تحتفل وسائل إعلام عربية وعالمية بالذكرى 86 لميلاد الفنان عمر الشريف، مستعيدة أهم أعماله السينمائية، وحياته الشخصية الصاخبة بعيداً عن الشاشة الكبيرة. وانضم محرك البحث العملاق "جوغل" الى المنحتفلين به من خلال تغيير إشارته في 48 دولة، بينما قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن تحتفي به بشكل مختلف تعلم أنه قد يشوه صورته أمام جمهوره في العالم العربي الغاضب من انتهاكات حكومتها ضد الفلسطينيين، مقدمة اياه في صورة العراب الأول لعملية السلام مع الدولة العبرية، وكشخص "مطبع" يلتقي الإسرائيليين ويصر على التقاط الصور معهم طول الوقت.

وتقول الوزارة من خلال صفحاتها "إسرائيل بالعربية" على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "في ذكرى ميلاد عمر الشريف، هل تعلم أن الرئيس (المصري) الراحل (محمد أنور) السادات طلب منه أن يتحدث مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي) الراحل (مناحيم) بيغن هاتفيا وإبلاغه بنية السادات زيارة إسرائيل فكان رد بيغن: إذا أتى حقاً السادات إلى إسرائيل فسنستقبله وكأنه كان المسيح بنفسه". 

وقال الناقد السينمائي طارق الشناوي لـ"النهار": "هذه محاولة لتشويه رموزنا الفنية، عمر الشريف لم يكن يهوديا، لقد كان مسيحيا كاثوليكيا". ويشاع على نطاق واسع في مصر وربما في الكثير من البلدان العربية الأخرى، أن الشريف يهودي الأصل اعتنق الإسلام، وعلى الرغم من تكذيب هذه الشائعة مرارا، مازال قطاع من الجمهور يعتقد أن الفنان العالمي كان يهوديا.

وولد الشريف في 10 نسيان 1932 لأبوين من أصول لبنانية وسورية، كانا يعشيان في مدينة الإسكندرية، شمال مصر، واسمه الحقيقي هو ميشال ديمتري شلهوب.

وحول الدور الذي لعبه الشريف في التمهيد لاتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، يقول الشناوي: "نعم لقد لعب دورا في اتفاق كامب ديفيد، لقد مهد لزيارة أنور السادات لإسرائيل، ولكن هذا الدور جاء من منطلق كونه مصرياً وعربياً. كان رجلا وطنيا، وكان مقتنعا بعملية السلام، تماما مثلما كان السادات مقتنعا بها، هل يمكن أن نشكك في وطنيته؟ بالطبع لا، لقد كان ينوي الخير لبلده وأمته، وإن كانت الأيام أثبتت أن إسرائيل عدو استراتيجي للعرب".

وأضاف الناقد البارز: "حصلت ضجة حول الفنان من قبل، في نهاية الستينيات من القرن الماضي، إبان عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وكان الشريف حينها قد أصبح نجماً عالمياً، وبدأ ترويج شائعات عن أنه يبيع الوطن، ويخرج عن هويته، وتحدثوا في حينه عن أنه قبل الفنانة العالمية باربرا سترايسند، لتشويه سمعته في المجتمع المصري المحافظ، وفي هذا الوقت قرر عبد الناصر أن يرد على حملة التشويه هذه بمسلسل تلفزيوني يقوم ببطولته عمر الشريف".
وتناولت صفحة أخرى تابعة للوزارة الاسرائيلية على موقع "فايسبوك" اسمها "إسرائيل تتكلم بالعربية" علاقة الشريف مع الإسرائيليين، وقالت في تدوينة مصحوبة بصورة للفنان الكبير: "التقى عمر الشريف العديد من الإسرائيليين في مقابلات صحافية، وكان أولها مع سمادار بيري من يديعوت احرونوت في القاهرة في الثمانينات. وأصر وقتها على أن تلتقط صورته وهو يقدم القهوة للصحافية الإسرائيلية. تلت هذا اللقاء عدة لقاءات مع صحفيين آخرين كذلك. غير أن ليس بأقل أهمية أن شريف شارك في المؤتمر العربي الأميركي ضد التفرقة في واشنطن حيث كشف عن دور الوساطة الذي كلفه به الرئيس الراحل أنور السادات في ما يتعلق بإبرام اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل".

ولكن الشناوي أكد أن الشريف "كان يلتقي إسرائيليين في أميركا وأوروبا نظرا لتواجده في هذه البلدان ولطبيعة عمله، وليس بناء على توجه سياسي لديه"، معتبرا أن إسرائيل "لا تتوقف عن الإدعاء، ومحاولة تشويه الفنانين العرب، وقد حدث هذا من قبل مع الفنانة ليلى مراد، صحيح إنها كانت يهودية، ولكنها بعد ذلك أعلنت إسلامها، وغنت للنبي محمد وآل بيته، ومع هذا تصر إسرائيل على أنها يهودية، إنهم يروجون الأكاذيب، ويسعون إلى تشويه رموزنا الفنية طوال الوقت.