من علامات الفشل التربوي أن نتوارث طرق وأساليب آبائنا في تربيتنا لنطبّقها نحن على أبنائنا، وذلك لأن لكل جيل ظروفه ومستجدات زمانه وطرق التأثير.
 
فتربية جيل جديد بأساليب عتيقة قد تأتي بفشل تربوي. ويجب التفريق هنا بين طرق وأساليب التربية، والمبادئ التربوية والأصول. فالمبادئ والأصول لا تتغيّر مع تغيّر الوقت. فالصدق مثلاً يبقى أصلاً تربوياً في كل زمان وإنما الذي يختلف هو أسلوب تعليم الولد كيف يكون صادقاً.
 
ومن الأساليب القديمة التي يحبّذ علماء النفس التخلّي عنها اليوم نذكر التسلّط التربوي الذي قد يكون ممتزجاً بالقسوة الخارجة عن الاعتدال. ونعني بالتسلّط التربوي إحكام قبضة الأب على أولاده بحيث لا يمكنهم الخروج عن مراداته ولا عن رؤيته هو لواقعهم ومستقبلهم. ولهذا التسلّط أسبابه: فقد يكون وراثياً أو قد يكون سببه رغبة الأب في تحقيق حلم فشل هو في تحقيقه أو رغبته في أن يبقى حاكم البيت الوحيد. ولهذه المعاملة نتيجتان هما: فقدان الولد شخصيته أو خروجه عن سيطرة والديه. لذلك، إنّ المربي الناجح هو مَن يوجّه أطفاله وينبّههم الى الأخطاء ويتحاور معهم ويبتعد عن الأوامر والنواهي.