شكّك مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير بقدرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تقديم تنازلات للتوصّل إلى اتفاق سلام مع اسرائيل، وفي رغبته بذلك. 

تصريحات كوشنير جاءت في مقابلة مع صحيفة "القدس" الفلسطينية، بينما يقوم بجولة في المنطقة مع جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص للشرق الاوسط، لتعزيز جهود استئناف عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

ولم يلتق كوشنير وغرينبلات بالمسؤولين الفلسطينيين، الذين جمّدوا جميع الاتصالات مع المسؤولين الأميركيين عقب اعتراف إدارة ترامب في كانون الأول بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال كوشنير: "يقول الرئيس عباس إنه ملتزم بالسلام، وليس لديّ أي سبب لعدم تصديقه. ومع ذلك، فإنني أشكّك في مدى قدرة الرئيس عباس، أو رغبته، في أن يميل إلى إنهاء الصفقة".

وأضاف: "لديه نقاط الحوار التي لم تتغيّر خلال السنوات الـ25 الماضية. لم يتم التوصّل إلى اتفاق سلام في ذلك الوقت. ومن أجل الوصول الى صفقة، على الجانبين أن يتحركا وأن يلتقيا في نقطة ما بين مواقفهما المعلنة. لستُ متأكداً من قدرة الرئيس عباس على القيام بذلك".

والتقى كوشنير وغرينبلات، الجمعة، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة "دفع عملية السلام قدماً والتطورات الاقليمية والاوضاع الأمنية والإنسانية في قطاع غزة"، وفق ما أفاد مكتبه.

وذكر البيت الأبيض أنهم عقدوا اجتماعاً ثانياً ليل السبت الاحد "لمواصلة مناقشاتهم".

وجاءت الزيارة بعد تجدّد أعمال العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين في قطاع غزة، الذي تحكمه حماس.

وضربت اسرائيل أهدافاً تابعة لحماس ردّاً على إطلاق صواريخ وقذائف هاون، في وقت قتلت قوات الجيش الاسرائيلي أكثر من 130 فلسطينياً خلال مواجهات تخللت "مسيرات العودة" التي بدأ الفلسطينيون بتنظيمها منذ 30 آذار، لتأكيد حق اللاجئين بالعودة الى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها في 1948 لدى قيام دولة إسرائيل.

وفي تصريحات أدلى بها خلال اجتماع أعضاء حكومته، قال نتنياهو إنّ المسؤولين الأميركيين "يدعمون موقفنا وتحركاتنا بشكل كامل لضمان أمن اسرائيل وأمن مواطنيها في محيط غزة".

وأثارت سياسات ترامب غضب الفلسطينيين الذين يعتبرون القدس الشرقية عاصمتهم المستقبلية، ويصرّون على أنّ وضع المدينة المتنازَع عليها هو مسألة يجب أن يتفاوضوا عليها مع الإسرائيليين.

من جهته، رأى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أنّ مقابلة كوشنير تعكس رفض الإدارة الأميركية "الحديث عن جوهر المضمون".

واضاف عريقات أنّ كوشنير "يمثّل سياسة الإملاءات، بدلاً من المفاوضات والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي تنصّلت منها إدارة ترامب".

وكان ترامب تعهّد بالإشراف على اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين وصَفه بأنه سيكون "الأمثل"، وكلّف كوشنير وضع خطة لتحقيق ذلك.

كوشنير الذي زار كذلك الأردن والسعودية ومصر في إطار جولته مع غرينبلات، قال لصحيفة القدس إنّ الخطة التي قد يتم نشرها من دون موافقة الجانب الفلسطيني ستجهز "قريباً. نحن على وشك الانتهاء".

وأكد انه "إذا كان الرئيس عباس مستعداً للعودة إلى الطاولة، فنحن مستعدون للمشاركة في النقاش، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإننا سنقوم بنشر الخطة علانية".