القى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب خطبة الجمعة في مسجد بلدة لبايا في البقاع الغربي هنأ فيها "البشرية بذكرى ولادة الامام علي في الكعبة المشرفة لتكون مؤشرا الى ما يحمله هذا الرجل العظيم من مزايا وصفات ربانية أهلته ليكون اميرا للمؤمنين وسيدا للوصيين، فتشرفت الكعبة بولادته فيها وتشرف بأن رفعه رسول الله على ظهره ليحطم الاوثان والاصنام ويطهر الكعبة من ارجاسها".

وقال: "ان هذه الذكرى المباركة تدعونا الى استلهام العبر والمواعظ من صاحبها الذي خلدته البشرية بعدالته وشجاعته وذوبانه في طاعة الله ونشر احكامه واعلاء كلمته، وحري بكل المسؤولين ان يعودوا الى الامام علي في حكمه ومواقفه وسيرته ليستلهموا منها ما يصلح حال الرعية ويسدد المسيرة الانسانية بصفته صوت العدالة وسيفها. وتتزامن هذه المناسبة المجيدة مع ذكرى وفاة السيدة زينب بنت علي، التي جسدت مناقب ابيها في الشجاعة والورع والصبر بعدما ترعرت وتربت على يد امها السيدة الزهراء، فكانت زينب صوت الحق الصارخ في وجه الظلم والفساد وقدوة في العفة والايثار، فهي الام المضحية والمثالية شأنها شأن الصالحات من امثال السيدات مريم وخديجة والزهراء وغيرهن".

وهنأ الام في عيدها وخص "الامهات الصالحات بهذه المناسبة، فهن اللواتي اوكل الله اليهن صنع الانسان الصالح وتربية الجيل الرسالي الذي يؤسس لقيام المجتمع المعافى في ابنائه، وعلى النساء ان يقتدين بالسيدات المقدسات من امثال الزهراء ومريم وغيرهما ليكون مجتمعنا محصنا بالقيم الروحية والاخلاقية في مواجهة الفساد والرذائل التي تبثها بعض وسائل الاعلام المبتذلة التي تشيع الفاحشة وتحرض على الرذيلة".

وتحدث عن الشؤون الداخلية التي "يتفاقم فيها الوضع المعيشي الضاغط على المواطنين مما يحمل الحكومة مهمة الاسراع في حل الازمات الاجتماعية التي يكتوي المواطنون بنارها، فتبادر الى حل ازمة الكهرباء والمياء والغلاء وتوفر للناس فرص عمل جديدة تحد من البطالة المتفشية، وتكافح الفساد الذي ينخر بعض المؤسسات وتعيد المال العام المنهوب ليصرف على مشاريع خدماتية يستفيد منها الفقراء والمحتاجون، فالشعب اللبناني امانة في اعناق المسؤولين المطالبين بتوفير مقومات العيش الكريم وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي".

وطالب المسؤولين في لبنان بـ"العمل الجاد على مختلف المستويات للاسراع في العودة الآمنة لاشقائنا النازحين وتوفير كل التسهيلات التي تحقق هذه العودة ولا سيما ان لبنان يتحمل اعباء كبيرة جراء هذا النزوح تفاقم الازمات التي يعانيها، وعلى السياسيين ان ينفتحوا على الشقيقة سوريا ويتعاونوا معها مباشرة للاسراع في هذه العودة التي باتت مطلبا سوريا ولبنانيا وضرورة ملحة لمصلحة الدولتين والشعبين الشقيقين، والاجدر بالمجتمع الدولي ان يساعد على هذه العودة فيقدم مساعداته الى السوريين في وطنهم خدمة لاستقرارهم بدل اطالة ازمة نزوحهم".

واستنكر "التصريحات والمواقف الاميركية المنحازة الى الكيان الصهيوني واخرها دعم ضم الجولان الى الكيان الصهيوني بعد الاعتراف بالقدس عاصمة ابدية لهذا الكيان الغاصب الذي يتمادى في جرائمه واتهاكاته في حق الفلسطينيين الذين يقدمون اسمى التضحيات في مقاومتهم". 

وأضاف: "نحن اذ نبارك لهذا الشعب الابي شهادة المناضل عمر ابي ليلى الذي رفع اسم فلسطين عاليا ليؤكد ان طريق تحريرها يكون بالدماء والتضحيات، فاننا ندين التدخلات الاميركية في الشؤون اللبنانية تارة بالتحريض على المقاومة واخرى بالضغط على لبنان في موضوع ترسيم الحدود البحرية خدمة لمصالح الكيان الصهيوني في تشريع سرقته لثروات لبنان النفطية في المنطقة البحرية المتنازع حولها، ونعتبر زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للبنان غير ودية تستكمل الضغوط والاملاءات السابقة التي نرفضها، وندعو المسؤولين في لبنان الى تأكيد حقوق لبنان وثوابته التي حررت ارضه وحفظت كرامته وحققت الاستقرار في ربوعه، ونطالب الادارة الاميركية المنحازة الى الكيان الصهيوني بالكف عن التدخل في شؤوننا الداخلية، وندعو اللبنانيين الى اظهار موقف موحد يؤكد التمسك بالمعادلة التي حررت أرض لبنان وحفظتها".

وعزى الحكومة والشعب العراقيين وذوي ضحايا العبارة في نهر دجلة سائلا المولى ان "يلهم ذويهم الصبر ويمن بالشفاء العاجل على الجرحى".