رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد خواجة أن "الواقع جعل الأردن على تماس مع الحدود السورية، ولديه مصالحه مع سوريا، ولا سيما بعد انتصارها في الحرب، وهو ما جعله يتعاطى بعقلانية مع الملف السوري".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "من هذا الباب يمكن قراءة دعوة الأردن سوريا الى مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي. وهذه العقلانية ليست بعيدة كثيراً من العودة العربية الى سوريا، والتي فرملتها الولايات المتحدة الأميركية، وإلا لكانت كل الدول العربية أعادت فتح سفاراتها في دمشق". وأضاف خواجة:"قطر بعيدة، ولولا المال لكانت دولة غير مؤثرة. فيما الأردن يبقى أساسياً أكثر في المنطقة لِكَوْنه على خط تماس مع كثير من الدول، في شكل متشابك".

وشدّد خواجة على أن "الأردن دولة متضرّرة من "صفقة القرن" رغم علاقته الوطيدة مع الأميركيّين، خصوصاً أن تلك الصفقة تعني إبقاء الشتات الفلسطيني حيث هو، والأردن من ضمن تلك الدول. وبالتالي، تبقى أي إغراءات مالية أو إقتصادية للأردن على خلفية "صفقة القرن" مشكلة وغير مقبولة لديه بسبب مشكلته الديموغرافية من جراء تلك الصفقة، وهذه مشكلة لا يُمكن حلّها بالمال. حتى إنه سيفقد دوره التاريخي بالوصاية على الأماكن المقدّسة لأن القدس تُعتَبَر عاصمة لما يسمّى بإسرائيل بموجب "صفقة القرن" أيضاً، لأن المشروع الإسرائيلي هو تهويدي بالدرجة الأولى".

وأكد خواجة "عدم إمكانية خروج الأردن من الفلك الأميركي - الغربي التاريخي، ولكن في الوقت نفسه لا يمكنه السير بأمور ضدّ مصلحته المباشرة. وهذا الواقع يتسبّب بـ "ارتجاج" في المواقف الأردنية التي تحاول أن توازن في ما بين العلاقات مع الغرب من جهة، وعدم السّير بحلول للقضية الفلسطينية على حساب مصلحته، من جهة أخرى".