بإقفال باب تسجيل اللوائح على 77 لائحة منتصف الليلة الماضية، تكون مرحلة من الاستعدادات اللوجستية والسياسية والإدارية والمالية أقفلت، بانتظار محطتي الانتخاب الأولى للمغتربين والثانية للبنانيين المقيمين في 6 أيّار، وباتت عملية فرز الألوان واضحة، فلكل لائحة لونها الموسومة به، ولونها السياسي، ولونها الانتخابي، قبل يوم الاقتراع وتصنيف الفائزين على تكتلاتهم واحزابهم، أو استقلاليتهم، مع اسدال الستار عن مرحلة قد تكون عاصفة بالتحديات، وبعضها حذّر منه النائب الذي سيصبح سابقاً، بدءاً من اليوم التالي للانتخاب بعد أقل من 40 يوماً.. وهو وليد جنبلاط الذي حذّر بعض اللبنانيين من الاصطفاف مع فريق العمل الأميركي الجديد في إدارة ترامب، تحت شعار محاربة إيران أو محاربة نفوذ حزب الله، فهذا البلد لم يعد بمقدوره تحمل محاور، أو ان تكون المواجهة على أرضه فيدفع الثمن.
ويمكن تسجيل ملاحظات، ذات دلالة على ما أسفرت عنه عملية تسجيل اللوائح في اليوم الطويل 26 آذار 2018:
1- سجّل في بيروت الثانية تسع لوائح، وهي الدائرة التي يرأس فيها الرئيس سعد الحريري لائحة «المستقبل لبيروت»، الأمر الذي يجعل معركته ليست سهلة، بل ربما بالغة الصعوبة، لجهة قدرة اللوائح على بلوغ الحاصل الانتخابي.
2- سجل في دائرة صور الزهراني لائحتان، أحدهما يرأسها الرئيس نبيه برّي، بمواجهة لائحة يرأسها رياض الأسعد، بعدما امتنعت عدّة قوى لعدم الترشح لاراحته في تلك اللائحة.. الأمر الذي يجعل معركته بالغة السهولة.
3- لا يمكن سحب أحد من الترشيح بعد تسجيل اللوائح، وعليه سارع مرشحون كثر للانسحاب، لا سيما في البقاع الشمالي وزحلة، نظراً لصعوبة تشكيل لوائح أو الانضواء فيها.
4- افرزت اللوائح حنقاً وزعلاً بين المرشحين واحزابهم، أو الحلفاء الذين باتوا خصوماً في 77 لائحة وصفت بالمقاتلة، للظفر بحصص نيابية في البرلمان الجديد.
ولم تحجب الحرارة الانتخابية المتصاعدة الانتظام الرسمي، نيابياً وحكومياً، فحكومة الرئيس سعد الحريري تجتمع اليوم في بعبدا لمناقشة جدول أعمال بقي من الأربعاء الماضي إضافة إلى عشرة بنود جديدة، على ان يجتمع المجلس النيابي غداً وبعد غد أي قبل عطلة الفصح الغربي، التي تبدأ يوم الجمعة في 30 الجاري.
مؤتمر سيدر
وفيما ينعقد مجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، للبحث في جدول أعماله السابق مع البنود التي أضيفت إليه، من دون ان يكون لملف البواخر علاقة ببند الكهرباء المدرج تحت عنوان قانون برنامج للطاقة الكهربائية، انعقد قبل الظهر في باريس الاجتماع التحضيري التقني لمؤتمر «سيدر» بمشاركة ممثلين عن الدول الأربعين التي ستحضر المؤتمر في 6 نيسان المقبل. وضم الوفد اللبناني الوزيرين جمال الجراح ورائد خوري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومستشاري الرئيس عون ميرا عون الهاشم والحريري نديم المنلا والمدير العام للمال آلان بيفاني الذي مثل الوزير علي حسن خليل مع المستشار وسيم المنصوري.
وأوضح الوزير خوري لـ«اللواء» من باريس، انه خلال اللقاءات التي عقدها مع الجهات المانحة، تمّ عرض الخطة التي أقرّتها الحكومة والتي ستقدم إلى المؤتمر بما يتعلق بالبرنامج الاستثماري في البنى التحتية، وخطة الاستشاري ماكيزي للقطاعات المنتجة والأعباء الناجمة عن ملف النازحين السوريين.
وقال خوري ان هناك ملاحظات قدمتها هذه الجهات لكن ما من أرقام عرضت، لافتاً إلى ان هناك متابعة ومرجحاً ان تقدّم قروض ميسرة إلى لبنان.
وفي هذا السياق علمت «اللواء» من مصادر رسمية ان هناك تعميماً على ذكر عبارة هبات بدلاً من قروض.
وبالتزامن مع الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر «سيدر» في باريس تسارعت في بيروت خطوات مواكبة هذا المؤتمر بإجراءات إصلاحية على صعيد المالية العامة، بما في ذلك إقرار موازنة العام 2018، حيث دعا الرئيس نبيه برّي إلى عقد جلسة عامة يومي الأربعاء غداً والخميس بعد غد في جلسات صباحية ومسائية، لدرس وإقرار مشروع الموازنة وملحقاتها، بعدما كانت لجنة المال والموازنة أنهت أمس، مناقشة المواد القانونية لمشروع الموازنة، بعد إقرار موازنات الوزراء والإدارات العامة، على مدى 11 جلسة.
وعكف رئيس اللجنة النائب إبراهيم كنعان حتى ساعة متأخرة من ليل أمس على وضع تقريره الذي سيرفعه إلى الرئيس برّي اليوم، على ان يعقد مؤتمراً صحفياً بعد ذلك يشرح فيه خلاصة ما توصلت إليه اللجنة.
نصر الله
في سياق متصل، علمت «اللواء» ان الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله، عقد مساء أمس لقاءً مع عدد من كوادر الحزب ومسؤوليه، في مجمع سيّد الشهداء في الرويس، في إطار اللقاءات التي يعقدها لمواكبة المسار العام للانتخابات وشرح موقف الحزب من كل ما يتصل بهذه العملية، وأسباب الحملة التي يتعرّض لها الحزب على الصعيدين اللبناني والدولي. ومن ضمن هذه اللقاءات، اللقاء الذي حصل مساء الخميس في 22 الشهر الحالي مع كوادر الحزب في دائرة بعلبك - الهرمل.
وبحسب ما تسرب لـ«اللواء» من معلومات عن هذا اللقاء، فإن السيّد نصر الله تحدث عن الوضع المالي في لبنان، بنفس «الصرخة» التحذيرية التي ابلغها الرئيس عون للبطريرك الماروني بشارة الراعي، وربما في اليوم نفسه، إذ وصف نصر الله هذا الوضع «بالمخيف» وانه «ينذر بسقوط سريع للبلد الذي قد يفلس ان استمر على ما هو عليه»، وان الافلاس الذي تحدث عنه عون أيضاً «ينذر بانهيار أمني وسياسي»، مشيراً إلى أن الدولة اللبنانية ذاهبة إلى مؤتمر باريس لاستدانة 14 مليار دولار لتمويل مشاريع ثانوية، وان بعض هذه الأموال ستتم سرقتها، لكنه أكّد ان الحزب لن يسمح بذلك.
ومما تسرب ايضا على لسان نصر الله قوله «اننا سنواجه الفساد في المرحلة المقبلة حتى لو صدر من بعض حلفائنا، ولكننا لن نشهر بالفاسدين منهم، بل سنبلغ عن كل فاسد لجهته السياسية حتى تكف يده، ومع الحلفاء سيكون الموضوع سرا منعا للاحراج».
وفي الموضوع الانتخابي، نقل عن نصر الله قوله: «نحن طالبنا بقانون بالنسبية مع انه يعرضنا لمعركة في بعلبك الهرمل، بسبب التنوع الطائفي، لكنه سيعطينا فرصا لكسب مقاعد في بيروت وجبيل وبعبدا والشوف وزحلة، وسيفتح الطريق امام بعض حلفائنا للوصول إلى البرلمان، ودعا إلى رفع الحاصل الانتخابي عبر المشاركة الكثيفة منعا للخرق، متوقعا ان يكون الخرق بمقعد واحد أو اثنين في بعلبك - الهرمل.
تجدر الإشارة، إلى ان المرشح الشيعي عن دائرة بعلبك - الهرمل الشيخ عباس الجوهري، الذي اوقف قبل أيام واطلق سراحه واتهم الحزب بفبركة ملف ضده، أعلن مساء أمس انسحابه من المعركة الانتخابية لمصلحة لائحة «الكرامة والانماء» التي يرأسها النائب السابق يحيى شمص والتي تضم تحالف تيّار «المستقبل» والقوات اللبنانية.
77 لائحة
وأقفل عند منتصف الليل باب تسجيل اللوائح الانتخابية على مستوى الدوائر الانتخابية الـ15 في كل لبنان، على 77 لائحة، كان اكبرها عددا في دائرة بيروت الثانية حيث بلغ اللوائح فيها 9 لوائح، واقل عدد كان في دائرة صور- الزهراني حيث اقتصر العدد على لائحتين فقط.
واوضحت المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات، انه بموجب المادة 52 من القانون رقم 44/2017 لا يعتد بانسحاب أي مرشّح من اللائحة بعد تسجيلها، وتلغى طلبات المرشحين الذين لم ينتظموا في لوائح وفقا لنص هذه اللائحة.
وقد بلغ العدد الإجمالي للوائح المسجلة 77 لائحة من بين 917 مرشحا.
وتوزعت اللوائح على الشكل الآتي:
- دائرة بيروت الأولى (5 لوائح).
- دائرة بيروت الثانية (9 لوائح).
- دائرة الشمال الأولى (عكار) (6 لوائح).
- دائرة الشمال الثانية (طرابلس- المنية - الضنية) (8 لوائح).
- دائرة الشمال الثالثة (زغرتا- بشري- الكورة- البترون) (4 لوائح).
- دائرة جبل لبنان الأولى (جبيل- كسروان) (5  لوائح).
- دائرة جبل لبنان الثانية (المتن الشمالي) (5 لوائح).
- دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا) (4 لوائح).
- دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف- عاليه) (6 لوائح).
- دائرة الجنوب الأولى (صيدا- جزين) (4 لوائح).
- دائرة الجنوب الثانية (صور- الزهراني) (لائحتان).
- دائرة الجنوب الثالثة (بنت جبيل- النبطية- مرجعيون وحاصبيا) (6 لوائح).
- دائرة البقاع الأولى (زحلة) (5 لوائح).
- دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي وراشيا) (3 لوائح).
- دائرة البقاع الثالثة (بعلبك- الهرمل) (5 لوائح).
وقبل اقفال باب التسجيل بساعتين تفقد وزير الداخلية نهاد المشنوق سير العمل في المديرية، فيما كان آخر لائحة سجلت هي «لائحة الشمال القوي» التيي يرأسها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، الذي حضر بنفسه لتسجيل لائحته.
وقبل ذلك تم إنجاز تشكيل آخر اللوائح الانتخابية لدائرة بعلبك- الهرمل, بتحالف مرشحي التيار الوطني الحر والوزير الاسبق الدكتور فايز شكر والمستقلين, وسميت «اللائحة المستقلة» وتم تسجيلها نهار أمس، وهي مكتملة من عشرة مرشحين وهم:عن المقاعد الشيعية:الدكتور فايزشكر, سعد حمادة, فيصل الحسيني, فادي يونس, مهدي زغيب, وغادة عساف(مرشحة التيار الوطني الحر). وعن المقعدين السنيين محمدالفليطي واحمد بيان, وعن المقعدالكاثوليكي مرشح التيار الحر ميشال ضاهر, وعن المقعد الماروني سندريللا مرهج.وسيتم الاعلان عن اطلاق اللائحة في مهرجان شعبي يوم الاحد المقبل في بعلبك.
كما تمّ تسجيل لائحة «ضمانة الجبل» لدائرة الشوف عاليه برئاسة الوزير طلال أرسلان، وسجلت لائحة  «القرار الحر» للشوف وعاليه بتحالف بين حزب الوطنيين الأحرار والكتائب ومستقلين.
وتم تسجيل لائحة تحالف «الكتائب» – فريد هيكل الخازن في كسروان- جبيل وتضم: فريد هيكل الخازن, جيلبرت زوين, يوسف خليل, شاكر سلامة, يولاند خوري, فارس سعيد والمحامي جان حواط, مصطفى الحسيني.
 وفي دائرة الجنوب الثالثة (النبطية – بنت جبيل- مرجعيون- حاصبيا) فشلت جهود الحزب الشيوعي وقوى اليسار والمستقلين وحركة»مواطنون ومواطنات» في تشكيل لائحة موحدة للمعارضة, ما دفع عدد من المرشحين الى الانسحاب من الانتخابات, ومنهم الزميلة فاديا بزي. 
 وقد ذهب الحزب الشيوعي الى تشكيل لائحة غير مكتملة في الدائرة من سبعة مرشحين هم: هالة أبو كسم (أرثوذكسية), غسان حديفه (درزي), سعيد عيسى (سني), حسين بيضون, عباس سرور, الدكتور أحمد مراد وعلي الحاج علي (شيعة).
بالمقابل, سجلت ولادة لائحة «شبعنا حكي» وتضم الى الإعلامي علي الأمين, عماد قميحة, أحمد إسماعيل, رامي عليق, خالد سويد, ومرشح «القوات اللبنانية» عن المقعد الأرثوذكسي فادي سلامة. 
اعتصامات
وعلى وقع الوعود الانتخابية، نفذ موظفو المستشفيات الحكومة اعتصاماً في ساحة رياض الصلح معلنين بدء اضرابهم المفتوح احتجاجاً على عدم انصافهم في سلسلة الرتب والرواتب.
ولاحقاً، استقبل الرئيس الحريري الهيئة التأسيسية لنقابة العاملين في المستشفيات الحكومة بحضور رئيس الاتحاد العمالي بشارة الأسمر، الذي نقل عن انه وعد بحث الموضوع في مجلس الوزراء اليوم.