أصيب في كييف فشعرت القاهرة بالألم... وغضب عارم ضد راموس
 

طمأن محمد صلاح، مهاجم ليفربول ومنتخب مصر، جماهير بلاده بقدرته على المشاركة في نهائيات كأس العالم 2018، الشهر المقبل، بعد تعرضه لإصابة قوية في الكتف خلال خسارة فريقه الإنجليزي 3 - 1 أمام ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا.
وفي تغريدة بحسابه على «تويتر»، أمس، قال صلاح، هداف الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم: «كانت ليلة صعبة للغاية، لكن أنا مقاتل. رغم كل الظروف، أنا واثق أنني سأكون في روسيا (في كأس العالم) لأجعلكم جميعاً تشعرون بالفخر. حبكم ودعمكم سيمنحني القوة التي أحتاجها».
ولم يكشف صلاح عن المزيد من التفاصيل حول إصابته، لكن تقارير إعلامية مصرية وإنجليزية قالت إنه يعاني من التواء في الكتف، وسيغيب لثلاثة أسابيع، مما يعني إمكانية مشاركته في كأس العالم مع مصر، التي تبدأ مشوارها في النهائيات ضد الأوروغواي يوم 16 يونيو (حزيران)، قبل أن تواجه روسيا والسعودية في مباراتيها التاليتين.
وخرج صلاح متألماً باكياً بعد نحو نصف ساعة من مباراة النهائي، إثر تعرضه لإصابة في الكتف في احتكاك قاس مع قائد ريال مدريد سيرجيو راموس، الذي تعرض لحملة انتقادات شرسة من مستخدمي مواقع التواصل في مصر والعالم العربي.
ولدى عودة فريق ليفربول إلى إنجلترا أمس، قادماً من العاصمة الأوكرانية كييف، توجه صلاح إلى المستشفى مباشرة لإجراء أشعة على الكتف المصاب، في الوقت التي كشفت فيه مصادر مقربة من عائلته أنه متفائل بشأن قدرته على اللحاق بالمنتخب المصري في مونديال روسيا، على الرغم من تصريحات مدرب ليفربول الألماني، يورغن كلوب، بأن الإصابة «خطرة».
ويشكل صلاح، الذي قدم موسماً لافتاً مع ناديه الإنجليزي هذا الموسم، أبرز أمل لمنتخب «الفراعنة» في المونديال الذي تخوضه مصر للمرة الثالثة في تاريخها، والأولى منذ 28 عاماً.
وكانت التقارير الأولية بعد المباراة، وحسب تصريحات كلوب، لا تبعث على التفاؤل، إذ صرح المدرب الألماني بأن إصابة صلاح «خطرة، فعلاً، وهناك أمر ما في الكتف أو عظمة الترقوة. الأمور لا تبدو جيدة، خسرنا لاعباً مهماً، وربما منتخب مصر خسر لاعباً مهماً في كأس العالم».
وانتقد كلوب تدخل راموس العنيف، قائلاً: «بالنسبة إلي، كان التدخل قاسياً، ويشبه إلى حد بعيد المصارعة... لقد أفسد اللقاء بتدخله العنيف».
لكن بعد إجراء الأشعة الأولية، والخضوع لفحوصات في مستشفى كييف، خرجت تقارير تفيد بأن الإصابة هي جزع بأربطة مفصل الكتف، وهو الأمر الذي أعاد الأمل للمصريين في قدرة نجمهم على اللحاق بالمونديال.
وأفاد طبيب المنتخب المصري محمد أبو العلا بأنه إذا كان الأمر لا يتعدى الجزع أو التمزق بأربطة الكتف، فلن تكون هناك مشكلة كبيرة، حيث سيحتاج الجناح المصري لفترة أسبوعين للتعافي.
وكان اللاعب المصري، البالغ من العمر 25 عاماً، قد سقط بداية إثر محاولات راموس لجذبه وطرحه أرضاً، قبل أن يقف ويحاول اللعب دون جدوى، ليعاود السقوط أرضاً والدموع تنهمر من عينيه.
واعتذر راموس بعد اللقاء، قائلاً: «أحياناً ترينا كرة القدم جانبها الجيد، وفي أحيان أخرى (ترينا الجانب) السيئ. قبل كل شيء، نحن زملاء محترفون، أتمنى الشفاء العاجل لصلاح».
لكن هذا لم يمنع مئات الآلاف من المصريين من صب غضبهم على لاعب ريال مدريد، وانقسمت ردود الأفعال بين ما يمكن وصفه بـ«كتائب إلكترونية» شنت هجوماً بالتعليقات على الحساب الرسمي لراموس على موقع «فيسبوك»، ودشنوا رسوماً نالت من اللاعب. وقطاع آخر من المتأثرين بألم إصابة صلاح، استغلوا أجواء شهر رمضان وصلاة التراويح ليدعوا الغاضبين منهم على راموس، والمتفائلين بالتعافي لصلاح.
كان النجم المصري السابق محمد أبو تريكة، الذي يعمل حالياً معلقاً لدى شبكة «بي إن سبورتس» القطرية، قد اعتبر أن ما قام به راموس «جريمة»، لا سيما أن قائد الفريق الإسباني بدا وكأنه تعمد لف ذراعه حول ذراع صلاح، قبل أن يقوم بإسقاطه أرضاً والسقوط فوقه بكل ثقل جسمه. ولم يحتسب حكم المباراة الصربي ميلوراد مازيتش أي خطأ في الاحتكاك.
وقدم صلاح موسماً رائعاً، سجل خلاله 44 هدفاً في مختلف المسابقات، وتصدر هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز مع 32 هدفاً، محطماً بذلك الرقم القياسي لعدد الأهداف في موسم من 38 مباراة.
وفي تغريدة عبر حسابه على «تويتر» أمس، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: «أمنياتي القلبية للبطل المصري محمد صلاح بالشفاء العاجل من إصابته، وأتمنى أن يعود للملعب قريباً، ويظل نجماً مصرياً متألقاً». كما علقت الخارجية المصرية، وقال المتحدث الرسمي باسمها أحمد أبو زيد إن «مصر كلها تتمنى لك الشفاء العاجل».
وربما جاءت تغريدة صلاح لتهدأ من قلق المصريين، الذين حبسوا أنفاسهم منذ الإصابة، في انتظار التقارير الطبية الأخيرة التي ستحسم قدرة الجناح السريع على المشاركة في المونديال.