اسدل الستار منتصف ليل امس على «مسرحية» «لعبة المصالح» الانتخابية، وابصرت 77 لائحة «النور»، جاءت بمعظمها خليطاً من التناقضات، والخصومات السياسية المنفرة في الكثير من الحالات... ومنذ صباح امس يمكن القول ان مرحلة جديدة من «حرب الخناجر» قد بدأت داخل اللوائح الواحدة في صراع مفتوح على «الصوت التفضيلي»... في هذا الوقت اطلق النائب وليد جنبلاط مواقف مثيرة للقلق على المستوى الداخلي وفي الاقليم، فيما رسم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في لقاء داخلي معالم المعركة الانتخابية، مؤكدا عدم قلقه من النتائج، معلنا ان عنوان المواجهة هو منع البلد من الافلاس، كاشفا عن اتصال مع رئيس الجمهورية ميشال عون  تم فيه الاتفاق على عناوين المرحة المقبلة وفي مقدمها مكافحة الفساد..
ففي لقاء انتخابي «داخلي» تحدث الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عن اهمية الاستحقاق الانتخابي الحالي شارحا اهمية دخول حزب الله بكتلة وازنة مع الاصدقاء والحلفاء الى المجلس النيابي، كما الى الحكومة لان عنوان المعركة المقبلة هو منع افلاس البلد، ومنع نهبه مرة جديدة، وقال نصرالله « ان البلد على طريق الافلاس وهذا امر خطير للغاية، هناك 80 ملياراً ديون والان يريدون اضافة 17 ملياراً جديداً، ونحن نعرف ان ثلث الديون السابقة صرف على البنى التحتية والثلثين تم نهبه، والان علينا عدم السماح بتكرار هذا الامر مرة جديدة، وكما دخلنا الى الحكومة في العام 2005 لحماية «ظهر» المقاومة من «الطعنات» في الداخل، هناك حيثية جديدة تجعل من مشاركتنا الفاعلة في المجلس النيابي والحكومة ضرورة للغاية في العام 2018لمنع نهب 17 ملياراً جديدة قادمة في الطريق، واذا لم نقف جديا في وجه الفساد نحن ذاهبون الى الافلاس، فاما تبقى الدولة او لا تبقى، هذه هي المعادلة اليوم..ومكافحة الفساد قرار اتخذ في مجلس الشورى، سوف ننشأ الاطر التنظيمية لمتابعة هذا الملف، وهو واجب شرعي، ولا عودة عنه مع علمنا المسبق انه سيخلق لنا عداوات وخصوم في الداخل، لكن لن نسمح بان يذهب البلد نحو الافلاس».
 

 

 

 الاستهداف الاميركي ـ السعودي


ولفت السيد نصرالله الى ان حزب الله ما يزال مستهدفا اميركيا وسعوديا، بسبب دوره الاقليمي، والسعوديون عادوا وطرحوا على النظام السوري مؤخرا «المصالحة» شريطة الخروج من محور المقاومة وقطع العلاقة مع ايران، وقال نصرالله» نحن جزء من محور صنع الانتصارات، ولن يتركنا الاميركيون والسعوديون واسرائيل، فهم «غاضبون»..  
 

 «تيار المستقبل» يتحمل المسؤولية


ولفت السيد نصرالله الى ان «الكلام الطائفي والمذهبي للبعض هو لزوم «شد العصب» الانتخابي، هذا اذا احسنا الظن، وبما ان العناوين السابقة لم تعد تخدم مصالحهم الانتخابية، يحاولون اتهام حزب الله بالتقصير الانمائي خصوصا في دائرة بعلبك - الهرمل، لكن هذا الامر مردود عليهم، ولا يمكن لاحد ان يزايد علينا، نوابنا عملوا الكثير، فاين كانت تلك المنطقة؟ واين اصبحت؟ تساءل نصرالله الذي حمل تيار المستقبل مسوؤلية اي تقصير او حرمان وقال» هم من تولوا رئاسة الحكومة منذ سنوات، ومعها وزارة المالية، ومجلس الانماء والاعمار، لقد قدمنا ما نستطيع فعله، والفرق اننا نعمل دون هدر او فساد، ولذلك لسنا خجلين مما قدمناه ولسنا في موقع دفاع عن انفسنا»...» اما ما يحاولون تصويره على انه انتصار تاريخي يريدون تحقيقه في بعلبك - الهرمل فليس الا جزءا من معركة دعائية، لاننا نحن ارتضينا من خلال الموافقة على القانون النسبي ان نخسر مقعد او اثنين، وهذا امر طبيعي، وهو ثمن معقول مقابل فوز حلفائنا في الدوائر الاخرى».
وبعد شرحه متانة التحالف مع حركة امل واهميته، رافضا اعتبار «الثنائية» الشيعية احتكارا، بينما لا يقبل البعض الا بالاحادية في طائفته ويتهم الاخرين «بالخيانة» لانهم فكروا في منافسته، كاشفاً عن اتصال بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تم فيه الاتفاق على عناوين المرحلة المقبلة وفي مقدمها مكافحة الفساد.
 

 تكثيف الاقتراع...


كما دعا السيد نصرالله الى ضرورة تكثيف الاقتراع في السادس في ايار، مؤكدا ان حزب الله كان وما يزال وفيا لكل حلفائه، وسيدعم لوائحهم حيث لا يوجد له مرشحون، مؤكدا على ضرورة رفع الحاصل الانتخابي في بعض الدوائر الحساسة، خصوصا بعلبك - الهرمل حيث توجد ثلاثة انواع من اللوائح ، النوع الاول «صديق» والثاني «منافس» وليس عدواً، ولائحة ثالثة من القوات اللبنانية، وتيار المستقبل، وهي مدعومة من السفارتين الاميركية والسعودية، وهي تخوض مع حزب الله معركة خيارات سياسية، «فثمة مواجهة واضحة ضد من حمى المسلحين الارهابيين وغطاهم اعلاميا، ومنع الجيش من قتالهم» واضاف نصرالله» لولا اخذ حزب الله المبادرة في معركة الجرود لما كانوا اتخذوا القرار بذلك، وفي 6 أيار المعركة الانتخابية هي بين هذين النهجين، وانا اتخذت القرار الحاسم بالذهاب شخصيا الى البقاع اذا ما تم ابلاغي ان المعركة تستلزم ذلك، ومهما تكن المخاطر».. وكان لافتا توجه السيد نصرالله بثناء خاص الى من تحالفوا مع مرشح حزب الله عن دائرة جبيل - كسروان على الرغم من معرفتهم بتدني حظوظهم بالفوز، وقال «لن ننسى لهم هذا التصرف الاخلاقي»..    
 

  مخاوف جنبلاط «جدية» ؟


في غضون ذلك برز كلام على قدر كبير من الاهمية للنائب وليد جنبلاط، حذر فيه من رهان البعض في لبنان على «الطاقم» الجديد في البيت الابيض، كما عبر عن قلقه من توريط الساحة اللبنانية بتوترات جديدة، محذرا ايضا من التطورات في الاقليم، وبحسب اوساط تدور في «فلك» المختارة، فان هواجس جنبلاط لا تأتي من فراغ، فهو استمع الى تقويم «غريب» من دبلوماسي غربي في بيروت اخبره ان وجود جون بولتون في منصب مستشار الامن القومي يقلق اسرائيل اكثر من غيرها، لان هذا الاخير لا يحب اسرائيل على نحو عقائدي كما يظن الكثيرون، بل هو يرى فيها قاعدة عسكرية اميركية متقدمة في المنطقة ويمكن استخدامها عند الحاجة لتصفية الحسابات مع اعداء واشنطن في المنطقة، وبعودته الى «البيت الابيض» سيعود الى «الهمس» في «اذن» الرئيس الاميركي دونالد ترامب كي تسدد اسرائيل ديونها الى الادارة الجديدة التي ستنقل السفارة الاميركية الى القدس في ايار بعد الاعتراف بها عاصمة للدولة الاسرائيلية، واخراجها من دائرة التفاوض على التسوية المرتقبة...
وللمفارقة في اسرائيل الان رئيس حكومة «ضعيف» ومتورط في فضائح فساد، وقد يرى في الرغبات الاميركية التصعيدية فرصة للهروب الى الامام وانقاذ نفسه من «حبل المشنقة» السياسية، وبدل الدخول الى السجن سيفضل الخروج الى حرب مهما كانت مخاطرها او نتائجها كارثية...وهذا الامر يدعو الى الارتياب في «كليمونصو»؟! 
 

 اميركا لن تسلم بهزيمتها؟


وبحسب تلك الاوساط، سمع جنبلاط من اصدقاء فاعلين في دوائر القرار الغربية، كلاما واضحا حيال عدم تسليم واشنطن لهزيمتها في سوريا على يد الروس والايرانيين، والاحداث المتسارعة في محيط دمشق وما تسجله من «انتصارات» للنظام السوري، تعتبر «نقطة التحول» المفصلية في الحرب السورية بالنسبة اليهم، فسقوط الغوطة الشرقية يعني بكل وضوح سقوط الرهان على تحقيق اي مكسب عسكري او سياسي في سوريا، «فالصفقة» الروسية - الايرانية - التركية، التي افضت الى انهاء حالة التمرد في قلب العاصمة السورية، اخرجت عمليا واشنطن وحليفتها الاقرب السعودية من «قلب»المعادلة السورية، ورمت بها على الاطراف الحدودية «الهامشية».. 
وفي هذا السياق يتوقع الاميركيون انتقال الحسم الى منطقة الجنوب في درعا، على ان يفتح بالتزامن ملف شرق سوريا «وورقة» الاكراد، وبما ان تجربة العراق لا تزال ماثلة امام واشنطن، وهي تدرك ان مسألة استهداف قواتها في تلك المنطقة لا تحتاج الا الى قرار، لم يتخذ من قبل خصومها بعد، فان هذا السيناريو المفترض سيعني مواجهة مفتوحة على كافة الاحتمالات، خصوصا ان موسكو لن تبدي اي موقف «عقلاني» في هذه المسألة لكبح جماح الايرانيين، وذلك بسبب الموقف العدائي الغربي بقيادة واشنطن والذي وصل الى ذروته في الساعات القليلة المقبلة بعد حملة طرد الدبلوماسيين الروس، وهذا ما عزز مخاوف جنبلاط اكثر وزاد قناعته بان «الاسوأ» قادم لا محالة..
 

 «رسائل» داخلية «مقلقة لجنبلاط


اما تحذير جنبلاط للقوى الداخلية اللبنانية من مخاطر الرهان على المجموعة الجديدة الحاكمة في البيت الابيض، فيعود بحسب تلك الاوساط، الى تلقيه «رسائل» من جهات سياسية لبنانية وازنة «تغريه» بالعمل على وصل ما انقطع بينه وبين المملكة العربية السعودية، تترافق مع تلميحات بضرورة التخلي عن الموقع «الوسطي» الذي تموضع فيه استعدادا لمرحلة ما بعد الانتخابات النيابية؟ طبعا لم يناقش جنبلاط طبيعة هذه المرحلة لانه يرفض مغادرة موقعه الذي يجد نفسه «مرتاحا» فيه، ولم يعد مستعدا لدفع ثمن «لعبة امم» جديدة تعيد استنساخ  تجربة 14 آذار «الفاشلة» بكل المقاييس.. ومن هنا لا يبدي «زعيم» المختارة الكثير من الارتياح حيال التصعيد الانتخابي، غير المبرر لرئيس الحكومة سعد الحريري وقيادات تياره السياسي، ويأمل ان تكون حدوده فقط «شد عصب» جمهور تيار المستقبل قبيل الانتخابات «لا اكثر ولا أقل»... ؟
 

 جنبلاط: الاتي اميركيا مخيف


وكان جنبلاط قد اعتبر في حديث لقناة «فرانس 24» أن «الآتي أميركياً مخيف لأنه يبشر بمواجهة والمواجهة لن تكون في إيران إنما في لبنان وأقله سياسياً وسندفع ثمن المواجهة، وأحذر أي فريق لبناني داخلي بأن يراهن على فريق العمل الجديد الأميركي المتصلب والمتصهين»، مشيراً إلى أن «التغييرات ربما تطال أيضا وزير الدفاع الأميركي»، مستطرداً «إني اتحدث في السياسة ففي العسكر تعودنا على سياسات اميركا ودعمها لإسرائيل، وأما إذا حدثت ضربة عسكرية ستدمر لبنان ولكن لن ينتصروا لان هناك مقاومة شعبية وطنية إسلامية، سمها ما شئت، أقوى...
وأكد أن «الإنتخابات ستجري»، مضيفاً «لكن أحذر من بداية الاصطفافات في لبنان مع فريق العمل الأميركي الجديد تحت شعار محاربة إيران أو محاربة نفوذ «حزب الله» فلا نتحمل محاور في لبنان.. وختم: «نعم لبحث الاستراتيجية الدفاعية وفق الظروف الإقليمية و«حزب الله» لن ينخرط في الدولة إلا بوجود ظروف إقليمية سياسية تجعله ينخرط في الدولة أو يجمع سلاحه مع سلاح الجيش اللبناني ولكن إلى أن نصل إلى هذا الأمر، مع العلم أنه بعيد، لماذا لا نركز على حل الازمة والخلاص من تلك البوارج التركية..؟؟».
 

 اللوائح الانتخابية.. ومفاجآت اللحظة الاخيرة؟


وقبل انتهاء مدة تسجيل اللوائح الانتخابية التي بلغت 77 لائحة اكثرها في دائرة بيروت الثانية وبلغ عددها 9 يليها دائرة الشمال الثانية 8 لوائح، تفقد وزير الداخلية نهاد المشنوق مديرية الشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية، واكد ان الانتخابات ستحصل وفق الاصول  وباجواء امنية مريحة، مؤكدا انه تفاجأ بعدد اللوائح ببيروت.. وردا على سؤال كيف سيراقب الانتخابات وهو مرشح، قال «المرة الجايي ما لازم يكون في بالحكومة مرشحين، هالمرة ما عاد نلحق نغير».... وكان بعض مرشحي الصف الاول قد تهافتوا الى تسجيل لوائحهم امس ومنها لائحة لبنان القوي في كسروان التي حضر لتسجيلها العميد شامل روكز، وحضر الوزير الياس بو صعب لتسجيل لائحة المتن القوية، اما لائحة بيروت الاولى القوية فقدم اوراق تسجيلها الوزيرنقولا الصحناوي، كما حضر الوزير نقولا  فتوش وسجل لائحة زحلة الخيار والقرار، والمرشحة مريام سكاف عن لائحة الكتلة الشعبية، وسجل المرشح جورج عبود لائحة «الوفاء المتنية» وهي لائحة كانت رباعية لخوض الانتخابات النيابية في المتن الشمالي ويترأسها النائب ميشال المر، وقد اضيف في وقت متأخر من مساء امس اسم خامس الى اللائحة، هو المرشح شربل ابوجودة وهي من اكبر العائلات المتنية.. وكان الوزير فيصل كرامي قد اعلن لائحة الكرامة، وترك المقعد الماروني شاغرا لمصلحة المرشح في لائحة العزم عن هذا المقعد الوزير السابق جان عبيد، وقد شن كرامي هجوما على تيار المستقبل دون ان يسميه