كان "رياض. د" يجلس مع عائلته في أحد المقاهي الأميركية في شارع الحمرا، وبعد مغادرتهم بحوالي الخمس دقائق تذكّر أنّه نسي حقيبة جلدية بالقرب من الطاولة التي كانوا يجلسون عليها. عاد الرجل على الفور الى المقهى لكنّه لم يجد الحقيبة. باستيضاحه العاملين فيها أعلموه أن شخصاً مجهولاً من قبلهم أقدم على أخذها والمغادرة، فتقدّم الزبون بشكوى أمام فصيلة بيروت حيث أفاد أنه يوجد بداخل الحقيبة جواز سفره السوري وبطاقة هويته وبطاقة إقامة في لبنان صالحة لمدّة شهر، وجواز سفر سوري وكندي لإبنته وبطاقة هوية زوجته اللبنانية، بالإضافة الى مبلغ يوازي أربعة آلاف وخمسماية ألف دولار أميركي بالعملات اللبنانية والسورية والدولار فضلاً عن علبة صغيرة تحتوي على خواتم ذهبيّة وألماس ومفتاح الخزنة في أحد المصارف بالإضافة الى أوراق أخرى.

بعد أقل من 24 ساعة، وبنتيجة الإستقصاءات المكثّفة، تمكنت دورية من مكتب معلومات بيروت من توقيف السوري "فؤاد.ز" (مواليد 1970)، وقد عُثر بحوزته على حقيبة المدعي وبداخلها الأغراض العائدة له وما تبقّى من المبلغ المالي أي ما يُقارب الـ 3530 دولار أميركي و43  ألف ليرة سورية، وجرى تسليم صاحبها حقيبته ومحتوياتها.

بمراجعة السجلاّت، تبين أن السارق لديه أسبقيات عدّة بجرائم سرقة وشجار، وهو ممنوع من دخول المقهى المذكور بسبب عدم شرائه منه واستعماله فقط لخدمة الإنترنت، وباستجوابه زعم أنّه لم يكن بنيّته سرقة الحقيبة الجلدية إنما أخذها بهدف اللحاق بصاحبها من دون أن يجده، مقرّا أنه صرف من الحقيبة مبلغ 50 دولار أميركي فقط.

قاضي التحقيق في بيروت وائل صادق ظنّ بالمدعى عليه سنداً للمادة 636 عقوبات وأحاله للمحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي في بيروت بجرم السرقة.