أكد الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله أنه "لنتذكر الذين بادروا للقيام بتأسيس "هيئة دعم المقاومة" خصوصا عندما كانت في بدايتها فقيرة وقليلة الامكانيات، بذلوا ماء وجوههم وجهودهم وقاموا بكل النشاطات لجمع المال والدعم المتواصل للمقاومة لتكبر وتنمو"، مشيراً إلى أن "لجان المتطوعين في مختلف المناطق تواصلت فتشكلت منها لاحقا هيئة الدعم، وأشكر الاخوة والأخوات المسؤولين في هذه الهيئة خصوصا الحاج حسن الشامي وجميع الاخوان والاخوات في مختلف الادارات والمناطق"، متوجهاً بالشكر إلى "كل الذين قدموا الدعم، المتبرعين والمتطوعين الذيم ما بخلوا بالمال والمساعدات العينية، أهلنا الطيبون لهم منا كل التحية والشكر والتقدير".

وخلال كلمته في الذكرى الثلاثين لتأسيس هيئة دعم المقاومة، لفت نصرالله إلى أن "البعض يتصور أن المقاومة قائمة على دعم بعض الاصدقاء منهم إيران وممولين لكن المقاومة أيضا قائمة على دعم شعبي كبير، لكن من يضعون الأموال في قجة المقاومة كل صباح مبلغا من المال، وفي مختلف المناسبات والنشاطات، هذه المبالغ التي يبدو أنها متواضعة للوهلة الأولى، لكن البحر أو النهر يتشكل من قطرات الماء التي تشكل سيلا جارفا"، معتبراً أنه "في السنوات الماضية في معارك السلسلة الشرقية في البقاع ودحر التكفيريين عن جبالنا، كنا نرى الناس والأهل في البقاع وبدعم من الهيئة كان هناك اصرار على تقدميم المأكولات وتوضيبها، مع العلم أن المقاتلين لم يكونوا بحاجة الى المال أو الطعام أو الغذاء والناس أًروا على القيام بهذا العمل من أموالهم مما جمعوه في بيوتهم للأيام الصعبة هذا الأمر حصل أيضا في الجنوب أيام الحروب وأيام حرب تموز وقبل عام الـ2000، بهؤلاء الناس نحن نقوى ونتواصل ونستمر"، مشدداً على أن "من أهم ما شكلته الهيئة هو الفرصة لتوسيع ساحة الجهاد، لأن المقاومة تجاهد في النفس والأهل يقدمون فلذات أكبادهم، وهناك مساحة للجهاد بالمال والمال تحتاجه أي مقاومة، وهو أحد عناصر القوة الطبيعية"، متوجهاً "للذين جاهودا بالمثل أو يريدون ذلك، ويثقون بأن مالهم يتم وضعه في المكان الصحيح عليهم بهيئة دعم المقاومة".

وأوضح أن "الملف الأول يتصل بالعقوبات الأميركية والحصار المالي ولوائح الارهاب وآخرها القرار البريطاني بضم الجناح السياسي لـ "حزب الله" الى قائمة الارهاب البريطانية، والعقوبات الاميركية من المتوقع أن تشتد على الحزب وداعميه والتضييق على البنوك اللبنانية مثال على ذلك"، مشدداً على "أننا سوف نجد تفريخاً للوائح الإرهاب، ففي السنوات الماضية دول الخليج مثلا استحدثوا لائحة للإرهاب وهناك دول أخرى تستحدث أو لديها، وعلينا أن نتوقع أن تضع دول أخرى "حزب الله" على لائحة الإرهاب، وهذا مسار متواصل"، مؤكداً أن "مسؤولية المقاومة وأهلها وبيئتها وكل من يشكل جزءً في هذه الحركة الانسانية التاريخية، نحن مظلومون أقوياء، نحن معتدى علينا أقوياء. بمعنى هناك سياق اسمه أن أميركا واسرائيل أي أًصحاب مشروع الهيمنة على منطقتنا منذ عام 1982، هناك هزائم متلاحقة تلحق بهم وبمشاريعهم وهذا أمر واضح".

ورأى أن "أحزاب المقاومة وقفت في مواجهة هذا المشروع وحسمت المعركة في العراق وفي سوريا وبشكل كامل حسمت المعركة في لبنان وفي اليمن ما زالت صامدة وفي غزة صامدة، وهكذا هو حال ايران بصمودها أمام العقوبات، فيما يتعلق بالوضع الحالي والمستقبلي ما يتطلع اليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنير يقف في وجهه محور المقاومة ودول المقاومة وشعب فلسطين"، مشيراً إلى "أننا في هذا السياق، عندما يضعوننا على لوائح الإرهاب ويتخذون بحقنا اجراءات عقابية، فذلك لأننا هزمناهم وكسرناهم ولأننا أقوياء وأعزاء وندافع عن سيادتنا وشعوبنا ودولنا. وليس سياق ضعف على الإطلاق، واليوم لأنهم عاجزون عن القيام بأي شيء بعد فشل كل هذه الحروب ماذا سيفعلون، أميركا هزمت في العراق وأفغانستان وتهزم كل يوم في اليمن، الجيش الاسرائيلي مرعوب من القيام بأي حرب، ولا يثقون بالمنظومات التي يمتلكونها واستقدموا منظومة "ثاد" الاميركية، وبعد الاغتيالات كنا نزداد صلابة وقوة".

وشدد نصرالله على أن "المقاومة إزدادت قوة وعزم عندما وجدت أن قادتها يقتلون، العقوبات ولوائح الارهاب هي حرب في هذا السياق، ويجب أن نتعاطى معها وكأنها حرب، هذه حرب اقتصادية ومالية ويجب أن نواجهها"، منوهاً إلى أن "هذه الحرب ليست علينا وحدنا، فهناك تشديد للعقوبات على ايران، وعلى سوريا. ما عجزوا عن أخذه بالحرب العسكرية يريدون أخذه من خلال فرض صعوبات على الشعب السوري. الحصار على الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة مستمر، وفي اليمن تجويع وحصار مالي واقتصادي، والعقوبات ولوائح الإرهاب مستمرة علينا جميعا"، لافتاً إلى أن "بنيتنا ستبقى صلبة وقوية ومستمرة ولن يوقفنا تدفق الدماء، سنواجه العقوبات بالصبر والتحمل وحسن الادارة وتنظيم الأولويات ويمكن أن نعبر عن هذه الحرب، والذين ينتظرون جثتنا التي سيفترضون أنها ستنهار نقول ستخيبون، هذه المقاوم ستزداد قوة و عددا وعدة وعزما وتأثيرا وصنعا للمزيد من الإنتصارات".

وأكد أنه "بيننا وبينكم الأيام التي ستحكم وتشهد. نحتاج الى تفعيل نشاط الاخوة والأخوات في الهيئة، نحتاج الى التعاطف من جديد، بعد عام 2006 ونتيجة الدعم الكبير خصوصا من ايران قلت لكم قد لا نكون بحاجة الى المال ولكن واصلوا عملكم، اليوم نحن بين بين، هيئة دعم المقاومة يجب أن توفر فرصة الجهاد بالمال"، مشيراً إلى أن "من يدعمنا هو مستمر في ذلك دولا وشعوبا وجماهير"، مشدداً على "أنني أعلن أن المقاومة بحاجة الى المساندة وهيئة الدعم يجب أن تفعل أنشطتها بقوة لأننا في قلب المعركة".

ولفت نصرالله إلى أنه "على المستوى الوطني العام، ما نسميه معركة مكافحة الفساد والهدر المالي، يجب التأكيد على مجموعة من النقاط. نحن بدأنا بفتح ملفين. أولا نحن عندما أعلنا في الانتخابات عن برنامجنا السياسي في المرحلة المقبلة قلنا أن البند الاساسي سيكون العمل في الادارات لمكافحة الفساد ومواجهة الهدر والمالي ووقتها قلت أن كل كل القوى والسياسة والرؤساء والاحزاب والخبراء قالوا اذا واصلت الدولة بهذا المسار فهي ذاهبة الى الانهيار والإفلاس. وهذا الامر حصل"، مشدداً على "أننا أمام مفصل وجود وحالة تهدد ولاجود البلد، في معركة المقاومة وكنا ندافع عن السيادة وخيرات البلد وكرامته وحريته، لكن الانهيار والإفلاس يعني ذهاب الدولة والبلد. ونحن شعرنا عام 2018 بالاتصال مع الاستحقاق النيابي أننا أمام مرحلة جديدة وواجب جديد ديني أخلاقي ووطني وإنساني، قاتلنا في الجنوب دفاعا عن وطننا وعندما قاتلنا في سوريا فكان للدفاع والحفاظ على لبنان"، مؤكداً أن "لبنان غال لدينا ونحن قدمنا أغلى شبابنا وأبنائنا وقادتنا من أجل عزة وكرامة وسيادة وبقاء هذا الوطن وهذه الدولة، ولا يمكن أن نقف متفرجين من أجل أن لا يزعل حزب أو تيار أو فرد ونترك بلدنا يسير بإتجاه الإنهيار".

ورأى "أننا نعتبر أنفسنا في معركة لا تقل قداسة عن معركة المقاومة ضد الاحتلال، وبناء عليه هذا هو السبب لمن يسأل لماذا دخل "حزب الله" الان في معركة مكافحة الفساد"، معتبراً أن "بعض الناس يقولون أن "حزب الله" بعد انتهاء المعركة في سوريا ليس لديه عمل ففتح هذا الملف، البعض يقول أن هدف "حزب الله" الحصول على الشعبية، نحن نمتلك أكبر شعبية ونتائج الإنتخابات واضحة، في بعض الاماكن هذه المعركة قد تخسرنا شعبية. البعض قال أن هدف "حزب الله" الانتقام السياسي وهذا الامر غير صحيح على الإطلاق وإلا لما كنا شاركنا في تشكيل الحكومة"، مشيراً إلى "أننا نريد منع الانهيار الاقتصادي والمالي ووقف سرقة المال العام ومواجهة الفساد في إدارات الدول لتبقى الدولة والشعب. نحن في هذه المعركة في مواجهة الفساد والهدر المالي، نريد تحقيق الهدف وليس المهم أن حصل على مكاسب سياسية واعلامية يهمنا وقف الهدر والفاسد وأن يعود المال المنهوب من الدولة الى الدولة، يهمنا الهدف وليس تحصيل مكاسب. نحن لسنا في منافسة مع أحد في هذه المعركة، ولا نرضى أن ندخل في مزيادة مع أحد أبدا".

وأكد أن "كل من يقدم اقتراح قانون أو يقدم ملف الى القضاء نحن معه، أي أحد لديه أدلة نحن ندعمه، كل من يحمل راية هذه المعركة نقبل به قائدا وحاضرون أن نكون عنده جنودا، هذا هدفنا بكل صدق. لذلك قبل ايام كانت كتلة "الوفاء للمقاومة" أعدت مجموعة من اقتراحات القوانين لتقديمها الى المجلس، صادف أن كتلاً نيابية أخرى أعدت اقتراحات مشابهة وأعلنت عنها فقررت الكتلة أن تمتنع عن تقديم اقتراحاتها كي لا يبدو الامر كمنافسة، نحن لسنا مصرين على أن نبقى في الخط الامامي وحدنا كل من يتقدم في هذه المعركة يخفف العمل عنا"، مشيراً إلى "أننا أردنا أن تكون هذه المعركة وطنية وليس معركة حزب أو جماعة، نريدها معركة كل اللبنانيين وأن يشارك الجميع كل من موقعه. اذا أمكن قيام عمليات تنسيق أو أي شكل من اشكال التعاون نحن حاضرون، ولا نريد أن نبقى وحدنا، ولكن لا نخاف أن نكون وحدنا"، معتبراً أنه "من الطبيعي أن الفاسدين والسارقين والناهبين وكل من يفكر أن يسرق من المال العام سيقومون بعملية دفاع عن النفس ولن يتركوا هذه المعركة تكبر لأنها ستنتصر وهم من سيدفعون الثمن، وسيعاقبون، لذلك، بدأت الحملة المضادة وهذا طبيعي، ما واجهناه في معركة المقاومة نواجهه في معركة مكافحة الفساد، ومنها التيئيس، التشكيك بمعركتنا، كم هائل من الشتائم والسباب والإتهامات، محاولات تحويل المعركة على الفساد الى مسار آخر تحويلها لصراع طائفي أو سياسي لحماية الفاسدين المفترضين، وأخيرا المراهنة على التعب والملل وترك المعركة وعلى الخوف من التداعيات".

وشدد نصرالله على "أنني أقول للجميع، هذه واحدة من معاركنا المركزية. أولا، لا تراهنوا على تعبنا، نحن ما تعبنا في معركة المقاومة من الـ82 والمقاومة في ريعان شبابها عمرها 37، الان بدأت المقاومة. عمر المقاومة كجماعة ما تعبت ولم تتعب. ثانيا، لا تراهنوا على يأسنا فلن نيأس ولن نحبط فنحن نعرف أننا أمام معركة طويلة ولا نتوقع انجازات سريعة والشعب يجب أن يعرف أن هذه معركة صعبة وطويلة وتحتاج للصبر والصمود ولا يهمنا السباب والشتائم. من كان لديه فيما يتعلق بنا، ليقدم الملفات للقضاء، نحن ذهبنا الى القضاء ولم نسم أحد أو نشهر بأحد، من لديه تهمة على "حزب الله" فليتوجه القضاء. عندما نسب ونشتم ونتهم نزداد عزم وقوة. لا تراهنوا على خوفنا ولا اخافتنا من فتنة و حرب لنسكت أو نتراجع"، موضحاً أنه "لكل من يظن أو يشكك أننا في هذه المعركة سنتوقف ولن نمضي الى آخر الخط، عندما نضمن أن بلدنا عبر مرحلة الخطر، فنحن ماضون الى النهاية وبصوت عال أقول يمكنكم أن تتوقعوا من "حزب الله" كل شيء في هذه المعركة. هذه المعركة الواجب وباقء الدولة والوطن. هذه معركة باقء الدول والوطن وانقاذه من ايدي الفاسدين واللصوص"، لافتاً إلى أن "ما سمي بملفات حسابات الدولة من عام 1993 الى 2017، الوضع لم يكن سليم وغير صحي ومشبوه. نحن بدأنا من هذا الملف لأن هذه البداية الصحيحة ولم نختر شخصا. خلال الأشهر المقبلة قلنا أن الملف الاهم مفتاح الاصلاح المالي، هو من موازنة الدولة".