يعتمد جو معلوف مقدّم برنامج "هوا الحرية" على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال الأسلوب التحريضي البعيد سنوات ضوئية عن الهدف المتعارف عليه لهذا النوع من البرامج المفترض أن يكشف قضايا مشبوهة وفتح باب النقاش حولها لتتحول إلى إدانة أو براءة.

ما يقدّمه جو معلوف لا علاقة له بالمهنية والنزاهة والعدالة وبات أقرب إلى التهريج من أجل رفع نسبة المشاهدين على حساب كرامات الناس وسمعتهم والتشهير بهم دون أي فرصة حقيقية للمتهمين للإدلاء بدفوعهم الشكلية وفي الأساس، فيمارس الإدعاء وقمع الدفاع ويُصدر الأحكام ولا ينقصه سوى إعلان الأحكام العرفية وتنفيذ الإعدامات الجسدية مباشر على الهواء بعد الإعدامات المعنوية.

في الحلقة التي استضاف فيها "هوا الحرية" عضو المجلس الأعلى للجمارك السيدة غراسيا قزي، مارس معلوف هوايته في الإيحاءات والغمز ورمي الشكوك، وفي المقابل استطاعت قزي فضح الكثير من المغالطات وأعطت تفسيرات وربحت في الجانب القانوني البحت وسط إصرار معلوف على مقاطعتها وتغليب الأهواء والآراء الشخصية على نص القانون التي لم تنل بدورها من صدقية قزي التي وضعته في نهاية الحلقة في خانة المدافع عن نفسه عندما استخدمت غراسيا قزي أسلوبه في كشف اجتماع ضمه مع عدد من الأشخاص على علاقة بتركيب الملفات التي طاولتها مؤكدة بذلك الخلفيات السياسية خلف حفلة التشهير. 

هذا ليس إعلاماً ولا مكافحة للفساد بل إسقاطاً للمنظومة العدلية والقضائية بحيث بات يصدر أحكامه على القضاة ويحدد من هو الفاسد من بينهم ومن هو النزيه، كل ذلك تحت ذريعة هوا الحرية الغوغائية غير المسؤولة التي تصبح فوضى ودكتاتورية.

(باسكال خوري)