أرجأت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبد الله محاكمة 38 متهماً اشتركوا في ما بينهم على تنفيذ تفجيرين انتحاريين في منطقة عين السكة في برج البراجنة استشهد بسببهما 43 مدنيا واصيب أكثر من مئتي مواطن بجروح، وذلك إلى 28/8/2018 لمتابعة الاستجوابات. وأبرز المتهمين في الملف الموقوف إبراهيم الجمل الذي حاول تفجير نفسه في منطقة طرابلس جبل محسن، وابراهيم رايد الذي نقل الانتحاريين من البقاع إلى طرابلس ثم إلى بيروت وبحوزتهما أسلحة ومتفجرات وذخائر. وكان هؤلاء المتهمون يخططون ويشتركون في الأعمال الإرهابية والتفجيرات قرب المساجد والاماكن الآهلة بالسكان.


وأفاد رايد أن «القصة بدأت مع تعرفه في بلدته عرسال على السوري سطام الشتيوي، ولما توطدت العلاقة بينهما طلب منه الأخير نقل شخص من البقاع الى طرابلس تبين أنه ابراهيم الجمل لقاء مبلغ 500 دولار أميركي، ثم عمل على تأمين مواد متفجرة من صواعق وديناميت وذخائر، اشتراها من تاجر الأسلحة في بريتال دريد صالح، الذي كان يوضبها في مخابئ سرية داخل سيارة «فان» وينقلها الى طرابلس حيث سلمها الى المتهم بلال البقار».


واعترف رايد بأنه «تسلم الانتحاري (السوري) أو الوليد (مجهول باقي الهوية) من سطام الشتيوي، ونقله الى طرابلس وكان الأخير يخبره أن الأشخاص والمتفجرات سينقلون الى سوريا من خلال معبر غير شرعي قريب من منطقة وادي خالد. وأقر أيضا بأنه عاد ونقل «أبو الوليد» بطلب من الشتيوي من طرابلس الى بيروت وتركه تحت جسر الدورة، لكن لم يكن على علم أن هؤلاء الأشخاص أو المتفجرات، قيد التحضير لعمليات ارهابية في لبنان.


وردا على سؤال رئيس المحكمة، كيف قبل بنقل متفجرات على دفعات وأشخاص يعرف أنهم يتنقلون بطريقة ملتبسة، أجاب رايد: «ليس في إمكاني رفض طلبات الشتيوي، لأنه كان قادرا على تصفيتي، خصوصا أن بلدتي عرسال باتت محتلة من السوريين، والكل يعرف الظروف التي كنا فيها إبان سيطرة الجماعات المسلحة على المنطقة».


وبعد الانتهاء من إفادة رايد، استجوبت المحكمة تاجر الأسلحة الذي اعترف صراحة بأنه ورث مهنة تجارة الأسلحة عن والده، ومنذ نشأته وهو يعمل في هذه التجارة. وقال: «لا نية لدي لبيع السلاح لقتل الناس، بل لكسب المال، ومنذ أن كشفت هذه التفجيرات تركت هذا العمل نهائياً».


وأوضح أنه باع أسلحة ومتفجرات وصواعق للمتهم رايد بنحو سبعة آلاف دولار أميركي، وكان يؤمن الديناميت من فايز الدبس، وأوضح الأخير أنه صاحب مقلع صخور ويقتني الديناميت والصواعق من أجل تفجير الصخور. وأكد أنه لا يبيع هذه المواد المتفجرة لأحد، إنما أعطى كمية منها للمدعى عليه دريد صالح بتوصية من أحد مخاتير المنطقة.