أخيراً أطلق الرئيس سعد الحريري ثورة ضد الفاسدين والسماسرة داخل التيار، واستمع الى جمهوره، عن تجاوزات وتقصير المنسقين ومسؤولي الماكينات الإنتخابية في المناطق، وتعاطيهم الإنتخابي بكل إسفاف ومادية، فهل ينجح الحريري في اختيار قيادات مناطقية عملت بجدية ومسؤولية لا تنهزم أمام الإغراءات وتكون قادرة على خلق حس مبادر في إعادة دماء الحياة السياسية الى القاعدة.

فما أن صدرت النتائج حتى انكشفت مضامين صفقات البعض، ببيع أصوات التيار والحريريين كسلعة في سوق ”الحرامية”.

أتت المعالجة بصدور بيان عن الأمانة العامة لتيار المستقبل اعلان قرار حل المنسقين ومسؤولي الماكينات الإنتخابية اللوجيستية والشعبية، حتى نزل البيان كالصاعقة على منسقيتي البقاعين الغربي والأوسط، وما رفع من منسوب حالة الذهول على وجوه المعنيين في المنسقيتين أنهما عجتا بمندوبي الماكينة الإنتخابية مطالبين المنسقين بحقهم وثمن أتعابهم عن يوم الانتخابات، مما أدى الى هرج ومرج وتشابك بالأيدي وتبادل الاتهامات بالسرقة.

هذه الخطوة للرئيس الحريري والتي أرفقت ببيان قبول استقالة مدير مكتبه نادر الحريري، لن تنتهي عند هذا الحد بحسب مصادر مستقبلية أكدت أن الحريري مستمراً بنهج التطهير، وقد يصل الأمر الى أحد الوزراء لكف يده بعدما ظهر فشله ونسبة تدني مؤيديه، لا شك أن هذه الخطوة أثلجت صدور البقاعيون عن جدية الحريري بتنظيف بنية التيار، ففتحت شهية العشرات من المناصرين للحديث عن صفقات المنسقين سابقين وحاليين مع أعضاء من المكتب السياسي، بتفاصيل هذه الصفقات، كما فتحت باب العودة الى التيار لدى العشرات من تركوه بسبب اخفاقات وتجاوزات المسؤولين في البقاع، بحال اكتملت “خطوة التنظيف”، وكما أطلق مستقبليو العرقوب صرخة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عريضة موقعة باسم العشرات تطالب الحريري بحل منسقية العرقوب.

 وبحسب مصدر مستقبلي بارز أكد أن الرئيس الحريري كان مطلعاً على وضع المنسقين والمسؤولين قبل زيارته البقاع، من خلال جولات الأمين العام أحمد الحريري، وتابع المصدر الا أن بزيارة الحريري للبقاع إكتشف بُعد المنسقيات وأعضاء المكتب السياسي، والمستشارين عن الشارع وتعاطيهم مع جمهور الحريري بفوقية ونرجسية، قال ” نية الإصلاح كانت موجودة مسبقاً، إنما بعد نتيجة الإنتخابات أتخذ القرار بشطف الدرج من فوق الى تحت وهذا ما حصل وسيحصل لذا لم ينتظر نتائج التحقيق”، وأردف المصدر أن الرئيس الحريري لم يعد يقبل بمن يبني جدار بينه وبين جمهوره، قال “قرر الرئيس زيارة جميع المناطق التي زارها قبيل الانتخابات، في الفترة المقبلة للإستماع الى الناس عن قرب دون وسيط كي لا تبقى زياراته في الاطار الإنتخابي البحت”.

أما بخصوص المحاسبة أشار قيادي أن دعوة المنسقين لتقييم مجريات الإنتخابات ليس بهدف الدفاع عن أنفسهم وتبرير الأخطاء والإنزلاقات، لأن كلها موثقة، إنما بهدف إرساء ثقافة النقد الذاتي التي تثبت حس المسؤولية.

مثلاً في البقاع الغربي لا تتحمل المنسقية كامل المسؤولية أيضاً تقع على الوزير جمال الجراح بإعتباره كان المدير الرئيسي والتنفيذي للماكينة الانتخابية بدءاً من تقديراته لواقع التيار والحيثيات التي أوحى بها بالتحالفات فأنتجت خسارة فادحة، لصالح خصمه النائب عبد الرحيم مراد، كما ربحت القوات مقعداً دون أن تخوض معركة بأخذها النائب الفائز هنري شديد على كتلتها، فيما التيار كان قادراً أن يأخذ هذا المقعد لأحد محازبيه والذي كان مرشحاً ومطروحاً الياس بطرس مارون، وصولاً الى تراجع نسبة الإقتراع في بلدة الجراح المرج، وكامد اللوز التي نال فيها النائب الفائز مراد ضعفي ما قدره الجراح، عدا عن تقصير الماكينة الانتخابية التي استطاع مراد تفكيكها وخرقها بأكثر من مكان. هذا ما يطرح سؤالاْ هل يكافأ الجراح على تقصيره وخسارته المعركة التي أدارها بتوزيره من جديد؟ 

 أما في البقاع الأوسط أن تتحول المنسقية في تعنايل الى مكتب انتخابي لأحد المرشحين غير مرشحي التيار وتسريب الداتا وكل المعلومات الانتخابية الخاصة بجمهور المستقبل لماكينات انتخابية حليفة ومنافسة،  مقابل مبالغ مالية تلقاها أحد قياديي ماكينة التيار، وكشف القيادي المستقبلي أن المحاسبة لن تلحق فقط بمن باعوا الأصوات او من سرقوا اموال المندوبين وثمن طعامهم، أيضاً من ساهموا بوضع خطة توزيع الأصوات على المرشحين، الذين رفضوا الخطة الأولى واستمروا بالترويج للمرشحة ماري جان بيلازكجيان على حساب مرشحي التيار الأساسيين النائب عاصم عراجي ونزار دلول، مما سببت بفوضى في الشارع الشعبي المستقبلي واعتبار إبعاد دلول عن التوزيع إبعاده عن المعركة بصفقة مع حزب الله مما أدى الى تراجع في نسبة التصويت داخل الشارع السني المحسوب على التيار. وبالتالي تضعضعت الأصوات وخسر المستقبل مقعدين ومعركة من دون مواجهة مع "حزب الله " انما لتفكك قاعدته الشعبية.


أسامة القادري 
 مناشير