تدخل البرازيل منافسات الجولة الثانية من كأس العالم 2018 ضد كوستاريكا اليوم، سعياً إلى تعويض تعادلها المخيّب في الجولة الأولى مع سويسرا، في ظل قلق على الحال البدنية لنجمها نيمار الذي تعرّض لكدمات قوية في المباراة الأولى، ولم يشارك بانتظام في التمارين خلال الأيام الماضية.
 

وتعرّض أغلى لاعب في العالم لمعاملة خشنة خلال المباراة الأولى ضد سويسرا، حيث ارتكبت بحقه 10 مخالفات، وهي أعلى نسبة للاعب واحد في مباراة واحدة في نهائيات كأس العالم منذ 20 عاماً.


وانتهت المباراة بتعادل مخيّب للمنتخب الأميركي الجنوبي (1-1) في بداية مسعاه لتعزيز رقمه القياسي وإحراز لقبه السادس في البطولة.


وأطلق نيمار، العائد قبل أسابيع من عملية تَعاف طويلة بعد كسر في مشط القدم، جرس الإنذار عندما غادر وهو يعرج، ملعب تمارين السيليساو الثلثاء الفائت.

لكنه عاد إلى التدرّب قبل 48 ساعة من اللقاء ضد كوستاريكا ضمن المجموعة الرابعة في سان بطرسبورغ، معزّزاً الآمال بمشاركته في المباراة.


وحتى قبل تعرّضه لنكسة التدريب، إرتسَمت علامات استفهام حول خوض نيمار غمار نهائيات كأس العالم في كامل لياقته البدنية، بعد غيابه عن الملاعب لثلاثة أشهر إثر خضوعه لعملية جراحية في مشط القدم.


وكانت المباراة ضد سويسرا في 17 حزيران، أوّل مباراة تنافسية رسمية يخوضها نجم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي منذ أواخر شباط، عندما تعرّض للإصابة خلال مباراة لفريقه ضد مرسيليا.


وأمضى نيمار معظم فترات تعافيه في بلاده لكي يكون في كامل لياقته البدنية في كأس العالم. وعلى رغم أدائه اللافت في المباراتين التحضيريتين للسيليساو ضد كرواتيا والنمسا في أوائل حزيران، ما زالت الأسئلة تُطرح حول ما إذا كان يفتقد لتنافسية المباريات بعد غيابه المطوّل.


وحاولت البرازيل الاعتماد على نجمها مرّات عدّة في أواخر المباراة ضد سويسرا في مدينة روستوف الروسية، إلّا أنه فشل في إيجاد اللمسة الأخيرة أو التسجيل في مرمى دفاع سويسري منظّم.


وأتى الهدف البرازيلي الوحيد عبر لاعب برشلونة الإسباني فيليبي كوتينيو من تسديدة قوسية رائعة من خارج المنطقة، ليمنح فريقه انطلاقة قوية.


وفي حال لم يتمكن نيمار من خوض مباراة اليوم كأساسي، يرجّح أن يشغل كوتينيو مركزه على الجهة اليسرى في خط الهجوم البرازيلي.

«إضافة كبيرة»
وشدّد كوتينيو على أنّ نيمار يبقى عنصراً أساسياً في سعي البرازيل للقب.


وقال: «هو أحد أفضل اللاعبين في العالم. بطبيعة الحال، تواجده معنا يشكّل إضافة كبيرة لنا... هو لاعب هام للغاية، يخلق دائماً اللعب والمساحات».


ولم يكن فريق المدرّب البرازيلي تيتي راضياً عن الخشونة التي تعرّض لها نيمار على أرض الملعب فحسب، بل أيضاً عن هدف التعادل السويسري، عندما رفض الحكم اللجوء إلى تقنية المساعدة بالفيديو (VAR) لدى تسجيل ستيفن تسوبر هدف التعادل، علماً أنّ الإعادة التلفزيونية أظهرت قيام اللاعب السويسري بدفع البرازيلي ميراندا قبل التسجيل.


حتى أنّ الاتّحاد البرازيلي تقدّم بشكوى لدى نظيره الدولي (فيفا) بهذا الخصوص.


ولا شك في أنّ مواجهة كوستاريكا فرصة مثالية للبرازيل لكي تستعيد نغمة الفوز والثقة بالنفس، لا سيّما أنّ منافستها نجحت في التغلّب عليها مرّة واحدة في 10 مباريات جمعت بينهما.


وشكّلت كوستاريكا مفاجأة مونديال البرازيل 2014، عندما تمكنت في الدور الأوّل من تصدّر مجموعة تضم إنكلترا وإيطاليا والأوروغواي، وبلغت ربع النهائي حيث خسرت أمام هولندا بركلات الترجيح.


إلّا أنّ المنتخب الكوستاريكي يحتاج أيضاً إلى النقاط بعدما خسر مباراته الأولى هذه المرّة بنتيجة 0-1 أمام صربيا.

صربيا لحسم التأهّل
وفي مباراة ثانية ضمن المجموعة نفسها تُقام في كالينينغراد، ستحاول صربيا حسم تأهّلها إلى الدور ثمن النهائي عندما تواجه سويسرا.


ويبدو مصير صربيا بيدها بعدما تغلبت على كوستاريكا (1-0) بهدف رائع من ركلة حرّة مباشرة لظهيرها الأيسر ألكسندر كولاروف، لأنّ فوزها يضمن لها موقعاً في الأدوار الإقصائية بصرف النظر عن نتيجة مباراتها في الجولة الثالثة الأخيرة ضد البرازيل في 27 حزيران.


ورأى كولاروف أنّ منتخب بلاده في موقع يؤهّله حسم التأهّل، محذّراً في الوقت نفسه من الاستخفاف بالمنافس السويسري. وقال: «من المهم جداً أنّ النقاط الثلاث (للمباراة الأولى) في حوزتنا، لكنّ الأمور لم تُحسم».


وأضاف: «سويسرا هي أصعب مباراة لنا... لا أريد الدخول في الحسابات الآن. في حال تعادلنا لن تسير الأمور بشكل جيّد، نريد الفوز بالطبع».


ويضمّ المنتخب الصربي لاعبين حاليين وسابقين في الدوري الإنكليزي، بينهم لاعب وسط مانشستر يونايتد نيمانيا ماتيتش، لكنّ النجم الصاعد في صفوفه هو لاعب الوسط المهاجم للاتسيو الإيطالي سيرغي ميلينكوفيتش-سافيتش.


ويتردّد أنّ مدرّب صربيا السابق سلافوليوب موسلين الذي قادها لبلوغ النهائيات، دفع إقالته ثمناً لعدم استدعاء ميلينكوفيتش-سافيتش. ولم يكرّر سلفه ملادن كرستاييتش الخطأ نفسه، لأنه يعتمد بشكل كلّي على اللاعب البالغ 23 عاماً، والذي تألّق بشكل لافت من خلال لمساته الفنية ضد كوستاريكا. وأشاد السويسري دينيس زكريا بميلينكوفيتش-سافيتش، معتبراً أنه «لاعب رائع مع فنيات عالية، لكنه ليس وحده، فالعديد من لاعبي صربيا يلعبون في أندية كبيرة لكننا نملك بدورنا لاعبين جيّدين أيضاً».

إيسلندا - نيجيريا
من جهة أخرى، تأمل نيجيريا بمنتخبها الشاب في إنقاذ حملتها المتعثرة في نهائيات كأس العالم عندما تواجه ايسلندا اليوم في فولغوغراد، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة.


وانتزعت ايسلندا تعادلاً ثميناً من الأرجنتين 1-1، بينما خسرت نيجيريا أمام كرواتيا 0-2 في الجولة الأولى.


واختار مدرّب المنتخب النيجيري، الألماني غرنوت روهر، تشكيلة من اللاعبين الشباب للمشاركة في المونديال الروسي، مع متوسّط أعمار يبلغ 25 عاماً، علماً أنّ منتخب «النسور الممتازة» لم يفز سوى مرّة واحدة فقط في آخر 13 مباراة خاضها في نهائيات كأس العالم.


وبلغ المنتخب الأفريقي الأدوار الإقصائية في مونديال 2014، لكنّ مهمته في النسخة الحالية تبدو صعبة، بعدما خسر أمام كرواتيا في مباراته الأولى في كالينينغراد بهدفين لأوغينياكارو إيتيبو خطأ في مرمى فريقه، وآخر من ركلة جزاء سجّلها لوكا مودريتش.


لكنّ المنتخب النيجيري بتشكيلته الشابّة، والتي تضم الحارس فرانسيس أوزوهو البالغ من العمر 19 عاماً، كان مجهولاً تقريباً مقارنة بالمنتخب الذي خسر أمام فرنسا في دور الـ 16 في مونديال البرازيل 2014.


وقال روهر: «في بعض الأحيان كنّا ساذجين قليلاً في الركلات الثابتة، لكننا سنعمل على تحسين ذلك».


في المقابل، تدخل ايسلندا المباراة بدفع تعادلها في الجولة الأولى مع الأرجنتين 1-1، في مباراة أضاع فيها أفضل لاعب في العالم خمس مرّات، ليونيل ميسي، ركلة جزاء كانت كفيلة بمنح منتخب بلاده التقدّم.


وقدّمت إيسلندا، التي تشارك في المونديال للمرّة الأولى في تاريخها بعد تحقيقها مفاجأة في كأس أوروبا 2016 ببلوغها ربع النهائي في مشاركتها الأولى أيضاً، أداء دفاعياً قوياً ضد المنتخب الأميركي الجنوبي، وتصدّى حارسها هانيس هالدورسون لركلة الجزاء من ميسي في الشوط الثاني.


ووصف مدرّب ايسلندا هيمير هالغريمسون أداء فريقه الدفاعي أمام الأرجنتين بـ»المثالي»، علماً أنّ نجم نادي برشلونة الإسباني انتقد اعتماد المنتخب الاسكندينافي على الدفاع، في تعليق لقي رداً من الايسلنديين.


وقال هالدورسون: «ربما كان سيكون أكثر سعادة لو اعتمدنا الهجوم وخسرنا 0-5. يمكن أن يعبّر الناس عن آرائهم لكننا حقيقة لا نهتم بذلك».


لكنّ المباراة ضد نيجيريا في فولفوغراد ستكون «هجومية أكثر» بحسب الحارس الايسلندي البالغ 34 عاماً، والذي أنقذ، إضافة إلى ركلة الجزاء، العديد من الفرَص التي سنحت للمنتخب الأرجنتيني.


وأضاف هالدورسون: «سيكون من الصعب التغلّب على نيجيريا، فهم سريعون وأكثر ميلاً إلى الهجوم المباشر من الأرجنتين. ستكون مباراة مختلفة من نواح كثيرة».