدها مستشفى «أوتيل ديو» لتطوير أقسامه الطبية كافة وتحسينها، يقوم حاليّاً المستشفى بتحديث قسم الولادات وتوسيعه لافتتاح قطب كامل خاص بالأمومة واحتياجاتها. ولتحقيق هذه الاستراتيجيّة الشاملة، لم يكتفِ المستشفى بإدخال تغييرات مادّية كترميم الغرف، بل تبنّى أيضاً معايير دوليّة ونفّذها بهدف تحسين صحّة الأمّ والطفل.
في عام 1995، أصبح مستشفى «أوتيل ديو» عضوا في «مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال» المعروفة أيضاً بـ»مبادرة صديقة الطفل»، وهي برنامج عالميّ تابع لمنظّمة الصحّة العالمية واليونسيف، من أهدافه إعداد فريق القابلات القانونيّات والممرضات وتهيئته، تشجيع الرضاعة الطبيعيّة، الحرص على تطبيق الملامسة المباشرة بين الأمّ والرضيع بعد الولادة (Skin-to-Skin Care After Birth). كما أنّ المستشفى عضوٌ منذ 16 سنة في شبكة الأمّ والطفل الفرنكوفونيّة الدوليّة، وهو المستشفى اللبنانيّ الوحيد التابع لهذه الشبكة. وتجدر الإشارة إلى أنّ لبنان سيقوم للمرّة الأولى باستضافة شبكة الأمّ والطفل الفرنكوفونيّة لسنة 2019 من 29 نيسان حتى 3 أيّار بهدف تبادل الآراء والخبرات مع القادمين من مختلف الدول الفرنكوفونية من أطباء وقابلات قانونيات وممرضات وعاملين صحيين.

يُعتبر مستشفى «أوتيل ديو» مركزاً استشفائيّاً جامعيّاً مرجعيّاً في حالات الحمل المرضيّة وفي أمراض النساء وأمراض السرطان عند النساء، كما أنّه واحدٌ من المستشفيات اللبنانية الثلاثة الوحيدة التي تقوم بمعالجة حالات الولادات الصعبة.

قطبٌ كامل للأمومة 
وفي إطار ترميمات قسم الولادة، أنشئ قطبٌ كامل للأمومة يتضمّن غرفا مجهّزة بأحدث المعدّات ومصمّمة لتوطيد علاقة الأمّ بطفلها منذ لحظات الولادة الأولى. يقوم بالإشراف على هذا القطب فريق عمل يضمّ اختصاصيين تقوم مهامهم على تأمين خدمات الرعاية الصحّية والمتابعة الاستشفائيّة والتمريضيّة من جهة، وعلى إعداد القابلات القانونيات من جهة أخرى، ليقمن بدورهنّ بتعريف الأمهات على رعاية الأطفال حديثي الولادة وبحثّهنّ على حمل الطفل، وإرضاعه، وغسله، إلى جانب غيرها من الحاجات اللازمة. بذلك، تُوطّد العلاقة بين الأم وطفلها وتُحضَّر الأمّ لواجباتها بمساعدة فريق العمل في المستشفى قبل عودتها إلى المنزل.

بفضل انضمام أوتيل ديو إلى «المبادرة صديقة الطفل»، يستقبل المستشفى النساء الراغبات بخوض الولادات الطبيعيّة والولادات غير التقليديّة كالولادة المائيّة، ويؤمّن لهنّ المرافقة التمريضيّة والطبّية اللازمة تحضيراً للولادة، ومتابعة دقيقة خلالها وبعدها.

الولادة المائية 
لا تزال الولادة المائية أسلوباً جديداً في الولادة في لبنان وغيره من بلدان الشرق الأوسط. هذا الأسلوب في الولادة يعزّز استرخاء الأمّ جسديّاً ونفسيّاً ويحدّ الحاجة إلى استخدام المسكّنات. فضلاً عن ذلك، أثبتت دراسات عدّة أنّ الولادة المائيّة تؤمّن البيئة الأكثر راحةً وهدوءاً لتعزيز وصول الطفل بلطفٍ.

تبدأ التحضيرات بتهيئة مكان الولادة وتجهيزه بمعدّات خاصّة من جهة، وتقديم جلسات تحضيريّة وتثقيفيّة للأهل والأمّ خصوصاً من جهة أخرى لتعزيز راحتها وراحة طفلها في بيئة آمنة ومرحّبة. ولاستكمال الإجراء، يشرف فريق عمل مؤلّف من قابلات قانونيّات متخصّصات وممرّضات وأطبّاء على كافة التحضيرات المقدّمة ويرافق الأمّ منذ لحظة وصولها إلى المستشفى حتّى خروجها. 

ولتقديم صورة شاملة عن هذا الأسلوب المطبَّق حديثاً في لبنان، شاركتنا إحدى الأمّهات اللواتي اخترن الولادة المائيّة تجربتَها في أوتيل ديو:
«في البداية، لم يوافقني زوجي الرأي حين عرضت عليه فكرة الولادة المائيّة لأنّه لم يكن يعلم شيئاً عنها وظنّ أنّها ولادة خطرة. ولكن بعد الجلسات التحضيريّة مع القابلة القانونيّة المتخصّصة، تخطّى مخاوفه وأصبح من مشجّعي الولادة المائيّة. كانت الولادة المائيّة تجربة مذهلة لي ولزوجي ولطفلي أيضاً! فمن جهة كان فريق العمل مرحّباً ومحترفاً للغاية. ومن جهة أخرى، الدعم والتشجيع اللذان قدّمهما لي زوجي أثناء الولادة جعلا الأمور أسهل بكثير، وحضوره ومشاركته في الولادة كانا أمراً رائعاً لأنّ الرجال عادة لا يشهدون ولادة أولادهم».