بعد سنوات من الشلل قضوها على الكرسي المتحرك، تمكن ثلاثة رجال من المشي مجدداً بفضل جراحة في العمود الفقري أجراها لهم أطباء سويسريون.
 
وبحسب موقع قناة "بي بي سي" البريطانية فقد ثبت الأطباء جهازا كهربائيا حول العمود الفقري لكل مريض يقوي الإشارات التي يرسلها الدماغ إلى الأرجل، وساعد الجهاز على ترميم الأعصاب المعطوبة في النخاع الشوكي.
 
ويعتقد الباحثون أن هذا الفتح الطبي سيمكن بعض المصابين بالشلل من استعادة قدرتهم على التحرك من دون مساعدة.
 
وفي هذا السياق، اشارت "بي بي سي" ان الجهاز الكهربائي، الذي صممه فريق من الباحثين في المدرسة المتعددة التقنيات في لوزان، جعل احد المرضى ويدعى ديفيد مزي يمشي أكثر من ميل واحد.
 
وكان ديفيد يتمتع بشخصية قوية، ولكن الحادث المروري نال من عزيمته. وبعد فشل جميع عمليات إعادة التأهيل وافق على المشاركة في هذه التجربة الطبية تحت إشراف الدكتور غريغوار كورتين، الذي يشيد بإرادة ديفيد وإصراره على النجاح.
 
والمفاجأة بالنسبة للدكتور كورتين أن الجهاز أثبت فعالية أكثر مما كان متوقعا، إذ يقول: "ما لم نكن نتوقعه هو ترميم النخاع الشوكي، الذي لاحظناه".
 
وقد خضع ديفيد للجراحة في عيادة واحدة من أكبر جراحي الأعصاب السويسريين، وهي جوسلين بلوش في لوزان. وعبرت الطبيبة عن انبهارها بتحسن حالة ديفيد، إذ أصبح بإمكانه المشي أربع خطوات دون تشغيل الجهاز، وهذا لأول مرة منذ إصابته في العمود الفقري.
 
ولكن الجراحة لا تزال في المرحلة التجريبية ولا يمكن تعميمها في الوقت الراهن، لأن الإشارات التي يرسلها الجهاز غير مريحة وبالتالي لا يمكن استعمال الجهاز بشكل مستمر، هذا فضلا عن تكلفته الباهظة.
 
اما الدكتور مارك بيكون، المدير العلمي لمركز البحوث المتخصصة في العمود الفقري، فيرى أن هذه التجربة دليل على أن الشلل يمكن علاجه، ولو نسبيا.
وكان ديفيد أول رجل يخضع للتجربة، وقد تمكن الرجلان الآخران من المشي بدرجات متفاوتة.