تفشّي هذه الظاهرة التي لا تمت للإنسانية بصلة لها أبعاد ثقافية واجتماعية كثيرة تنعكس على سلوك أطفالنا
 

كل يوم نصلّي لنطلب من الله المغفرة والرحمة فلمن نلجأ غير الله الرحمان الرحيم في الوقت عينه نزرع في الأرض قسوة وظلماً وإجراماً بحق مخلوقاته، فأي رحمة نسأل الله أن يعطينا إياها ونحن قد أعمتنا قسوتنا.

ففي كل يوم بتنا نشهد مظاهر إجرامية بحق الطبيعة وكأننا ملوك هذه الأرض ونفرض مشاركتها مع من لا يأتينا بالفوائد المادية من المخلوقات التي أسكنها الله أرضه. 

و الأغرب أنه و مع تزامن إمضاء رئيس الجمهورية مرسوم يتعلق بحماية حقوق الحيوان و الحياة البرية زاد البعض إجرامهم بحق تلك المخلوقات التي لا تجد مأوى ولا رزق فإذا وجدت بعض الطعام لتقتاته كان مُغرقاً بالسمّ ليعذّبها أبشع أنواع العذاب حتى الموت كما حصل في الغبيري بوضح النهار بفعل أبطال شرطة البلدية الذين لم ينتظروا حتى تلفظ تلك الكائنات أرواحها حتى رموا بها كالقمامة.

و اليوم تنتشر صورة لمركبة سوداء من نوع نيسان تحمل اللوحة رقم 296324 رمز ميم قد قام سائقها بربط جرو بالمركبة وجرّه على الطريق العام بسرعة حتى ما عاد قادراً على المشي ولكن ذلك لم يُحرّك ضميره فأكمل سير المركبة والجرو مربوطاً بها، ومنذ يومين أشعل فيديو لشرطة وعمال بلدية الفنار أيضًا قامت بجر كلب في الطريق بنفس الأسلوب حتى تدخل بعض شبان المنطقة الذين أوقفوا المركبة التابعة للبلدية وأنقذوا الكلب المسكين ليتضح في الفيديو أن الكلب مسالم وأليف فما أن  فكّ وثاقه الشاب الذي أوقف المركبة حتى هرع إليه يداعبه وكأنه يشكره على إنقاذه من وحوش تدعي البشرية. 

وغيرها وغيرها الكثير حيث بتنا نشاهدها كل يوم فإن أردنا الكلام من الناحية الشرعية للشريعة الإسلامية فإن الحيوان إن لم يكن عقور أي يؤذي و يهاجم الناس فقتله وتعذيبه حرام كما سائر الحيوانات الشاردة من القطط والثعالب إلخ...

إقرأ أيضًا: 

تفشّي هذه الظاهرة التي لا تمت للإنسانية بصلة لها أبعاد ثقافية واجتماعية كثيرة تنعكس على سلوك أطفالنا الذين بدل أن نعلّمهم الرحمة والرأفة فإنهم اليوم يتعلّمون القسوة والتعذيب من مشاهدة هذه المظاهر القاسية.

إن ظاهرة تكاثر الكلاب الشاردة هي مسألة يجب النظر إليها ومعالجتها بطرق وأساليب علمية حديثة وغالباً تكون أقل تكلفة وضرر على البلديات والبيئة فإن أكملنا القضاء على الحيوانات الشاردة بقتلها وتسميمها فسنخسر جزء كبير من مقومات التوازن الطبيعي في البلاد فكل مخلوق يلعب دوره في الحفاظ على التوازن البيئي.

و مبادرة منا لمحاولة معاجة هذه القضية قرّرنا أن نتقدم ببعض الحلول التي تساعد في حل أي مشكلة مع الحيوانات الشاردة يمكن للبلديات اتباعها كما للأفراد منها:

تجهيز كل بلدية بمركبة تحتوي على قفص حديد وبندقية بذخيرة مخدرة فيتم تخدير الكلاب و نقلها إما إلى الملاجىء التابعة للجمعيات المختصة أو نقلها بعيداً عن داخل القرى والبلدات وتكلفة هكذا خطوة لا تتعدى العشرة آلاف دولار وإن نظرنا من الناحية الإقتصادية فإنها أقل كلفة على البلديات من شراء اللحوم والسموم ونقل الجثث.

أما للمنازل والشرفات فيكفي أن تُبلّل بعض قطع القماش بالخل و وضعها على المدخل فالكلاب تنفر من رائحة الخل و تبتعد عنه ولمن تسمح له قدراته المادية فالسياج هو الحل الأكثر فعالية.

ختاماً، نتمنى على جميع البلدبات والمعنيين العمل على أسس علمية وإنسانية لحلّ هكذا مسائل والتواصل مع الجمعيات المختصة التي ندرت عملها ووقتها في سبيل حماية الحيوان فكما أكرمنا الله بالعيش والإسترزاق من الأرض فإنه قد خلق بها كائنات غيرنا وكلها لها عملها وفوائدها.

إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.