قد يبدو من الصعب وضع حدّ لخطر التعرّض للسرطان عن طريق تغيير العادات الغذائية. غير أنه يمكن بسهولة تفادي بعض الأخطاء في هذا المجال. فأي عثرات رئيسية عليكم تجنّبها في المطبخ؟
 

في الواقع، يمكن تفادي آلاف الحالات السرطانية سنوياً إذا حرص الأشخاص على التمسّك بأسلوب حياة أفضل كممارسة الرياضة، والالتزام بغذاء صحّي ومتوازن، والامتناع عن التدخين...


اللافت أنّ التغذية تحتلّ المراتب الأولى بين العوامل المحفِّزة للسرطان، لكن أحياناً يصعب فرز المخاطر المحدّدة والأخرى غير المؤكَّدة بعد.

لكن لحسن الحظ، كشف الخبراء أخيراً مجموعة أخطاء يجب التوقّف عن تطبيقها أثناء تحضير الطعام أو شراء المنتجات:

الإفراط في اللحوم الحمراء
إستناداً إلى المركز الدولي لأبحاث السرطان، تُعتبر اللحوم الحمراء بمثابة مادة مسرطنة محتملة للإنسان. ويُرجّح أنّ المستويات العالية من حديد الهيم (Heme Iron) الموجودة في هذه المأكولات هي المسؤولة عن هذا الرابط. ووفق المركز الدولي لأبحاث السرطان، يجب عدم استهلاك أكثر من 500 غ من اللحوم الحمراء أسبوعياً وبالتناوب مع اللحوم البيضاء، والسمك، والبيض. إنّ تخطّي هذه الجرعة يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، والبروستات، والبنكرياس.

تناول الكثير من اللحوم الباردة
من جهة أخرى، يجب أيضاً تفادي اللحوم الباردة (جامبون، سجق، نقانق...) قدر المستطاع. السبب لا يقتصر فقط على الحديد الهيم، إنما يرجع أيضاً إلى أملاح النيتريت والأمينات الحلقية غير المتجانسة المرتبطة بطبخ بعض التحضيرات على درجة حرارة عالية جداً. ووفق المركز الدولي لأبحاث السرطان، فإنّ اللحوم الباردة هي مادة مسرطنة أكيدة للإنسان. المطلوب إذاً خفض استهلاكها إلى أدنى معدل ممكن لتقليص خطر سرطان القولون والمستقيم وكذلك المعدة.

إهمال جرعة الملح
إستناداً إلى الصندوق الدولي لأبحاث السرطان، فإنّ كثرة الملح يمكن أن تعزّز ظهور سرطان المعدة. ويقول الخبراء إنّ الإفراط في المنتجات المالحة يحفّز التعديلات في الغشاء المخاطي في المعدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى ظهور السرطان. وتجدر الإشارة إلى أنّ الملح غير موجود في المطبخ فحسب، إنما أيضاً في منتجات عديدة مصنّعة، كالصلصات والكاتشب والشوربة المعلّبة... لذلك، يجب الانتباه إلى مشترياتكم! علماً أنّ منظمة الصحّة العالمية أوصَت بعدم تخطّي 5 غ من الملح في اليوم.

طبخ المأكولات كثيراً
الطبخ على درجات حرارة عالية جداً يمكن أن يؤدي إلى تشكّل مواد يمكن أن تغيّر الحمض النووي. ومن بين العوامل الرئيسية المسؤولة عن ذلك، مواد «HCAs» التي تتشكّل عند طبح اللحوم على حرارة مرتفعة، ومواد «Acrylamide» الناتجة من القلي. هذا الخطر يمكن أن يتوافر أيضاً في الأطعمة المُباعة في السوبر ماركت، كالبسكويت والتشيبس، التي تحتوي مستويات عالية من الـ»Acrylamide» بسبب طريقة تحضيرها. يُنصح بعدم طبخ أيّ طعام على حرارة تتخطّى 250 درجة مئوية. وإذا أردتم اللجوء إلى القلي، توقفوا عن الطبخ عندما يصبح لون الطعام ذهبياً.

سوء استخدام الباربيكيو
يؤدي حرق الدهون إلى تشكيل مواد «PAHs»، أو «HCAs»، أو «Acrylamide». يُنصح بالاكتفاء بشوي الطعام على الباربيكيو مرّة أو مرّتين أسبوعياً، ووضع الطعام على مسافة 10 سم من الجمرة للحدّ من حرارة الطبخ، وتنطيف الشواء عند كل استخدام للتخلّص من البقايا.

إستهلاك الأطعمة المصنّعة
أظهرت دراسة فرنسية واسعة أنّ استهلاك الأطعمة المصنّعة جداً هو رهان محفوف بالمخاطر. كل زيادة بنسبة 10 في المئة من حصة هذه المنتجات في النظام الغذائي ترتبط بارتفاع مُعادِل لخطر السرطان. ووفق العلماء، فإنّ الآليات المحتملة هي عديدة وتشمل نوعية الغذاء، ووجود الإضافات، ومواد التغليف... ونظراً إلى تأثيرها في زيادة الوزن والبدانة، الأفضل إذاً وضع حدّ لشراء هذه المنتجات المعالجة جداً كالشوربة، والبريوش...