قد يكون من الصعب معرفة متى يكون الألم طبيعياً ومتى يجب أن نشعر بالقلق، ففي بعض الأحيان يطلب منا جسمنا الحصول على مساعدة، من خلال شعورنا ببعض الآلام التي لا يجب تجاهلها، بل الإسراع للطبيب لمعرفة سببها.
إذا كنتم رياضيين وغير مدخّنين وتتناولون غذاءً صحيّاً، فهذا لا يعني انكم محميون من الاصابة بالأمراض، وذلك بحسب تقرير لمستشفى «مايو كلينيك» الأميركية، اشار فيه الى أبرز الآلام التي لا يجب السكوت عنها:
 
آلام الصدر
 
الشعور بألم أو ضغط في منطقة الصدر قد يكون علامة للإصابة بنوبة قلبية، وهذا يعني أنّ قلبكم لا يحصل على كمية كافية من الأوكسجين عن طريق الدم.
 
ويمكن تمييز الام الصدر الناتجة عن مشكلات القلب بأنها تكون شديدة مع الشعور بثقل في هذه المنطقة، وغالباً ما يصاحبها ضيق في التنفس. ويمكن أن تنتشر الآلام في مناطق أخرى مثل الأكتاف، العنق، والظهر. وفي حال الغثيان والتعرق الشديد أو عسر الهضم، يجب التوجّه للطبيب فوراً.
 
آلام الرأس الشديدة
 
يشعر الشخص وكأنّ رأسه سينفصل، رغم تناول الأدوية المسكّنة دون نتيجة، ويمكن أن تشير هذه الحالة الى وجود ورم في الرأس، او أحد عوارض السكتة الدماغية أو الجلطة الدموية، وحينها تظهر بعض العلامات الأخرى مثل تصلب الرقبة، الحمى، الرعشة، والشعور بضعف وتعب في الجسم، بالإضافة إلى تنميل الأطراف.
 
وفي بعض الأحيان قد يصاحب الصداع، الشعور بالغثيان والقيء. وعند الشعور بالصداع الشديد بشكل مفاجئ، فقد يكون سبباً لما يُسمى بـ»صداع الرعد»، وهذه الحالة تستدعي الذهاب إلى الطوارئ على الفور، لانها تؤشر الى وجود مشكلة في الأوعية الدموية.
 
آلام أسفل الظهر
 
يمكن أن تحدث الام أسفل الظهر بسبب عادات صحية خاطئة، ولكن يجب التأكد من أن هذا الألم لا ينتج عن الإنزلاق الغضروفي الذي يحتاج الى العلاج.
 
كما أنّ آلام أسفل الظهر قد تتعلق بمشكلة في القلب، خصوصاً لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول الضار في الدم أو السمنة.
 
وهناك مشكلات صحية أخرى تنتج عنها آلام أسفل الظهر مثل حصوات الكلى، مشكلات القولون، والإصابة بالأورام. وإذا كان هناك تاريخ عائلي لمشكلات الأوعية الدموية، فيجب اللجوء إلى الطبيب عند الشعور بألم في أسفل الظهر، لأنه قد يدلّ على الإصابة بمرض يُسمى «تسلخ الأبهر» أو «تشرّح الشريان الأورطي»، وهو عبارة عن تمزق في جدار الشريان الأبهر ما يسبّب تدفق الدم بين طبقات هذا الشريان وابتعادها عن بعضها، وهي حالة صحية خطيرة تتطلب الإسعاف الفوري.
 
آلام البطن
 
إذا كانت آلام البطن غير محتملة ومستمرة، فيمكن أن يكون سببها عدوى خطيرة أو تسمّماً أو مشكلة في البنكرياس. وتشير بعض العوارض إلى أهمية فحص منطقة البطن مثل وجود آلام في الجانب الأيمن السفلي من البطن، آلام غير محتملة عند الضغط على البطن، والغثيان والقيء.
 
ويمكن أن يكون هذا الألم بسبب تضخّم الزائدة الدودية، أو وجود تكيس في المبايض، أو التهاب القولون التقرّحي، وهي حالات لا يسهل التمييز بينها ولذلك فمن الأفضل الذهاب إلى الطبيب لمعرفة المشكلة.
 
وتعيق آلام البطن الشديدة القيام بأبسط الأنشطة اليومية، كما أنها تؤدي إلى فقدان الشهية وارتفاع درجة حرارة الجسم. قد تكون المشكلة بسيطة وتحتاج إلى تناول بعض العقاقير فقط، وقد تكون خطيرة وتتطلب تدخّلاً جراحيّاً، لذلك لا يجب الإستهانة بها.
 
ألم في ربلة الساق
 
في حال وجود آلام في عضلة الساق الخلفية «ربلة الساق»، مع وجود تورّم أو احمرار، فلا بدّ من قيام الطبيب بفحصها، فقد تكون جلطة دموية بالوريد. ويمكن أن تنجرف الجلطة الوريدية العميقة من الساق إلى الرئة، والتي تعني وجود خطر على الصحة.
 
وتصاحب هذه المشكلة عوارض عدة أخرى مثل صعوبة لمس هذه المنطقة من الساق وصعوبة الضغط عليها أو تحريكها، بالإضافة للشعور بحرارة في ربلة الساق وارتفاع درجة حرارة الجسم. وينصح بعدم الوقوف على الساق في حال وجود هذه الآلام والعوارض حتى يتمّ الذهاب إلى الطبيب والتأكّد من سبب المشكلة.
 
آلام الأطراف
 
بعض الأمراض الخطيرة تؤدي إلى شعور بآلام شديدة في الأطراف، مثل مرض السكري الذي يسبّب تدمير الأعصاب في الجسم.
 
كما أنّ الإعتلال العصبي المحيطي يؤدّي إلى آلام في الأطراف والشعور بوجود دبابيس فيها عند ملامسة أيّ شيء أو الضغط عليها. ولا يجب الإنتظار في حال وجود ألم شديد في الأطراف يرافقه تنميلٌ مستمرّ، لأنه قد يؤشر الى مشكلة صحية كبيرة.