ينتظر عشاق كرة القدم في العالم انطلاق مونديال روسيا 2018 في الصيف القادم، والذي سيشهد متابعة كل العيون للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي المنتظر منه الكثير.

حصد صاحب الـ30 عاماً جميع الألقاب الممكنة مع فريقه برشلونة، لكنه يعاني من مسيرة يشوبها الكثير من الريبة مع منتخب بلاده، حيث أنه لم يفز بأي بطولة مع منتخب التانجو الأول منذ ظهوره الأول فيه منذ أكثر من عقد.

كانت بداية ميسي في منتخبات المراحل السنية في الأرجنتين تنبئ بالكثير، حيث أنه قاد منتخب تحت الـ20 عاماً للفوز بكأس العالم عام 2005، ثم فاز بالميدالية الذهبية في أوليمبياد بكين 2008، لكن هذه المسيرة الناجحة شابها بعض الشك مع المنتخب الأول، خصوصاً بعد خسارته 4 مبارياتٍ نهائية في بطولاتٍ مختلفة.

يعد المونديال هو أكثر البطولات التي جلبت الألم لمنتخب التانجو، حيث أنه فشل في الفوز به في السنوات الأخيرة على الرغم من امتلاكه لأفضل لاعب في المعمورة.

والآن، وقبل أن يجرب ميسي حظه في كأس العالم للمرة الرابعة في 2018، يستعرض لكم جول لحظات البرغوث في الثلاث مشاركات السابقة له في البطولة الأغلى في العالم، بدايةً من ألمانيا 2006 مروراً بجنوب أفريقيا 2010 وانهاءً بالبرازيل 2014.


مونديال المانيا 2006


قبل عصر جنون التواصل الاجتماعي الذي نعيش فيه حالياً، كان إسم ليونيل ميسي مألوفاً في عالم كرة القدم خارج إسبانيا فقط في عام 2006، وكان البرغوث وقتها في الـ18 من عمره، وعلى عكس بداية جميع أقرانه الهادئة، وجد نفسه في تشكيلة الأرجنتين المليئة بالمواهب التي شاركت في كأس العالم، وبكونه ليو، لم يستغرق وقتاً طويلاً حتى يترك بصمته.

بعد جلوسه على مقاعد البدلاء في مباراة التانجو الأولى في ألمانيا 2006، أصبح ميسي أصغر لاعب يشارك في المونديال في تاريخ الآلبيثيليستي، وذلك عندما شارك في الدقيقة 74 في مباراة منتخب بلاده ضد صربيا والجبل الأسود.

لم يحتج ميسي إلا لدقائق معدودة لوضع بصمته، وذلك بصناعته هدف الأرجنتين الرابع الذي سجله هيرنان كريسبو، ثم بتسجيله هدف التانجو السادس والأخير في اللقاء بعد تمريرة من كارلوس تيفيز.

كافأ بيكرمان البرغوث على أدائه الرائع في هذه المباراة بالبدء به في التشكيل الأساسي في مباراة دور المجموعات الأخيرة ضد هولندا، وهذه المواجهة انتهت بالتعادل السلبي فتأهل الآلبيثيليستي للدور الثاني كمتصدر للمجموعة الثالثة.

شارك ميسي كبديل في مباراة دور الـ16 أمام المكسيك، وبعد دخوله بدقائق استطاع التسجيل في مرمى التريكولور هدف التقدم بعد أن كانت النتيجة (1-1)، لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل، وانتهى هذا اللقاء بفوز الأرجنتين بهدفين لهدف، بعد أن سجل ماكسي رودريجيز هدف التقدم في الشوط الإضافي الأول.

في ربع النهائي واجه التانجو منتخب ألمانيا الذي أصبح مألوفاً لهم بعد ذلك، واستطاع المانشافت التعادل مع المنتخب الأمريكي الجنوبي بهدفٍ لكل فريق، وانتهى وقتي المباراة الأصلي والإضافي بهذه النتيجة، فلجأ المنتخبان لركلات الجزاء التي رجحت كفة زملاء بالاك وصعدت بهم لنصف النهائي.

تواجد ميسي على مقاعد البدلاء في هذا اللقاء، وفي الوقت الإضافي قام بيكرمان بقرار تاريخي لم ولن يمحى من ذاكرة عشاق الأرجنتين، حيث قرر إخراج خوان رومان ريكيلمي وإشراك بدلاً منه خوليو كروز، وتجاهل مدرب الآلبيثيليستي لاعبه الشاب تماماً.


مونديال جنوب افريقيا


كان ميسي في الـ23 من عمره، وكان أحد أفضل لاعبي كرة القدم على مستوى العالم، وتعد نسخة 2010 من كأس العالم هي البداية الحقيقة لنجم برشلونة في المحفل الدولي.

كان البرغوث هو المفضل لدى المدرب دييجو مارادونا الفائز بمونديال 1986 كلاعب، وباعتراف الجميع كان له نكهةً خاصة عندما تواجد مع التانجو كمدرب في 2010.

تحمل نجم برشلونة جميع الضغوطات وحيداً في جنوب أفريقيا، حيث اعتزل صانع الألعاب خوان ريكيلمي اللعب الدولي قبل كأس العالم بعام، وقرر الخروج من الصورة تماماً وهو في الـ31 من عمره، فانتهت شراكة اللاعبين التي أثبتت نجاحها في أوليمبياد 2008، والتي كان لها الفضل في حصول الأرجنتين على الميدالية الذهبية.

لم يدعم ميسي في هذا المونديال إلا المخضرم خوان سيباستيان فيرون، فيما ظهر المهاجم الواعد صاحب الـ20 عاماً وقتها بصورةٍ رائعة وسجل العديد من الأهداف.

استهل التانجو مشوارهم في كأس العالم 2010 بمواجهة أمام نيجيريا شهدت تضييع البرغوث كثيراً، حيث سدد 4 مرات على مرمى النسور أنقذها الحارس جميعاً، لكن هدف جابرييل هاينز المبكر أمن لفريق مارادونا الفوز باللقاء بنتيجة (1-0).

ظهر ميسي بصورةٍ رائعة في المباراة الثانية التي كانت ضد كوريا الجنوبية، حيث ساهم في الأهداف الأربعة التي سجلها منتخب الأرجنتين، وشهدت هذه المواجهة تسجيل جونزالو هيجواين الهاتريك الأول للآلبيثيليستي في المونديال منذ هاتريك جابرييل باتيستوتا في جامايكا عام 1998، وفي المباراة الثالثة انتصر منتخب التانجو على اليونان بهدفين نظيفين سجلهما ديميتشيليس ومارتن باليرمو، فصعد للدور الثاني بالعلامة الكاملة.

واصل ميسي نفس وظيفته في صنع الأهداف بدلاً من تسجيلها خلال دور الـ16، حيث صنع البرغوث هدف الافتتاح الذي سجله تيفيز، ثم أضاف هيجواين وكارليتوس هدفين آخرين فانتهى اللقاء بالفوز على المكسيك بنتيجة (3-1).

اصطدمت الأرجنتين بألمانيا في ربع النهائي، وشهد هذا اللقاء تعطل ماكينة صناعة الأهداف للآلبيثيليستي الذي انهار تماماً وخسر برباعيةٍ نظيفة، ومرةً أخرى يودع نجم برشلونة كأس العالم على يد المانشافت.


مونديال البرازيل 2014


"سترون الآن، سيحضر لنا ميسي كأس العالم، مارادونا أفضل من بيليه" كانت هذه كلمات الأغنية التي رددتها جماهير الأرجنتين في كأس العالم 2014، والتي كانت بعنوان "البرازيل، أخبريني ما هو الشعور".

كان البرغوث قريباً من تحقيق النبوءة التي رددها عشاق التانجو، لكنه استفاق على كابوس في النهائي اسمه ألمانيا، وهذا الكابوس خطف الكأس الغالية من أمام منتخب الآلبيثيليستي بعد أن كان على وشك الحصول عليه.

قاد المدرب أليخاندرو سابيلا منتخب الأرجنتين في مونديال 2014، وفي المباراة الأولى أنهى ميسي صيامه عن التهديف في كأس العالم بتسجيله هدفاً في البوسنة والهرسك في الدقيقة 65.

لعب نجم برشلونة دور المنقذ في المباراة الثانية التي كانت ضد إيران، حيث سجل هدف اللقاء الوحيد في الوقت المُحتسب بدلاً من الضائع، وفي المباراة الثالثة والأخيرة في دور المجموعات سجل البرغوث هدفين في شباك نيجيريا في اللقاء الذي انتهى بفوز التانجو بنتيجة (3-2)، فصعد الآلبيثيليستي للدور الثاني وواجه سويسرا، في مباراة لم يصل فيها ميسي للشباك، لكن لحسن الحظ أن آنخيل دي ماريا نجح في تسجيل هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة 118 من الشوط الإضافي الثاني.

سجل جونزالو هيجواين هدفاً مبكراً في بلجيكا في ربع النهائي، وهذا الهدف صعد بالبرغوث لنصف نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، حيث واجه هولندا التي نجحت في تسيير اللقاء حتى انتهيا وقتيه الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي بدون أهداف، فلجأ المنتخبان إلى ركلات الجزاء.

ضيع الثنائي رون فلار وويسلي شنايدر ركلتي جزاء لمنتخب الطواحين، فيما سجل ميسي وزملاؤه جميع ضربات الجزاء التي نفذوها، فصعد الآلبيثيليستي لنهائي المونديال، وضربوا موعداً مع ألمانيا التي سحقت البرازيل في نصف النهائي بسبعة أهدافٍ لهدف.

كانت هذه المواجهة الثالثة بين البرغوث والمنشافت، ومن جديد فشل نجم برشلونة في الوصول للمرمى، وانتهى وقت اللقاء الأصلي وقتها بالتعادل السلبي فلجأ المنتخبان للأشواط الإضافية التي شهدت تسجيل ماريو جوتزه للهدف الذي أهدى لأبناء لوف كأس العالم.

لم يخرج ميسي خالي الوفاض من مونديال 2014 بالرغم من عدم رفعه الكأس، حيث أنه فاز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة التي حمل فيها على عاتقه الوصول بمنتخب الأرجنتين لأبعد نقطة ممكنة.

(Goal)