اعتبر الوزير السابق ​رشيد درباس​ أن "​لبنان​ بوضعه السياسي والإقتصادي الحالي هو بأمسّ الحاجة الى أن تكون نقاط التماس بينه وبين القضايا الإقليمية والخارجية، غير ملتهبة، لأن بلداً مثله يحتاج الى أن تُحفّر حوله خنادق عريضة من الماء تستوعب النار الآتية إليه، وليس أن يُسوَّر بخنادق من المواد الملتهبة وشديدة الإشتعال".
 

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، شدد درباس على أن "الخطابات النارية والهجومية لم تصبّ يوماً في مصلحة لبنان، لأن التجاذب الإقليمي سينعكس علينا، كما على الوضع الإقتصادي، وتشكيل ​الحكومة​ ايضاً".
 

ولفت الى أن "رئيس الحكومة المكلف الذي يسير بين النقاط من أجل توليفة حكومية تكون مثل من يسير على السراط، بين التجاذبات الدولية والقرارات التي تصدر عن ​دول الخليج​ وتلك التي هي في مواجهة مع ​ايران​، يحاول أن يقدم معادلة تأخذ بعين الإعتبار مصالح لبنان والطوائف التي تتمثل بالقوى السياسية. وبذلك، هو لا يَجِد تسهيلاً لمهمته، بل عرقلة. لكن البلد لا يستطيع أن يبقى الى ما لا نهاية بحكومة تصريف أعمال. فنحن نشهد اليوم الفوضى المتفلّتة بسبب إنفراد كل وزير بقراراته، حتى في الأمور الخطيرة والتي تتعلّق بال​سياسة​ العامة للدولة".
 

ورداً على سؤال حول إمكانية أن تكون ​السعودية​ تعمل على حشر "​حزب الله​" فعلاً عبر الدّفع الى التريُّث ب​تشكيل الحكومة​، بعدما كان الحزب يدفع باتجاه الإستعجال في تشكيلها بعد ​الإنتخابات النيابية​، لمواجهة الضغوط الدولية عليه، لفت درباس الى أنه "بغضّ النظر عن موقف السعودية ودول الخليج من "حزب الله"، كان رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري أكد مرات عدّة أن دخول الحزب الى الحكومة هو أمر مفروغ منه. وبناء على ذلك، كل كلام في هذا السياق ليس له أي تأثير مباشر على تشكيل الحكومة".
 

وأشار الى أن "التجاذبات بين القوى السياسية، ومحاولات الحصول على حصص أكثر، وخلق الأعراف الجديدة التي لا علاقة لها بالنص الدستوري، بالإضافة الى محاولة إلغاء إتفاق الطائف بالممارسة، هي الأمور التي تؤدي الى تأخير رئيس الحكومة المكلّف في إنجاز مهمته".
 

ورأى درباس أن "رئيس الحكومة قدّم تنازلات كثيرة منها مثلاً الإقدام على التسوية الرئاسية، بالإضافة الى القَبول بقانون الإنتخاب الذي أفقده عدداً لا يُستهان به من نوابه، وأدخل الى المجلس النيابي نواباً ما كان لهم أن يدخلوه في ظل القانون القديم. ورغم ذلك، لا يجد الرئيس المكلّف أي تسهيل".
 

وشدد على أنه "آن الأوان لكي تتنبّه القوى السياسية الى فداحة المخاطر الإقتصادية، وما يجري في الجوار، إذ تجري معارك جديدة في سوريا أُغلقت الأبواب الأردنية في وجهها، وقد نتحمّل نحن في لبنان فيضاناً جديداً نتيجة لذلك إذا لم ننتبه".
 

وحول أي مخاوف من عودة الرسائل الأمنية بسبب إمكانية زيادة التشنّجات في المرحلة القادمة، لفت درباس الى أن "الأمور لا يجب ان تتوقّف عند التمنيات فقط. ولذلك، يجب ان نعمل لكي نتفادى أي مخاطر أمنية أو إقتصادية".