الملفات هي هي: عودة النازحين السوريين محور محادثات الرئيس ميشال عون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.. خطة الكهرباء، ليست مدرجة على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس، إذ من المستبعد ان تعقد الجلسة بانتظار عودة الرئيس سعد الحريري، الذي أجرى في باريس عملية «قسطرة في القلب»، هذه العملية أدت أيضاً إلى ارجاء جلسة الأسئلة والأجوبة التي كانت مقررة اليوم.. بالتزامن أيضاً مع سفر الوفد النيابي إلى الولايات المتحدة الأميركية لمناقشة العقوبات الأميركية المالية ضد لبنان، وابلاغ السلطات المالية الأميركية بالاجراءات التي اتخذها لبنان، على مستوى التشريعات القانونية، والإجراءات المالية..
ولا يُخفي رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع مخاوفه من الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، من الناحية المالية والاستثمارية، معرباً امام زواره عن معارضته لخطة الكهرباء الحالية المطروحة من وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني، والتي تقوم على دمج بين مرحلة دائمة ومرحلة مؤقتة، من دون معرفة متى يعاد النظر بالتقنين لجهة الزيادة، مع معلومات تحتاج إلى تأكيد من مصادر الوزارة أن التقنين سيتراجع كلياً بدءاً من العام 2020.
وينقل عن الدكتور جعجع ان لدى حزبه خطة بديلة لتوفير الكهرباء، بكلفة أقل، وبوقت أقل أيضاً، وستطرح في جلسة مجلس الوزراء المقبلة.
وليلاً، عاد الرئيس عون مع الوفد المرافق إلى بيروت، على ان يصار بدءاً من اليوم إلى تقييم مفاعيل القمة، حيث احتلت عودة النازحين السوريين محوراً واسعاً، بالاتفاق على متابعة ما اتفق عليه، فيما بقي الرئيس الحريري في فرنسا للخلود إلى الراحة، بعد عملية القسطرة..
القمة اللبنانية- الروسية
وفي تقدير مصادر الوفد اللبناني الرسمي، فإن القمة اللبنانية- الروسية، والتي جمعت الرئيسين ميشال عون وفلاديمير بوتين في الكرملين، رسمت اطاراً جديداً للعلاقات بين البلدين في كافة المجالات، بينما اعتبر الرئيس بوتين ان لبنان شريك تاريخي وتقليدي لروسيا، منذ ما قبل الاتحاد السوفيتي، والتي تقف الي جانبه منذ بدء العلاقات الديبلوماسية قبل 75 سنة.
وفيما شدّد بوتين على ضرورة معالجة الأوضاع في الشرق الأوسط، وصف الرئيس عون قرار الرئيس الأميركي السماح لإسرائيل بضم الجولان السوري المحتل إليها، بـ«اليوم الاسود» معتبراً انه يتعارض مع كل قوانين ومبادئ الأمم المتحدة منذ تأسيسها حتى اليوم، لافتاً إلى انها المرة الثانية، بعد القرار حول القدس، يحدث ان تهب دولة، أخرى ارضاً ليست لها، معتبرا ان هذا الأمر مقلق لكل الدول المحيطة بإسرائيل، ونتمنى ان تطمئننا حول المستقبل القريب، فوافقه بوتين بهز رأسه، ورأى في قرار الرئيس الأميركي خرقاً للقوانين الدولية، لكنه أشار إلى انه لا بدّ من انتظار ردود الفعل الدولية على هذه الخطوة، وقال ان «موقف روسيا معروف ولا يتغير».
وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» انه بعد عودة الرئيس عون إلى بيروت سيُصار إلى تقييم مفاعيل الزيارة الروسية، خصوصاً وانها تناولت محاور رئيسية في ملفات عدّة أبرزها ملف النازحين السوريين، مشيرة إلى ان كل ما تمّ التوافق عليه في محادثات موسكو ستتم متابعته.
ولفتت إلى ان البيان المشترك الذي صدر في أعقاب محادثات القمة اللبنانية- الروسية أكثر من واف لتضمينه كل النقاط التي بحثت في شتى المجالات، متوقفة عند حرص روسيا على مواصلة دعمها للبنان ومحافظتها على مقاربة مشتركة معه.
ورأت ان زيارة عون وما تخللها من محادثات دسمة سواء مع الرئيس بوتين أو مع رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فالودين، أو مع الاقتصاديين ورجال الأعمال الروس، يتوقع ان تعبد الطريق امام معالجة سلسلة قضايا، وهو ما قد يتظهر في أقرب وقت لدى ترجمة النقاط التي اثيرت ووافق عليها الجانبان اللبناني والروسي.
وأكد البيان المشترك الذي صدر بعد محادثات القمة عزم الرئيسين عون وبوتين على «تكثيف الحوار السياسي بين روسيا ولبنان، بما في ذلك على المستوى البرلماني، وتعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية في التجارة والاقتصاد والاستثمار والطاقة والثقافة والمضمار الانساني والتربية والرياضة والسياحة وغيرها من مجالات التعاون».
وأعربا، عن قناعتهما بأنه «لا بديل عن الحل السلمي للقضية السورية»، مشددين على «ضرورة حل هذا النزاع من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية، استنادا الى قرار مجلس الأمن رقم 2254، ومقررات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي».
وأكد البيان المشترك أن الرئيسين اللبناني والروسي «يدعمان بقوة الجهود التي تضطلع بها سلطات الجمهورية العربية السورية وحلفاؤها لمحاربة الارهاب المتمثل بتنظيم داعش وجبهة النصرة والمجموعات المتفرعة عنهما».
واعلنا تأييدهما «للجهود الرامية الى تطبيق مبادرة روسيا لتأمين عودة اللاجئين السوريين والمهجرين داخليا»، معتبرين أن «حل هذه المشكلة يعتمد مباشرة على تهيئة الظروف المؤاتية في سوريا، بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية، من خلال اعادة الاعمار ما بعد الصراع». كما دعيا «المجتمع الدولي والامم المتحدة والمنظمات الانسانية الى تأمين كل المساعدة الممكنة لهذه العملية».
وفي مجال آخر، دعا الرئيسان عون وبوتين «الى ايجاد حل عادل للمسألة النووية الايرانية، مع الأخذ بعين الاعتبار حق الجمهورية الاسلامية الايرانية المشروع بالاستعمال السلمي للطاقة الذرية وفقا لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية».
نصر الله
تزامناً، عكست إطلالة الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله عبر قناة «المنار» والتي خصصها للرد على مواقف وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في بيروت، إضافة الي التعليق على القرار الأميركي المستجد بالاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري، حالة من ارتياح الحزب للمواقف الرسمية اللبنانية «الشجاعة» من طروحات الوزير الأميركي، ترجمها نصر الله، بالشكر الذي وجهه للرئيسين عون ونبيه برّي ووزير الخارجية جبران باسيل، وكل القوى السياسية والشخصيات والنخب الذين عبروا عن رفضهم لهذه الطروحات. وايضاً شكره للقوى التي قال انه كان لا يتوقع منها ان تدافع عن الحزب أو تمدحه، عندما رفضت ان تتجاوب مع دعوات التحريض وتحدثت بشكل عقلاني وقدمت المصلحة الوطنية.
وأوضح نصر الله، الذي لم يجد جملة صادقة أو صحيحة مما قاله بومبيو سوى تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض وتخويفهم والتهويل عليهم، ان الذي يمنع إسرائيل من القيام بحرب هو وحدة الموقف اللبناني والمعدملة الذهبية، وليس التحذير الأميركي من شن حرب، لأن أميركا لا يعنيها أحد من اللبنانيين، بل ان ما يعنيها هو إسرائيل التي هي جزء من أميركا وهي قاعدة عسكرية أميركية متقدمة في المنطقة.
وخلص نصر الله، بعد ان فقد كل عبارة من عبارات بيان بومبيو، إلى ان «حزب الله» أشدّ اقتناعاً والتزاماً بالسلم الأهلي والعيش المشترك وبالدولة والجيش والوحدة الوطنية رغم الخصومات والتباينات، وان نكون قادرين على تجاوز الخلافات، وان لا نسمح لا للشياطين الكبار أو الصغار ان تلعب بتفاصيلنا، مبدياً اعتقاده بأن هذه الزيارة التي توقع كثيرون ان تكون بداية لمرحلة خطرة، قد جرى تجاوزها بسبب الوعي والحكمة وشجاعة المسؤولين، لكنه ختم مؤكداً انه طالما ان الظلم واقع علينا، فإننا سنواجه هذا الظلم وسنبقى أقوياء، لكن بالتأكيد عندما يطال الظلم بلدنا وشعبنا سنفكر بموقف آخر».
وكان نصر الله قد اعتبر ان الرد الحقيقي من العالم العربي على قرار الرئيس الأميركي بشأن الجولان يكون بسحب المبادرة العربية للسلام التي تقررت في قمّة بيروت عام 2002 والعودة إلى نقطة الصفر.
كتلة «المستقبل»
اما كتلة «المستقبل النيابية»، فقد اعتبرت بعد اجتماعها الأسبوعي أمس، بأن زيارة بومبيو حملت رسالة مزدوجة حول الضغط الأميركي المتصاعد على إيران، وحول نية واشنطن مواصلة دعم مؤسسات الدولة اللبنانية، وفي طليعتها الجيش وقوى الامن»، ورأت بأن «السبيل الوحيد لحماية لبنان من تداعيات الصراع الإقليمي هو تقديم المصلحة الوطنية على كل ما عداها، والتزام الجميع بالنأي بالنفس الذي اعتمدته الحكومة في بيانها الوزاري، وفي التطبيق الكامل للقرار 1701»، أقله في الوقت نفسه ان تولي الحكومة الأميركية الأهمية القصوى لاستقرار لبنان واقتصاده وقطاعه المصرفي أي خطوات قد تقررها لاحقاً.
واعتبرت الكتلة القرار الأميركي بشأن الجولان «خطوة تفتقر إلى الحد الأدنى من الحكمة والديبلوماسية في مقاربة أزمات المنطقة، وهو يصب في خانة السياسات الخاطئة التي تُهدّد الاستقرار الإقليمي، على صورة ما سبق من اعتبار القدس العربية المحتلة عاصمة ابدية لإسرائيل».
خطة الكهرباء
في غضون ذلك، ادخلت الجراحة التي خضع لها الرئيس سعد الحريري في باريس، مما اضطره للبقاء في العاصمة الفرنسية للتعافي من العارض الصحي، الحركة السياسية الرسمية في شبه إجازة قسرية، إذ رجحت مصادر وزارية عدم انعقاد جلسة لمجلس الوزراء غداً، فيما ارجأ الرئيس برّي جلسة الأسئلة والأجوبة التي كانت مقررة اليوم إلى يوم الجمعة المقبل في الثالثة بعد الظهر، ولم تنعقد اللجنة الوزارية المكلفة للبحث في خطة الكهرباء التي قدمتها وزيرة الطاقة ندى البستاني لهذا السبب، لكن يبدو ان وجهات النظر المتباينة من الخطة بدأت بالظهور بعد موقف «القوات اللبنانية» الذي عبر عنه رئيسها سمير جعجع وعضو اللجنة الوزارية نائب رئيس الوزراء غسان حاصباني، واللذان حددا اولويات مختلفة عن اولويات الوزيرة بستاني لا سيما لجهة وقف الهدر التقني والفني وتعزيز الجباية وتقوية شبكات النقل، ومن ثم البحث في الوسائل المتاحة لزيادة انتاجية الطاقة ووقف التقنين سواء عبر الخطة المؤقتة بالاستجرار من البواخر او مصدر اخر او البدء بتأهيل المعامل الحالية وبناء معامل جديدة.وهناك قواسم مشتركة في الملاحظات والاولويات بين «القوات» وبين الحزب التقدمي و»حركة امل وحزب الله». بينما يقف وزراء «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» موقفا موحدا بإقرار الخطة كما هي، والبدء بالحل المؤقت الذي يقوم على اعتماد البواخر وربما استقدام باخرة ثالثة وهو ما يرفضه الفريق الاخر، ويصر على ترابط الحلول.
وهذا يعني ضرورة الاتفاق على كيفية ادارة المرحلة الانتقالية و تأمين الكهرباء في الفترة الفاصلة عن بدء المعامل اللبنانية إنتاجها. وكيفية الربط بين الخطة المؤقتة والخطة الدائمة للنهوض بقطاع الكهرباء، وتلزيم تنفيذهما في وقت واحد وعبر هيئة المناقصات لا وزارة الطاقة او مؤسة الكهرباء، على أن تتولى اللجنة الوزارية وضع دفتر شروط التلزيم؛ تمهيداً لإجراء مناقصة دولية لتلزيمهما. هذا عدا المطالبة بتشكيل مجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان والهيئة الناظمة للطاقة.
وقال عضو في اللجنة الوزارية لـ«اللواء»: يجب ان نصل الى حلول سريعة فلا يجوز ان يبقى وضع الكهرباء على ما هوعليه.خاصة ان المشكلة باتت معروفة وجرى تشخيصها والمهم أن تتخذ اللجنة والحكومة القرار بالحل المفروض اعتماده، والاولوية هي لزيادة التغذية، والاتفاق على المرحلة الانتقالية والنهائية بعدما تم دمجهما بحيث يجب ان تقدم العروض للمرحلتين سويا.
اما الموازنة، فقالت مصادر وزارية ان هناك احتمالاً لأن تبادر الحكومة إلى عقد جلسات لمناقشة مشروع الموازنة قبيل عيد الفصح المجيد.
انتخابات طرابلس
وسط هذه الانشغالات، ما زالت اجواء الانتخابات الفرعية في طرابلس باردة نسبيا برغم بعض المواقف والتحركات التي يقوم بها «تيار المستقبل» وبحضور من الامين العام للتيار احمد الحريري، وبعض حلفائه في المدينة لدعم المرشحة ديمة جمالي، واقتصر الترشيح الرسمي حتى الان على جمالي ويحيى مولود، وسامر كبارة، وثمة من يتوقع ترشيح الصحافي عمر السيد، فيما تم رفض طلب ترشيح نزار زكا الموقوف في ايران بسبب نقص في التواقيع وبعض الاجراءات القانونية المطلوبة.
وينتظر ان تقرر جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية الموقف من ترشيح طه ناجي خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة، وحتى يوم غد الخميس على ابعد تقدير حسبما قالت مصادرها، وقبيل انتهاء مهلة تقديم طلبات الترشيح رسميا منتصف ليل 29-30 اذار الحالي، فيما علمت «اللواء» ان رئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل كرامي سيعلن خلال احتفال تأبين القيادية في التيار أمل فخر الدين في الرابع من نيسان المقبل، الموقف الرسمي من الانتخابات سواء بدعم طه ناجي اذا ترشح أو دعم شخصية اخرى مستقلة، أو ترك الخيار للمناصرين وهو امر مستبعد.
وذكرت المعلومات ان كرامي لا زال يميل الى عدم خوض الانتخابات معتبرا ان مرشح «لائحة الكرامة» طه ناجي «هو الفائز عملياً بعد قرار المجلس الدستوري إبطال انتخاب جمالي، وان هذا التحالف هو الفائز سياسياً وشعبياً، وحتى لا يعطى شرعية لقرار المجلس الدستوري، عبر المشاركة في الانتخابات». لكن كرامي ينتظر ما ستقرره جمعية المشاريع.