دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ كلا من ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ ورئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ "اللذين يتحملان المسؤولية الدستورية في التشكيل واللذين يمسكان "القلم" وصلاحيات التوقيع في يدهما، الى اتخاذ قرار حاسم: فإما يقولون ل​حزب الله​ نريدك في الحكومة، اعطنا اسماء وزرائك، فإذا سلّمهما اياها كان به، والا يشكلان حكومة بمن حضر، أو عليهما، ونظرا ل​حساسية​ الوضع ونظرا لضرورة اتخاذ أقله بعض الخطوات الضرورية والاساسية لمنع تدهور الواقع الاقتصادي أكثر، الاتفاق على عقد جلسات حكومية للضرورة على غرار جلسات ​تشريع الضرورة​، كي تُتخذ خلالها بضع خطوات اساسية جوهرية لمنع سقوط لبنان في الهاوية".
 
ورأى جعجع في حديث صحفي له أن "هناك طروحات كثيرة اليوم عن الاستثئار والهيمنة. ولكن مهلا، هناك قواعد لتأليف الحكومات معمول بها في لبنان منذ 75 عاما. وفي اتفاق الطائف، رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يتشاوران ويقرران الانسب حكوميا، ويتحملان وزر التشكيلة التي يضعان، سلبا او ايجابا في المجلس النيابي. ولكن لا يمكن لأحد منعهما من التأليف وفق الطريقة التي يريانها مناسبة"، مؤكدا ان "علينا الحفاظ على الثوابت كي لا يلفظ الطائف أنفاسه".
 
واعتبر جعجع أن "الوضع الحكومي لا يمكن على الاطلاق، ان يستمر على حاله بعد 6 اشهر ونيف من التكليف"، مشيراً الى أن "العُقد التي كانت قائمة سابقا، كان المعنيون بالتأليف، اي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، يعملان لحلها وتفكيكها، وكانا يبحثان في أفضل تصور للحكومة وكان هناك تفاوت في وجهات النظر بينهما، لذلك استغرقت وقتا، الى ان اتفقا، وكنّا على وشك اعلان ولادة الحكومة. واذ دخل عامل جديد، سُمي "سنة 8 آذار" الى المشهد الحكومي، وتوقف كل شيء".
 
جعجع اوضح ان "خلال الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس حكومة، وبعدها خلال الاستشارات في المجلس النيابي مع الرئيس المكلف، لم يكن هناك شيء اسمه "سنّة 8 آذار"، فالنائب الوليد سكرية حضر مع كتلة "حزب الله"، النائب قاسم هاشم حضر مع كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائبان فيصل كرامي وجهاد الصمد مع كتلة النائب طوني فرنجية، والنائب عدنان طرابلسي منفردا كما النائب عبدالرحيم مراد. اذاً لم يكونوا كتلة واحدة. لكن الخلفية العامة لما يجري، تكمن في رأي جعجع، في ان “الصراع بين اميركا وايران احتدم. وعليه، تحاول ايران جمع اوراق قوتها في المنطقة، قدر المستطاع وتحاول اينما لديها قوة ان تقرّشها وتفلشها. وهذا ما فعلته في العراق وفي سوريا حيث تريد تثبيت نظام بشار الاسد أكثر، وهذا ما تحاول فعله اليوم في لبنان من خلال عملية تأليف الحكومة".