إلى من لا نرضى لهُ أنْ يطلقَ الوعودَ الانتخابية

إلى من ليسَ زعيماً من مخاتيرِ لبنان..

 

إلى من هو أكبرُ قدراً عندنا من كلِّ جمهوريةِ المسوخِ التي يحتاجُ نظامها السياسيّ لنسفِ من الأساساتِ وإلّا فكلّ إصلاحٍ سيكونُ شبيهاً بممارساتِ المصلحَينَ الكبيرَين" جبران باسيل وزميله علي حسن خليل" في عصرِنا وشبيهاً بالإصلاحيّينَ قادة ثورة 1958 صائب سلام ورفيقه الثوريّ أحمد الأسعد.

 

سيطبلونَ لكَ يا سماحةَ السيّد...

أولئك المطبّلون على القنواتِ وفي الصحفِ التي يموّلها مال حلال ممن يختارهم أمنيّونَ ليصنعوا منهم نجوم التطبيلِ للخطأ والصّوابِ هؤلاء سيطبّلون، هؤلاء لا تصدّقهم يا مولانا فليسوا صادقينَ في نقلِ نبضِ الناس؛ بلْ هُم نبضُ من يعتاشونَ من قِصاعِهم.

 

هُم يعتاشونَ من كوادرَ تنافقُ في حزبٍ استأجرَ البعض من مسؤوليه خدماتهم وفضّلوهم عن العالمينَ لأنّهم الأكثر طاعةً لا لأنّهم الأكثر تقوى.

بعضهم يا مولانا حصلَ على الدكتوراه بعدَ ثمان سنواتٍ تأخير في موضوعاتِ العلاقاتِ الدوليّة لكنّه بسببِ دعمِ المنافقينَ أصبحَ باحثاً في الاقتصادِ والسياسةِ والعسكرِ والأمراضِ الوبائيّةِ في المركزِ الاستشاريّ للبحوثِ وكاتباً لا يشقّ لكَ بنان في صحفنا مُطبِّلاً لخطّةِ الحزبِ الاقتصاديّة.

علاقاتٌ دوليّةٌ، ويكتبُ في الاقتصادِ ويكتبُ لمركزِ البحوثِ ما يصلُ إلى قياداتِ الحزبِ بوصفهِ كلام خبيرٍ بالشؤونِ الاميركيّةِ وهو لا يعرفُ عن أميركا إلّا ما يفهمهُ من بعضِ المنشوراتِ التي تُترجمها لهُ فِرقُ ترجمةٍ تعملُ في المركزِ نفسه وكلّها قاصرةٌ ورؤيتهُ خطأ.

 

هذا نموذجٌ يا مولانا عمَّن طلبتَ منّا أنْ نُبلغَكَ عنهم.

 

مَنْ صنعهُ ومَنْ روَّجَ لهُ ولأمثالهِ يا مولنا هُم الفاسدونَ في الحزبِ، يرونَ الكفاءةَ مساويةً لطاعةِ الشّخصِ لجنابِهم الكريم لا ما يحملهُ من فكرٍ وخُبراتٍ وتدريب..

 

هؤلاء يبنونَ أمجادَهم الشّخصيّة بسيوفِ مسؤولين في الحزبِ ممن لا يختارونَ الأصلحَ؛ بل الأكثر مدحاً وتملّقاً وفساداً لأشخاصٍ هم بعض كوادرَ بيدها أنْ تصنعَ النجومَ أو أن تُحاربَهم..

 

أَنتم حزبُ الإمامِ عليّ وليس من شيمةِ عليٍّ الإبقاء على منافقينَ في جيشه ..

 

حزبُ أميرِ المؤمنين لا يفضّلُ المنافقينَ ولا يُحاربُ المخلصينَ، وليس في جيشِ عليٍّ المدّاحين يا مولانا..

واللهِ إنَّ مِنْ مادحي الحزبِ في الإعلامِ مَنْ يُوالونَ كلّ سلطويٍّ ولو كانَ يزيديّاً لا حسينيّاً، لأنّهم الذين قالَ عنهم جدّك "ينعقونَ مع كلِّ ناعق".

وأمّا صوتُ الناسِ يا مولانا مِنَ الهرملِ إلى الناقورة ..

 

صوتُهم للمقاوَمةِ كما دَمهم، لكن أَبْعِدْ من حَولِكَ المُطبّلين يا أملَ المؤمنينَ والمقاومين.

الناسُ وعلى رأسِهم العشائرُ البقاعيّة، سيوفُهم معكَ وقلوبُهم معكَ وأصواتُهم لنْ تكونَ إلّا معكَ و رغمَ أنّكَ الصّادقُ الصّادقُ، ولكنّ كثرٌ من الكوادرِ لا يقتدون بسيرتك يا مولانا، وللأسفِ أصبحوا من أكذبِ الكذّابين.

الحملةُ في طلبِ الإصلاحِ يا مولانا أنتَ أملُها ..

ولا أملَ فيها إنْ لَمْ تبدأ من داخلِ حزبِ الله.

لمْ يسرقوا المالَ العام، فذاكَ حصّةُ مسؤولي حركةِ أمل والأثرياءِ المُنتفعينَ بالقربِ من الرئيسِ نبيه برّي.

لكنَّ المشاعاتِ في قُرانا نهبها بعضُ الكوادرِ بالاشتراكِ مع أثرياءَ ومغتربينَ دفعوا ثمنَ العقاراتِ المنهوبةِ نقداً لمَنْ سرقَها وهُم من الفاسدينَ في حزبِ الله وأمل.

والتهريبُ يا مولانا بكلِّ أنواعِهِ لا يستفيدُ منهُ الفقراءُ؛ بلْ الفاسدونَ من المسؤولينَ وليس بينهم صاحبُ ثروةٍ؛ بل كلُهم فقراءُ فسبحانَ الله، كيفَ صارَ لأشقائِهم وأشقاءِ نسائِهم ولشركاء مَخفيّينَ ملايين الدولاراتِ وهُمْ أيضاً من الفقراء؟؟

والعقارُ 1264 طريقُ المطارِ -يا مولانا- هلْ أتاكَ حديثُ الحقيقةِ عمّا سبّب الاشتباكاتٍ والتي حصلت كأنّها معاركُ مُسلّحةٌ في قلبِ الضّاحية؟؟

من يجرؤ -يا مولانا- على رفعِ سلاحٍ بوجودِ حزبِ اللهِ فضلاً عن الجيشِ ثمَّ يتدخّلُ الجيشُ مُصلحاً بعد خمسةِ أيّام!!

النِّزاعُ عليه عمليّةُ ابتزازٍ محميّةٍ يا مولانا... محميةٌ مِمَّنْ يملكونَ قدرةَ الحمايةِ لمسلّحينَ من طرفين يتنافسونَ على الابتزازِ لا على الخير... وهو ملكٌ لأشخاصٍ ومن بينِ مَنْ يُريدونَ ابتزازَ مَالكيهِ مُدافعينَ أو مُهاجمينَ، وكِلاهما بالأسماءِ يعملونَ خَدَماً عندَ مسؤولينَ من حزبِ الرامغفار وحزبِ الطاشناق الشيعيّين؛ فهل يليقُ بحزبِ مُحمّد وعليّ -صلوات الله عليهما- أنْ يكونَ من بينِ مسؤوليه حُماةُ المبتزّين؟؟

 

لا تُصدّقهم عنّي وما يزعمونَ يا مولانا.... صَدّق النّاس

 

أرسلني لمركزِ فحوصاتٍ نفسيّةٍ لستُ مجنوناً لكي لا أخافهم بل هرم يرعبون كل ذي عقل لشدة نفوذهم وقوة قدرتهم على الأذى ؛لكني مُحتمٍ بكَ مُتوكّلٌ على اللهِ الحامي لي ولك.. لا أخشَاهُم ولكنْ أخشى اللهَ إنْ لمْ أقُل عَلناً ما يقولهُ الناسُ في مجالسِهم..

 

واللهُ لو شقّوا أوردتِنا لنزفَ الدّمُ "لبّيك مقاوَمة" ولبيكَ نصرالله.

 

لا لأنّنا حزبيّون لا سمحَ اللهُ ولا لأنّنا شيعة لا سمح الله؛ بلْ لأنّنا نؤمنُ بأنّكَ رحمةُ اللهِ الواسعةِ ومُقاومي حزبِ اللهِ هُمْ ملائكةٌ نزلوا من سَماءِ الدّنيا لقتالِ عدوّنا فهزموهُ ولم ْيَهزمهُ قَبْلُهم أحد..

 

سنصوّتُ لعَمامَتكَ؛ لأنَّكَ الأمينُ، والتقصيرُ ليسَ منكَ يا مولانا، بل منّا لأنّنا لمْ نرفع الصّوتَ لا أنا ولا النّاس حتّى يصلكَ وجعنا..

 

سنصوّتُ نكايةً بمَنْ يظنّونَ أنّنا نُحبّكَ لزعامةٍ فيكَ، لا واللهِ؛ بلْ نراكَ مَسكنُ شوقِنا إلى وجهِ عليٍّ أمير المؤمنينَ بعدلِهِ وجهادِهِ ونزاهتِهِ وعلمِهِ...

 

لكنَّ المصيبةَ في كوادرَ كُنّا إذْ نجتمعُ بهم سابقاً نشعرُ برياحِ الجنّةِ، فصرنا نتلقّى منهم السّؤالَ عن فُرصِ الاستثمارِ وصِرنا نشمُّ عطورَ المنافقينَ في ثيابِهم التي لا يقدرُ على دفعِ ثمنِها إلّا السّارقون.

بيوتُهم تَشي بِهم يا مولانا.. قصورُهم في قُرانا ليسَ من تَعبِ الجبين.

جبينُهم استغلَّ مسؤوليّاتِهم الحزبيّةِ والبلديّةِ فتقرّبَ منهم الأثرياءُ الفاسدونَ والعملاءُ الرّاشون .

زِيجاتِهم تَشي بِهم يا مولانا..

لقد طلّقوا البيوتَ التي تسكنُها المؤمناتِ الصّابراتِ وتزوّجوا ثانيةً بنساء بالكادِ يحفظنَ سورةَ الفاتحة.

 

كلُّ مستفيدٍ سيمدحُ، وكلُّ شتّامٍ مأجورٍ سيشتمُ

لَسنا من هؤلاء ولا من أولئك...

نحنُ جندكَ إنْ عزَّ الجندُ وسيوفُكَ التي تقاتلُ دونَ أجرٍ أو طلب.

 

قلّةٌ تَجرُؤ يا سيّدنا على قولِ كلمةِ الحقّ...

لأنّنا إنْ انتقدنا الفاسدينَ من حزبِكَ قَمعونا وطلبوا من مأجورينَ التَطاولَ على كراماتِنا..

اسألْ عن أحدِ صبيانِهم يا مولانا، فقد خصّصوهُ لكتابةِ التقاريرِ بمن ينتقدونَ الفاسدينَ بالحزبِ في العالَمِ الافتراضيّ، فكوفئ بتسليمهِ مسؤوليّةَ "تنسيقيّة" كلّ مَن هُم فيها يعملون وفي ظنهم أن العمل لله لكن من يرأسها يعمل لا عن محاربةِ الإعلامِ الإسرائيليّ؛ بلْ تخصّص يا سيّدنا في الترويجِ ضدّ أمثالي من المحبّينَ للمقاوَمةِ لوجهِ اللهِ وشوّهونا باسمِ حزبِ الله، فإنْ رددنا عليهم صرنا نردُّ عليكم لا عليهم.

 

فهل نفعل؟؟؟

 

أُسمّي لكَ يا مولانا ولداً تافهاً كُوفِئ بالظهورِ على القنواتِ؛ لأنّهُ تخصّص في شتمِنا وصارَ لهُ مقال في صحيفةٍ ليُعطوا لشتائمِهِ ضدّنا قيمةً وقدراً.

أنتَ طلبتَ أنْ نُبلغكَ ونحنُ نلبّي..

إنْ رددنا على غلمانِهم صرنا نخدمُ العدوَّ فسكتنا لا عن ضعفٍ، فهم أقوياءُ بحزبكَ ونحنُ نحتمي بعمامتِكَ وباللهِ سبحانه.

يُفلتونَ تافهينَ مأجورينَ من صبيانِهم ضدّنا لنقدِنا الفسادَ في الحزبِ كما فعلَ مُعاوية تماماً ضدَّ عليٍّ عليه السّلام، ويصنعونَ من غلمانِهم أمويّينَ جُدد ضدّنا لأنّنا حسينيّونَ معك.

لا يريدونَ لنا أنْ نصلَ إليكَ؛ لأنّك إنْ عرفتَ فسادَهم قضيتَ عليه.

نُبلغكَ لأنّكَ طلبتَ يا مولانا.

هل أُسمّي لكَ أكثر؟؟

 

قلّةٌ ستقولُ لكَ كلمةً لا شُبهةَ تملّقٍ فيها...

قلّةٌ -يا مولاي- هُم مِمَّن تَراهُم على القنواتِ يظهرُ دونَ أجرٍ؟؟

ولماذا غيرُهم مُحارَبٌ ومُحاصرٌ مع أنّهُ معك؟؟

ليست حالةً شخصيّةً؛ بل حالةٌ عامّة يا سيّد المُقاوِمين...

هذا كلامٌ مُحبٌّ يُعاتبُ رجلَ قداسةٍ مِثلكَ يا سيّدنا

فاسْمَعْ منّي ولأنْها لمْ تصلكَ فحسبيَ أنّي قلتُ فيكَ ما يُنصفُكَ أمامَ اللهِ أنّهُ كانَ مِنْ بين مُحبّيكَ مئات آلافِ المظلومينَ مَنْ هَالَهُم أنْ يُجبركَ الواقعُ الذي خلقهُ الفاسدونَ في حزبِ اللهِ على تلاوةِ برنامج انتخابيّ....

 

لكنّهم سيصوّتونَ للحسينيّينَ وهُم الأغلبيّةُ في حزبِ الله، سيصوّتونَ للشهداءِ الذينَ حَموا بلادِنَا وشعبِنَا ووجودِنَا، في حين كانَ كوادرُ مُتملّقون يبنونَ مُؤسّساتٍ تجاريّةٍ بأموالٍ أُمويّةٍ تُشبهُ معاوية مُسجّلةٍ بأسماءِ واجهاتٍ تستفيدُ من دماءِ الشّهداء ومِنَ الحربِ السوريّة.

 

الواجبُ أنْ نهديَ إلى حزبِ المتّقينَ عيوب كوادرَ منهُ يرونَ أمثالي مِمَّنْ لا يُطيعون أوامرَ الصمتِ عن الفسادِ أعداء أوجبُ بالعقابِ من العملاءِ.

 

يا سيدنا....

 

الشيعةُ في لُبنان، وكلُّ عربيٍّ شريفٍ مُقاوِمٍ لأيّ دينٍ انتمى؛ يرونَ عدلَ عليٍّ أميرُ المؤمنينَ في المُقاوَمةِ ويرونَ عليّاً سلامُ اللهِ عليهِ في صورتِكَ وسيرتِك...

 

يعرفونَ كما أعرفُ وكما يعرفُ العدوُّ صدقكَ وإخلاصكَ.

لكنَّ عشراتِ الكوادر المُنافِقةِ تُسيءُ إلى حزبِ اللهِ وإلى مسيرةِ المُقاوَمةِ، كوادرُ غيّرتهُم السّلطةُ الحزبيّةُ وذهبت بتقواهم المنافعُ التي يُؤمّنها منصبٌ في حزبِ اللهِ على تماسٍّ مع نفوذٍ في الدولةِ اللّبنانيّةِ أو السّوريّةِ أو الإيرانيّةِ أو البلديّاتِ والمَشاعَات.

هؤلاء ظَلموا مئاتِ الآلافِ مِنْ مُناصري المُقاوَمةِ وضيّعوا حقوقَ أهالي الشّهداء، وضيّعوا جهادِ عشراتِ آلافِ المُقاتلينَ قربةً إلى اللهِ في صفوفِ حزبِ الله.... ومعَ ذلكَ شعبُنا من الهرمل إلى الناقورةِ لن يَرَوا صورةَ عليّ بن أبي طالب -سلامُ اللهِ عليه- أبداً في غيركَ لأجيالٍ طويلةٍ...

لكنّكَ يا سيّدنا...

يا صورةَ عليٍّ بيننا، لا يمكنُ أنْ تكونَ واحداً من بين طبقةِ من يُلقونَ الوعودَ في زمنِ الانتخابات.

فليذهبُ حسين الحاج حسن وعلي المقداد إلى بيوتِ النّاسِ زحفاً فرداً فرداً ويعتذروا منهم على التقصيرِ أهونُ علينا ممَّا رأيناكَ فيهِ ليل أمسِ مُلقياً بياناً إنقاذيّاً لفاشلينَ في حملِ همومِ النّاس.

نوّابكم يا سيدنا ابتعدو عن أهلِهم...

حزبكُم حملَ هَمْ مُقاومةِ التكفيرِ وإسرائيلَ ونَسِيَ هموماً أُخرى هي التي تُبني المجتمعَ المُقاوِم... وكانَ علينا أنْ نُطلِقَ حركةً أهليّةً تعترضُ على ذلكَ أو تقومُ بالحملِ عنكُم... نحنُ المُخطئونَ لأنّنا سكتنا وصمتنا عن تقصيرِ الفاسدينَ في الحزبِ كما في الدولةِ.

 

كانَ يجبُ أنْ نخلقَ من بينِنا ألفَ أسعد نكد.. وألف ألف جمعيّةِ خدماتٍ أهليّةٍ لا تنتظرُ أموالَ إيران ولا أموالَ حزب الله؛ بل تستفيدُ من طاقاتِ النّاسِ، فمليون إنسانٍ يجمعونَ ثروةً لو قدّمَ كلٌّ منهم دولاراً واحداً.

 

الناسُ تعرفُكَ وتعرفُ صدقَكَ، والوعودُ أمس صادقةٌ من رجلٍ صادقٍ، لكنَّ توقيت إعلانِها واسم مُعلنِها أفجعَنا.

أنتَ أكبرُ مِنْ كلِّ لُبنان..

أكبرُ مِنَ الانتخاباتِ..

أكبرُ من حزبِ اللهِ وأكبرُ حتّى من إيرانَ ومشروعِها... أنتَ الزعيمُ العربيُّ الوحيدُ الذي تخشاهُ إسرائيلُ، وترعبُ كلماتهُ كيانَها، وأنتَ صاحبُ القيادةِ التي أوصلتَنا إلى كلِّ انتصارٍ، وتوجيهُ وعودٍ انتخابيّةٍ ليست صورةً نقبلها لك..

 

نريدُكَ أنْ تبقى رمزَ العربِ لا مُروِّجاً لنوّابٍ يُخطئونَ ويُصيبون.

قد يَكسبونَ وقد يَخسرون.

يا سيدنا

شعبُنا طيّبٌ ويُحبّكَ، واللهِ لو ماتوا جوعاً لنْ يصوّتَ أهلُ بعلبك الهرمل لمَنْ يُعادونَك.

 

واللهِ حتّى من تحالفوا مع خصوم المقاومة لو أمَرَتهُما لانتخبوا مُرشّحي الحزب.

شعبُنا وفيٌّ...

وكوادرُ فاسدةٌ ومقصّرةٌ بَنتْ شلليةً ودكاكينَ نفوذاً، أبعدت المخلّصينَ وقرّبت المُتملّقين، وأجبرت قامتكَ العظيمة على الظهورِ أمسِ في مظهرِ طالبِ رضى الناخبينَ، ونحنُ واللهِ وشعبكَ المحبُّ لكَ من الهرملِ إلى الناقورة نموتُ ألفَ مرّةٍ ولا نراكَ تطلبُ أصواتنا؛ بل نُقدّمها مع دَمِنا فداءً لمسيرةِ المُقاوَمةِ ضدّ العدو..

فعَاقِب الفاسدينَ والمُقصّرينَ يا مولانا واطردهم من صفوفِ الحزبِ.

حزبُ اللهِ أصغرُ من شعبِ المُقاوَمةِ عدداً...

مئاتُ آلافِ اللّبنانيّينَ وملايين العربِ معكَ، ولكنْ تحوّلَ الحزبُ إلى "مؤسّسةِ" سلاطينَ لا تُشبهكَ ولا تُشبهُ المُقاوَمةَ يا مولانا.

 

أنقلُ لكَ نبض الشّارعِ يا مولانا.... رسالةُ البقاعيّينَ والجنوبيّينَ هي أنَّ أصواتِهم ستنزلُ في صناديقِ حزبِ الله، لكنْ يا إمامَ زمانِ النصرِ ألمْ يكنْ مِنَ الأفضلِ -يا مولانا- أنْ يقرأَ غيركَ مشاريع وعودِ المرشّحينَ التي لا يَلقونَهَا سِوى في زمنِ الانتخابات؟؟

أليسَ من الأفضلِ يا سيّدنا لو أطلقتَ حملة محاربةِ الفسادِ بعد الانتخابات، فلا نراكَ مُماثِلاً ونموذجاً لكلِّ زعماءِ الوعودِ الانتخابيّة؟

 

وهم كاذبونَ ونحنُ نُقسِمُ بصدقِكَ أنّكَ صادقٌ فيما قُلت.

 

لستَ مثلَهمْ يا سيّدنا...

نراكَ مُقدّساً وتوقيتُ الوعدِ قبلَ صندوقِ الانتخاباتِ فاجعةٌ ...

أبكيتنا يا سيّدنا، فقد كُنّا نراكَ مهديّ هذهِ الأمّة الذي أفضل ما يُتقنهُ هو معرفةُ زمنِ الغيبةِ وإتقانُ وزمنِ الظّهور.

كنّا نُريدكَ أنْ تقولَ كلمات الأبِ والأخِ والزعيمِ للجميع... "أنّكَ تثقُ بِنَا وبوفائِنا" ولا تحتاجُ لإطلاقِ وعودٍ انتخابيّةٍ لتنالَ أصواتِنا.

 

نحنُ الدّمُ المُسترخَصُ في سبيلِ اللهِ والكرامةِ والوطنِ، كيفَ نتركُ مُقاوَمة الشّهداءِ وحزبِ المُقاوِمين؟

 

لَنْ يُبعدَنا مُنافقٌ عنكَ، ولنْ يصيبَنا مُعاوية صغيرٌ بالإحباطِ ودونَ أنْ تطلبَ؛ بايعناكَ عليّاً إلى يومِ يُبعثونَ في معركةِ الوجودِ بغضِّ النظرِ عَن توجّهاتِنا سواء أكان منّا شيوعيّون أم قوميّونَ أم شيعةٌ مُتديّنون، فالسؤالُ هو سؤالُ المُقاوَمةِ والكرامةِ والحريّة والوجودِ، وأنتَ بقيادتِكَ للمُقاوَمةِ أملُنا في كلِّ ذلك.

 

واللهِ إنّكَ أكبرُ من حزبِ اللهِ وجمهوريّةِ الأقزامِ في لُبنانَ وكلامُكَ في الانتخاباتِ ليسَ من قدرِ قيمتكَ في عقولِنا وقلوبِنا.

أَعرفُ إنْ فَشِلَ التّنظيمُ في تنظيمِ حملةٍ انتخابيّةٍ ناجحةٍ هو حجّتكُ عندَ ربّكَ وعندَ نفسِكَ..

لكن، اسمح لنا أنْ نقول...

ألفُ لعنةٍ على انتخاباتٍ تُجبرُ عظيمنا على النزولِ إلى مستوى زعماءِ الكُتلِ البرلمانيّةِ.

وقبّحَ اللهُ مسؤولينَ لا يعرفونَ كيفَ يخوضونَ معركةً دونَ أنْ يستعينوا بقداستِكَ.

سامحني على قَسوتي، فقد كانت المصيبةُ ليلةَ أمسِ مُهوّلة.

يتبع...

(بقلم: خضر عواركه)