في حين أنّ الصداع المتكرّر قد يحدث بسبب مشكلة جدّية، كالورم الدماغي، لكن يُرجّح أن يكون ناتجاً عن شيء بسيط تقومون به ولا تعلمون حجمَ تأثيره في سلامة الرأس. ما المقصود تحديداً؟
 

إستناداً إلى أطباء الأمراض العصبية، فإنّ الصداع يحدث عادةً إذا كانت الأوعية الدموية، والعضلات، والأعصاب في الرأس مفرطة النشاط.

صحيحٌ أنّ المحفّزات تختلف من شخص إلى آخر، لكن يجب الحذر من العوامل التالية المرتبطة بنمط الحياة:

إحتساءُ النبيذ الأحمر

الكحول، والنبيذ الأحمر بشكل خاصّ، تحفّز أوجاع الرأس. لم يتأكد الخبراء بعد من سبب حدوث ذلك، لكنه قد يرجع إلى التغيير الذي تُحدثه الكحول في تدفّق الدم. إحتساء هذه المشروبات يؤدي إلى استرخاء الأوعية الدموية الطرفية، أي تلك الموجودة في الذراعين واليدين والساقين والقدمين، ويسمح بتدفّق مزيد من الدم فيها. ينتج عن هذا الأمر انخفاض ضغط الدم، وبالتالي زيادة دقات القلب في محاولة للتعويض.

هذا التغيير في تدفّق الدم قد يحفّز الأعصاب في جذع الدماغ، ومن ثمّ يعزّز الصداع. في حين أنّ أيَّ نوع من الكحول بإمكانه التسبّب بذلك، لكنّ العلماء ربطوا مادة «Tannins» الموجودة في النبيذ الأحمر بزيادة احتمال معاناة أوجاع الرأس. إذا لاحظتم أنكم تتعرّضون للصداع بعد شرب ولو كمية ضئيلة من الكحول، حاولوا رصدَ النوع المسؤول وتوقّفوا عنه. تحرّركم من هذه المشكلة يعني أنكم قد تمكّنتم من تحديد العامل المحفّز. وفي حال فشل ذلك، حاولوا الامتناع عن الكحول نهائياً لمراقبة الوضع.

الإفراط في اللحوم المصنّعة
قد تستغربون عندما تعلمون أنّ تناول ساندويش الحبش قد يسبب لكم الصداع، لكنّ الدراسات أظهرت أنّ ذلك يرجع إلى مواد «Nitrates» الحافظة المُضافة إلى اللحوم للوقاية من نموّ البكتيريا السيّئة. لا شكّ في أنّ العديد من الأشخاص يستهلكون اللحوم المصنّعة والهوت دوغ من دون أيّ مشكلة. غير أنّ الأبحاث الأخيرة وجدت أنّ بعضهم لديهم بكتيريا في أفواههم قد تتفاعل مع النيترات، وتؤدّي إلى ارتفاع مستويات غاز أكسيد النيتريك وتحفّز أوجاع الرأس. كذلك رُبطت النيترات بتوسّع الأوعية الدموية، وهي الآلية ذاتها التي تسبّب الصداع عقب احتساء الكحول.

تعديل النوم
إذا أُصبتم بأوجاع الرأس من الجهة اليُمنى وفي الوقت ذاته الذي بدأتم تنامون أقلّ من العادي، فمن المرجّح أنكم وجدتم المحفّزَ المسؤول. في الواقع، وجدت الأبحاث علاقة مباشرة بين قلّة النوم والصداع، بحيث إنه كلما ساءت الاستراحة الليلية زاد احتمال معاناة آلام الرأس. سبب حدوث ذلك غير واضح تماماً، غير أنّ قلّة النوم تحفّز الأعصاب في جذع الدماغ ما يعزّز الصداع. لذلك لا بدّ من البحث عن السُبل الملائمة التي تساعد على توفير ساعات نوم كافية وجيّدة.

حذفُ الوجبات
من الطبيعي أن يعجز الشخص عن تناول وجباته الرئيسية الثلاث أحياناً نظراً لضيق الوقت وكثرة الضغوط، لكن إذا تحوّل ذلك إلى عادة منتظمة فإنّ أوجاع الرأس ستكون حاضرة. حذف الوجبات يُشعركم بالجوع والجفاف اللذين يؤدّيان إلى الصداع. عند اتّباع سلوكيات غير صحّية، كالامتناع عن وجبة طعام رئيسية، تتمّ الإشارة عن طريق الألم إلى ضرورة التخلّي عن هذا التصرّف. إذا كان جدولُكم محفوفاً بالضغوط، حاولوا اصطحاب معكم سناكات مغذّية تُسكت جوعكم في الأوقات الضيّقة.

التوتر
يُعتبر من محفزات آلام الرأس الأكثر شيوعاً. على رغم الرابط بين التوتر والصداع، لكنّ الآلية وراء ذلك غير واضحة كلّياً. يُرجّح أنّ الأشخاص الذين يعانون أوجاع الرأس المتعلّقة بالتوتر لديهم ببساطة حساسية للألم تكون أعلى من الطبيعي. وعندما يتعرّضون للتوتر فإنهم يشعرون به أكثر من الناحية الجسدية. لا بدّ إذاً من الإستعانة بالتقنيات التي ثبُت أنها تحارب التوتر، كتمارين التأمل واليوغا.