في خطوة، دعت إليها الخارجية، بهدف دحض مزاعم إسرائيلية على أرض الواقع، انتقل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى الضاحية الجنوبية، إلى ملعب العهد ومناطق أخرى قريبة من مطار بيروت الدولي، مع سفراء ودبلوماسيين ورجال الإعلام المحلي والعربي والاجنبي، بعد اجتماع عقد في قصر بسترس، أكد خلاله الوزير باسيل ان إسرائيل تسعى إلى «تبرير عدوان آخر»، على لبنان بزعمها كذباً وجود مواقع صاروخية لحزب الله.
وقال باسيل في كلمة ألقاها بالانكليزية امام الحشد الدبلوماسي، في خطوة دبلوماسية نادرة (شارك 73 دبلوماسياً)، فيما غابت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية اليزابيث ريتشارد بداعي السفر، من دون ان تنتدب من يمثلها يرفع لبنان صوته اليوم متوجهاً إلى كل دول العالم، خصوصاً أعضاء مجلس الأمن، وتحديداً الأعضاء الدائمين، لدحض الادعاءات الاسرائيلية.
وأضاف: تفقدنا 3 أماكن اليوم، واعتقد ان النادي الرياضي هو أكثر ما ركزت عليه إسرائيل وأنتم كوسائل اعلام شهود على الحقيقة بوجه ادعاءات إسرائيل.
وجاءت خطوة الوزير باسيل بالتزامن مع دعوة «اللواء» الوزير للقيام بجولة على الأرض، بعد لقاء ممثلي السلك الدبلوماسي العربي والدولي.
ولم تحجب المواجهة الدبلوماسية للمزاعم والاكاذيب الإسرائيلية، الاهتمام بتأليف الحكومة، نظراً للترابط بين التحسب لأي عدوان إسرائيلي ووجود حكومة قادرة على المواجهة، وسط اعتراض بعبدا على دعوة الدكتور سمير جعجع لعقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال، بما يشبه التعويم واعتبار هذه الفكرة بمثابة تجاوز للدستور.
وبالنسبة لما تردّد عن اتجاه العهد لحكومة أكثرية، إذا لم يحسم موضوع حكومة الوحدة الوطنية، قال النائب ادغار طرابلسي لـ«اللواء»: لم يبدأ الحديث الجدي بعد عن حكومة أكثرية.. فالوقت لم ينفد بعد، وما تزال الفرصة قائمة لتأليف حكومة جامعة، ومن أراد الخروج عن هذه القاعدة، فسيفرض عندها تشكيل حكومة من دونه.
ويتطرق الرئيس سعد الحريري إلى الوضع اليوم، قبل اجتماع كتلة المستقبل النيابية، على غرار الدردشات التي غالباً ما يرد فيها على أسئلة الصحافيين، من دون الإشارة إلى حدوث أي تقدّم.
ونفت مصادر وزارية وجود اي رغبة لدى المعنيين في التسويق لقيام حكومة اكثرية لأن الأولوية لا تزال لحكومة الوفاق الوطني. اما بالنسبة الى ما طرحته «القوات» بشأن مجلس الوزراء الضرورة فإن المصادر نفسها شددت على ان الأمر غير مطروح الآن لأن الرئيس عون يعتبر ان الأولوية حاليا هي لتشكيل الحكومة وليس لأي شيء اخر.
جولة السفراء في الضاحية
ومهما كان من نتائج الجولة الدبلوماسية التي نظمتها وزارة الخارجية للسفراء الدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين في لبنان، لدحض ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بوجود مخازن صواريخ لـ«حزب الله» في أماكن محددة في الضاحية الجنوبية بجوار مطار بيروت الدولي، على اعتبار ان فعالية الجولة ونتائجها تعود إلى اقتناع السفراء بالحجج التي قدمها لبنان الرسمي، والتي يفترض ان تظهره تقاريرهم لدولهم، فإن الجولة بحد ذاتها، أدّت اغراضها لناحية زيارة المواقع التي تحدث عنها نتنياهو بأنها تحوي صواريخ لحزب الله، حيث كان السفراء شهوداً على كذب الادعاءات الإسرائيلية، وبالتالي التأكيد بأن هذه المواقع ليست سوى أماكن لنواد رياضية ومعامل قديمة ومقفلة، لا تستخدم لأغراض عسكرية.
إلا ان أهمية الجولة، تكمن في نجاح الدبلوماسية اللبنانية، في توظيف الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة، سياسياً، لناحية فضح الأهداف الإسرائيلية، من وراء حملتها المتصاعدة على لبنان، وهي السعي لتبرير عدوان جديد على لبنان، واستمرارها في خرق القرار الدولي 1701، وبالتالي حق لبنان في المقاومة المشروعة حتى تحرير كل أراضيه المحتلة.
وحرص وزير الخارجية جبران باسيل، في خلال جولته مع الدبلوماسيين العرب والأجانب، والتي شملت «نادي الغولف» على طريق المطار، حيث يقع إلى جواره ملعب مسقوف لنادي «السد» الرياضي الذي تمارس فيه رياضة كرة اليد و«الميني فوتبول»، وملعب نادي «العهد الرياضي» التابع لـ«حزب الله»، والمعتمد من «الفيفا» بحسب ما أكّد رئيسه تميم سليمان للسفراء، بالإضافة إلى معمل قديم ومقفل في محاذاة النادي، حرص على التأكيد، بأن الخارجية «ليست لجنة تقصي حقائق، للرد على أي كلام لاحق يصدر تحديداً عن اسرائيل»، وانه «ليس من مهامنا الكشف لنقول نعم أو لا لناحية وجود موقع عسكري، إذ لسنا كشافة للعدو الإسرائيلي، لكننا أردنا اليوم الرد استثنائياً، لأننا نعرف ماهية النوايا الإسرائيلية للاعتداء، ولأن الكلام الإسرائيلي صدر من على منبر الأمم المتحدة، ولانه يستهدف مطار بيروت مع ما يرمز إليه في التاريخ من اعتداء، وفي الحاضر من استقرار للبلد»، مؤكداً انه مطار للسلام، ويربط لبنان بثقافته ورسالته بين لبنان المقيم والمنتشر، وليس ليكون مكاناً للاعتداء الارهابي.
واللافت ان السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد غابت عن الجولة بسبب سفرها، بحسب ما قال باسيل، لكن لم يحضر أي دبلوماسي من السفارة، كما غاب القائم بالأعمال السعودي وليد بخاري والسفيران الاماراتي حمد الشامسي والكويتي عبد العال القناعي، لكن الثلاثة حضروا لقاء باسيل بالسفراء العرب والأجانب المعتمدين، في قصر بسترس، قبل الجولة، حيث كان له مرافعة أكّد فيها ان الأكاذيب الإسرائيلية تحمل تهديداً لا يخيفنا لكنه يتطلب مواجهة دبلوماسية، لافتاً إلى ان إسرائيل التي تمارس ارهاب الدولة، لا تحترم المنظمة الدولية ولا تلتزم بقراراتها، وهي خرقت أكثر من 28 قراراً لمجلس الأمن الدولي و100 من مقررات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما لم تحترم يوماً القرار 1701 الخاص بلبنان، وخرقت ارضنا ومجالينا الجوي والبحري خلال العام 2018 اكثر من 1417 مرّة في ثمانية شهور، أي بمعدل أكثر من 150 مرّة شهرياً.
وشدّد باسيل على ان الصور التي عرضها نتنياهو امام الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تحمل أي دليل دامغ ولا أي إثبات وهي غير موثقة، مشيراً إلى انه إذا كان صحيحاً ان «حزب الله» يمتلك صواريخ دقيقة، وهناك تصاريح عدّة تؤكد ذلك، فإن هذا لا يعني ان هذه الصواريخ موجودة في محيط مطار بيروت، مرجحاً ان لا يكون صحيحاً نشر مصانع للصواريخ أو تخزينها في محيط المطار، لا بعقل وحكمة «حزب الله» ولا بمصلحة لبنان، ومصلحة المطار وحركته ووضع الأمن من حوله».
ورد نتنياهو على الجولة، باتهام حزب الله بالكذب على المجتمع الدولي، وغرد نتنياهو عبر «تويتر» أمس «حزب الله يكذب للمجتمع الدولي بشكل سافر من خلال الجولة الدعائية الخادعة التي قام بها وزير الخارجية اللبناني اليوم حين اصطحب سفراء أجانب إلى ملعب كرة القدم ولكنه امتنع عن زيارة المصنع تحت الأرض المتاخم له حيث يتم إنتاج الصواريخ عالية الدقة».
وأضاف نتنياهو «فليسأل السفراء أنفسهم لماذا انتظر الطرف اللبناني ثلاثة أيام قبل القيام بتلك الجولة».
وأتهم نتنياهو «حزب الله» يعمل بشكل اعتيادي على إخلاء معداته من المواقع التي تم الكشف عنها. من المؤسف أن الحكومة اللبنانية تضحي بسلامة مواطنيها من خلال التغطية على حزب الله الذي أخذ لبنان رهينة في عدوانه على إسرائيل».
دولة العدادات
وعلى صعيد الأزمة بين الدولة وأصحاب المولدات الكهربائية، الاخذة بالتصاعد، يبدو ان الالتزام بالتسعيرة التي حددتها وزارة الطاقة شق طريقه نحو التنفيذ، في الموعد الذي حددته وزارة الاقتصاد وهو الأوّل من تشرين الأوّل، بعد ان باشرت الوزارة تسطير محاضر ضبط بحق أصحاب المولدات المخالفة، والذين هددوا باتخاذ خطوات تصعيدية على صعيد كل لبنان.
وأبلغ وزير الاقتصاد رائد خوري «اللواء» ان وزارته مصرة على الإجراءات التي اتخذتها، وهي ستتابع مجريات مراقبة تركيب العدادات وستتعامل مع المخالفات بفرض عقوبات من خلال تسطير محاضر ضبط ومصادرة المولدات لصالح البلدية، معتبراً ان لا حجة لاصحاب المولدات في عدم الالتزام بقرار تركيب العدادات، لا سيما واننا اعدنا النظر بالتسعيرة في شكل يعطي الحق لاصحاب المولدات من جهة ويوفر على المواطنين من 30 إلى 60 بالمئة عن التسعيرة السابقة من جهة ثانية.
على صعيد متصل بالوضع في المطار، كشف لموقع kataeb.org عن وجود اتجاه لإقالة العميد جورج ضومط من رئاسة جهاز امن المطار وتعيين العميد الياس يوسف خلفاً له.
واشارت المصادر لموقعنا الى ان يوسف يشغل حالياً منصب رئيس فرع الجنوب في مديرية المخابرات بالوكالة.
وكان قد وقع، الاسبوع الفائت، خلاف بين قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط وقائد سرية الدرك في المطار العقيد بلال الحجار، أدى إلى انسحاب الدرك عن التفتيش الأولي وتسلّم عناصر الجيش اللبناني التابعين لجهاز الأمن عمليات تفتيش المسافرين والحقائب.