مع استقبال مولود جديد إلى العائلة، يَقلق الأهل حيال ردّةِ الفعل أو التصرّفات التي ستنتج عن الولد الأكبر وذلك بسبب غيرته من المولود الجديد. ومِن هنا يبدأ العد العكسي لدى الأهل حول كيفية التعاطي مع ولدهم للحدّ من الضرر الذي سيَنتج مع وجود المولود الجديد.
 

مِن الطبيعي أن يكون هناك حالٌ من الغيرة مع المولود الجديد، ففي هذه المرحلة يعتقد الطفل أنّ هناك عنصراً جديداً دخل فجأةً إلى العائلة وحاز على كامل اهتمام الأهل. ولكن من غير المتوقع أن تصل هذه الغيرة الى مستوى متقدّم وتتحوّل الى أذية عن غير قصد. من هنا تأتي مسؤولية الأهل في معرفة أهمّية هذا الموضوع وكيفيةِ التعامل معه وبحذرٍ شديد.


في البداية على الأهل تمضية وقتٍ خاص منفصلاً مع كلّ واحد من الأطفال، إذ المنافسة بين الإخوة عادةً تقوم بسبب رغبة كلّ واحد منهم في الحصول على وقته الخاص وأيضاً الحصول على الاهتمام من والديهم.


كذلك يجب تخصيص نشاطات تشمل جميعَ أفراد العائلة، إذ يخفّف ذلك من حدّة التوتّر كما أنّه يؤمّن جوّاً من المرح.


أمّا في حال حصول نزاعات، فعلى الأهل التدخّل في الوقت المناسب، ولكن ليس عند أيّ نزاع كان، حيث بإمكان الأطفال حلُّ بعض نزاعاتهم بأنفسهم، إلّا في حال كان هناك مولود صغير، بالتالي هو غير قادر على المدافعة عن نفسه، ولكن في حالات أخرى عند تدخّلِ الاهل يجب أن يكونوا إيجابيين ومن دون الانفعال.


كما أنّ على الأهل تقدير وجهة نظر أطفالهم، إذ لكلّ واحد وجهة نظر مختلفة، خصوصًا الولد الأكبر الذي يحاول بجميع الطرق لفتَ انتباهِ أهلِه.


في ما يخصّ الاحتفالات، يجب الاحتفال بجميع الإنجازات سويّاً وعدم التمييز.


ومن الواجب عدمُ المقارنة بين الأطفال وتأديبُهم بشكل منفصل، أمّا في حال كان الولد صغيرًا، فالمفروض عدمُ توبيخ الولد الأكبر أمامه، بل على انفراد.

دور خاص للأم
من ناحية أخرى للأم دور كبير على هذا الصعيد، إذ هناك بعض النصائح التي تساعدها على تخفيف حدة التوتر وتساهم في تقريب المسافات بين الإخوة بدلاً من تباعُدِها.


فور عِلم الأم بخبر حَملِها وانتظارها مولوداً جديداً، عليها إخبار ولدها وتبسيط الأمور له، والإجابة على كلّ أسئلته ومشاركته بكلّ الأمور والتحضيرات لاستقبال المولود الجديد.


أمّا في فترة ما بعد الإنجاب، وخصوصًا بعد حصول المولود على كامل اهتمام الأهل، فإنّ الطلبَ من الولد المساعدة في العناية بالطفل، والتأكيد له على الامتيازات الكثيرة المتوافرة لديه كونه الولدَ الأكبر... فذلك يُشعره بأنه أفضل.


بالإضافة إلى ذلك وبهدف شعور الولد بأنّ دورَه لا يزال مهمّاً وأساسياً وأنّه فردٌ فعّال في العائلة، يجب تعليمه تحمُّلَ المسؤولية وإشراكُه بالأمور اليومية مِثل اقتناء الملابس للطفل الصغير والسؤال عن رأيه في بعض الأمور التي تخصّه، والطلب منه أن يطالع القصص، وإعطاؤه مساحته الخاصة ليلعب ويلهو بعيدًا عن الأهل وعن الطفل، ما يُشعره بالاستقلالية.