جعل الأولاد يستعدّون لبدء عام دراسي جديد يستدعي أكثر من مجرّد البحث عن أفضل حقيبة، وشراء الأدوات اللازمة والثياب الجديدة. إنه يعني حماية صحّتهم وغذائهم كي يكونوا بدنياً على استعداد للتحدّيات التي تنتظرهم في المدرسة.
 

إضافةً إلى تعليم الولد أهمّية غسل يديه بانتظام والحصول على ساعات نوم كافية تتراوح بين 9 إلى 12 ساعة كل ليلة، يجب على الأهل الانتباه جيداً لنوعية غذائه واختيار الأفضل له منذ الصباح وحتى آخر وجبة طعام.


وفي هذا السِياق، شدّدت إختصاصية التغذية، جوزيان الغزال، على «ضرورة عدم توجّه التلميذ إلى المدرسة على معدة فارغة، إنما حصوله على أيّ مادة غذائية صحّية عقب استيقاظه من النوم، مثل كوب الحليب المنخفض أو الخالي من الدسم خصوصاً إذا كان يعاني زيادة الوزن، أو قطعة بسكويت مصنوعة من الحبوب الكاملة، أو «Pain au Lait»، أو ثمرة من الفاكهة كالموز الذي لا يحتوي على معدل حموضة مرتفع وبالتالي فهو يُعدّ صديقاً للمعدة صباحاً».

أفضل الخيارات

وتابعت حديثها لـ«الجمهورية» قائلةً: «بالنسبة إلى الساندويشات التي سيتناولها عند الاستراحتين في المدرسة، من الجيّد تقديم له الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة ووضع فيه الجبنة أو اللبنة. وإذا كان الولد يحب المارتاديلا والأطعمة الأخرى المشابهة، فلا مانع من تقديمها له أحياناً، ولكن يُفضّل التركيز على منتجات الألبان لاحتوائها الكالسيوم، مع الحرص على وضع الكثير من الخضار لتوفير له الشبع لوقت أطول. أمّا إذا كان يحبّ المذاق الحلو، فيمكن أن يتألّف الساندويش الثاني من الشوكولا أو المربّى أو زبدة الفول السوداني. علماً أنّ ذلك يجب تطبيقه فقط من حين إلى آخر وليس بانتظام، وإيلاء الأهمّية الكبرى للفاكهة كالموز مع الأفوكا، أو اللبن. من خلال هذا الأسلوب سيشعر الولد بالرضا وعدم الحرمان، وسيزوّد جسمه بالمغذيات الأساسية لنموّه».


أمّا فور عودته إلى المنزل، فقد أوصت الغزال «بتحضير طبق صحّي له عبارة عن طبخة معيّنة، وتفادي المقالي والمعجنات والبرغر. في حين أنّ السناك يكون عبارة عن لبن بالفاكهة أو حصّة فاكهة، والعشاء يمكن أن يكون ساندويشاً صحّياً مُشابهاً للذي يصطحبه معه إلى المدرسة».

لإبعاده من هذه المشروبات

ودعت إلى «تجنيبه العصير والمشروبات الغازية. فالأول لا يحتوي سوى السكر وسرعان ما يُشعره بالجوع. لا بأس من شربه أحياناً، ولكن يُستحسن إيلاء الأهمّية الكبرى للفاكهة الكاملة لغناها بالفيتامينات والألياف التي تضمن له الشعور بالشبع. أمّا الصودا فهي مصدر أساسي للسكر وقيمتها الغذائية فارغة تماماً.

 

الأفضل إذاً حثّه على شرب المياه على مدار اليوم. وخلال الطقس الحار أو عند ممارسة الرياضة، يجب أن يحصل على كمية مياه إضافية تفادياً للجفاف الذي يسبّب له ضعف التركيز وتعباً ومشكلات أخرى».

الأطعمة الصديقة للدماغ

وكشفت خبيرة التغذية «أهمّ الأطعمة الصديقة لدماغ التلميذ وذاكرته، كمصادر الأوميغا 3 (السَلمون والجوز)، والبيض الذي يحتوي صفاره مادة الكولين المهمّة لتطوير الذاكرة، وزبدة الفول السوداني التي تحتوي على الفيتامين E ومضادات أكسدة ودهون جيّدة بما فيها الأوميغا 3 وتُعتبر حتى أفضل من الشوكولا، والبقوليات (العدس، والحمّص، والفاصولياء)، وفصيلة التوت المليئة بالفيتامين C المهمّة للذاكرة، والخضار بمختلف أنواعها لاستمداد كافة أشكال مضادات الأكسدة، ومنتجات الحليب التي تعزّز القدرة على التركيز والتذكّر، ومصادر الحديد (السبانخ، واللحوم حمراء، والعدس) لتقوية الدم وكذلك وظائف الدماغ».


وأفادت أخيراً أنّ «الأم والأب يلعبان دوراً أساسياً في نظام ولدهما الغذائي الذي سيُرافقه مدى حياته. فإذا لم يكن يستهلك سوى البطاطا المقلية، ويتفادى الخضار والفاكهة، ويعاني زيادة الوزن فسيجد حتماً صعوبة في تغيير ذلك في الكبر. أمّا إذا تمسّك بالعادات الصحّية منذ صغره فسيتبنّاها في المستقبل».