يمكن للأهل معرفة بعض الملامح في شخصيّات أطفالهم من خلال التركيز على تصرّفاتهم وملاحظتها. يجدر بهم إذاً التدخل في حال تبيّن لهم أنّ أحد أطفالهم يُظهر بعض السمات السيّئة لمعالجتها عن صغر، مثل علامات الفشل. فالشخصية الفاشلة تقف حاجزاً أمام تقدّم الطفل، لأنّ الفاشل ليس مَن يقع في الفشل، إنّما مَن يقع فيه ويقبل به.
 
ويحدّد علماء النفس بعض السمات التي تتّصف الشخصية الفاشلة بها التي يجب أن ينتبه الأهل منها:
 
- النظرة التشاؤمية هي التي تغلب عند الطفل في تصرّفاته وقناعاته كافة. فنلاحظ عنده شعوراً دائماً بالانتقام والعدوانية، وهو في أكثر الأحيان لا يستطيع أن ينفّذ ما يريد.
- العزلة والانطوائية: يكون الطفل صاحب هذه الشخصية لا يقيم علاقات اجتماعية مع الناس نتيجة عدم الرغبة في تحمل المسؤولية.
- موقف الحذر من المشاركة فيما يهم الناس في أفراحهم و أحزانهم، حتى ولو كان بالتعبير السطحي عن مشاعره، فهو بارد لا يكترث كثيراً.
- ضعف الفعالية في نشاطات ومجالات الحياة كافة، ولا يرى للنجاح معنى، بل يحاول إفشال مشاريع النجاح. لا يهتمّ بإنجاز الخطوة الأولى نحو تحقيق الإنجازات، ولهذا لا يتقدّم وإن فعلها في مرة توقّف مئات المرات بعدها.
- عدم الانضباط والالتزام: ليس للالتزام والانضباط معنى أو قيمة في قائمة أولوياته، فلا يتأثر بالمواعظ ولا يلبّي أيَّ نداء ولا يسمع التوجيهات النافعة.
- كثرة الشكوى بلا مبرّر: يعترض الطفل دائماّ وتكثر عنده الحجج والأعذار بشكل مقصود.
إذا اكتشفتم أنّ بعض هذه الصفات ترد في شخصيّة طفلكم لأنّ معالجتها تقتضي العمل على تقوية شخصيّته وثقته بنفسه وتشجيعه. لأنّنا نعيش جميعاً في الأحكام الذاتية التي نختلقها في رؤوسنا، وكون أحياناً توكيدات سلبية مثل «أنا لا أجيد صنع شيء» أو «أنا لا أستطيع أن أتحدث أمام الجمهور»، أو «أنا لي ذاكرة ضعيفة»، وغيرها... فعقل الطفل يحوّل كل الأفكار التي نزرعها فيه إلى واقع ملموس يجسّدها. فساعدوه على برمجة عقله ليفكر بطريقة صحيحة تسيطر عليها النظرة الإيجابية.