العودة إلى الشارع ، أي خطاب سياسي ؟ أي حشد شعبي؟.
رأي مستقل في مواكبة النقاش السياسي الاجتماعي العام.
منذ فترة غير قصيرة، تنادى عدد من المهتمين لنقاش سياسي عام عنوانه: نحن والعمل اليساري الديمقراطي الجديد؟ أي عناوين فكرية واجتماعية واقتصادية؟ ماالضروري والممكن في مجال النظر وفي مجال العمل؟ ومن أين تكون نقلة أو نقلات البداية ؟ وإلى أي هدف أو أهداف ممكنة، قريبة ومتوسطة المدى ؟.
إلى ذلك، تقاطعت مداخلات المجتمعين حول أهمية المشاركة في التحركات الشعبية عند حصولها، من موقع الرؤية المختلفة حيث يجب، ومن موقع إعلان الموافقة على نقاط محددة من بيانات هذه التحركات، ودائما من موقع الحرص على تمييز الإطار الذي توافق المجتمعون على تأسيسه تأسيسا متدرجا، ذلك أن هذا التمييز بات ضروريا في ظل ضياع الحدود التي تعين هذا الاطار المدني من ذاك، وفي ظل ظاهرة غير صحية وغير صحيحة ، تتمثل في تناسل الجمعيات والمنظمات المدنية من دون تقديم شرح للحيثيات التي تبرر نشوء كيانات جديدة، ومن دون تقديم رؤية تضيف جديدا إلى ما هو مطروح من رؤى ، بل الاكتفاء ، بشكل عام، بتداول ذات الخطاب المطلبي، وباعتماد ذات الأساليب العملية.
بناء على ما تقدم، يعلن أصحاب هذا الرأي مشاركتهم في تحرك يوم غد، وهم يحتفظون بملاحظاتهم حول مضممون البيان الذي صدر عن الداعين إلى هذا التحرك، خاصة لجهة السردية التجميعية للمطالب، ولجهة تركه مفتوحا ، أي عدم ربطه بجدول محطات متعاقبة، لكل محطة منها مطلبها الواقعي التي تريد الضغط من أجله، وتريد في الوقت ذاته ، فضح النظام الطائفي، وتعميم الوعي بحقيقته " التوزيعية" التي يستفيد منها الجسم الميليشياوي وقد صار نظام حكم وتحكم، وتستفيد منها الرأسمالية اللبنانية الهجينة التي ما زالت تنخرها بقايا علاقات الإقطاع السياسي اللبناني.
مناسبة الغد ، يجب الحرص عليها لجهة تأكيد سياسيتها، ولجهة عدم الترداد السطحي لمقولة المدني والسياسي، أو المدني والحزبي، هذا فصل وهمي ، فكريا وواقعيا، إذا ماذا يمكن القول عن كل حركة شعبية عندما تنزل إلى الشارع ، غير قول السياسة، وأي وصف يعطى لها غير وصف السياسي؟.
هي السياسة غدا بأساليب أخرى، وإلى السياسة ، ومن أجل تجديدها فكرا وممارسة، سيكون المستقلون الوطنيون الديمقراطيون في الشارع.
غدا موعدنا في الشارع ، من أجل حاضرنا، ومن أجل مراكمة التأسيس لمستقبل لبناني جديد.

أحمد جابر