أشار أمين سرّ تكتّل "الجمهورية القوية" ​فادي كرم​ الى "أننا كنا دائماً نؤكد أن الوضع في سوريا لم يصل الى خواتيمه، وهو لا يزال غير مستقرّ عسكرياً وسياسياً ومن النواحي كافة. فسوريا غير محكومة من حاكم ولا من نظام، بل هي مشرذمة ولم تستقرّ أوضاعها على أي حلّ سياسي بعد. وهذا الأمر يتأكّد يوماً بعد يوم وإن كانت توجد غلبة على الأرض لفريق معيّن، فيما الأمور بقيت دون حلول فعلية في سوريا، وقد تتحوّل في أي لحظة الى أوضاع متفجّرة عسكرياً".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "لهذا السبب نحن كنا نطالب كافة الجهات ال​لبنان​ية دائماً بالعمل على تحييد لبنان عن ما يحدث في المنطقة سواء كان ذلك في سوريا أو غيرها، وعدم التهجم على أي نظام في المنطقة، وتحييد أنفسنا عن الارتباط بأي مشروع إقليمي، لأن أي ارتباط من أي فريق لبناني بهذه المشاريع قد يؤدي الى تشنّج داخلي. علماً أن بعض الأطراف اللّبنانية لديها علاقات مع أطراف اقليمية، ونحن نعلم أن لبنان يتأثر كثيراً بما يحدث إقليمياً، والمسألة الوحيدة التي تحمي لبنان ووضعه الداخلي هي احترام النأي بالنفس الذي تمّ الاتفاق عليه والذي كان أحد شروط عودة الرئيس المكلّف ​سعد الحريري​ عن استقالته في تشرين الثاني الفائت. كما تمّ التوافق على بيان بين كافة الأطراف كان عنوانه النأي بالنفس. وبالتالي، فإن العودة الى النأي بالنفس هي الطريق الوحيد لحماية لبنان وملفاته الداخلية والعيش بين كافة الأفرقاء اللبنانيين".

وحول إمكانية أن نكون تأخرنا كثيراً عن الحلول وتحييد أنفسنا لكون الأوضاع الإقليمية المتسارعة واحتمال توجيه ضربة لسوريا لا تنتظر ملف تشكيل ​الحكومة اللبنانية​، لفت كرم الى أنه "لا. يمكننا في أي لحظة أن نحترم النأي بالنفس، فنكون حيّدنا أنفسنا. ونحن غير مضطرين أبداً كلبنانيين على دخول أتون المعارك التي تحدث في المنطقة، كما ليس لنا أي دور فيها إن كنا نتعاطى فعلاً من منطلق لبناني. اما إذا كنّا نودّ الدخول في هذه المشاريع الإقليمية، فنكون عندئذ نُدخل أنفسنا الى جوّ لا يناسب المصلحة اللبنانية. فالمصلحة اللبنانية العليا واضحة، وهي إبعاد لبنان عن هذه الصراعات. وهذه مسألة يمكننا القيام بها في كلّ لحظة. ولكن للأسف، يستطيع أي فريق لبناني أن يضرب هذا الأمر ويُدخل لبنان في مشكلة كبيرة في أي لحظة".

ورداً على سؤال حول إمكانية تجميد ملف إعادة النازحين السوريين الى سوريا، في ظلّ إمكانية تأزّم الأوضاع في إدلب سورياً وحتى أميركياً، وبموازاة أن ​فرنسا​ تبدو غير متحمّسة كثيراً للمبادرة الروسية حول ملف النزوح، رأى كرم أنه "لا يمكن تجميد هذا الملفّ لأن إعادة النازحين ظهرت كحالة مفروضة على الجميع، وكان الطرف الروسي تبنّى حلّ هذه المسألة مع الأطراف المعنية أي الولايات المتحدة الأميركية ولبنان و​الأردن​، فهذا التزام يقوم به الروس، وتستمرّ الحكومة اللبنانية بالتّعاطي معهم على أساس أن يتمّ حلّ هذا الملف في أسرع وقت. أما اذا جرت محاولات لإدخال ملف النازحين كعامل تطويق وإعطاء براءة ذمّة سياسية للنظام السوري، عندها يفشل هذا الملف في شكل مؤكّد".