أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب ​نضال طعمة​ الى ان "عكار اكدت من جديد هويتها السياسية، وبايعت رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​، مصرة على تكريس النهج السيادي خيارا ستعبر عنه بوضوح في صناديق الاقتراع وفيما ينشغل الآخرون في النقاش بين انعدام إمكان الخرق من جهة، واعتبار ذلك مبالغة كبيرة من جهة أخرى، نعود مرة جديدة لنقول إن القضية ليست قضية عدد، بل هي قضية مسار، وثمة تحديات كثيرة، في مرحلة ما بعد ​الانتخابات​ لا بد من بلورة الخيارات الواضحة تجاهها".

وفي تصريح له، لفت طعمة إلى أنه "بغض النظر عن أعداد الكتل، فأحجامها سوف تحددها خياراتها السياسية، والتحدي ​الاقتصاد​ي هو الأبرز، فإذا كان البلد مفلسا، وإذا كان هذا التقييم يعاد إلى أعلى المراجع في البلد، فمن هو القادر على إحداث نقلة اقتصادية نوعية؟ من هو القادر على إعادة المدى العربي الداعم والحاضن للبلد؟ من هو القادر على بلورة علاقات دولية ثابتة، ويؤمن الضمانات التي يطلبها المجتمع الدولي ليتمكن من مساعدة ​لبنان​؟ من هو القادر على الاستمرار في رفع شعارات السيادة، والخيارات الاستقلالية، وعلى القول دوما لبنان أولا؟ أظنكم جميعا تعرفون الجواب، ولا ضرورة لتأكيد المؤكد".

واعتبر أن "النجاح في التحدي الاقتصادي يكمن في وصول كتلة تستند إلى دعم شعبي واضح، إلى كتلة نيابية تستطيع أن تترفع عن آتون التجاذبات الإقليمية لتتفرغ للملفات الحياتية وها هو الحريري يدخل الانتخابات بخيارات ذكية، وجسور ممدودة في اتجاه معظم مكونات البلد، وذاك القادر أن يشبك تقاطعات انتخابية مع هذا الحجم في القوى السياسية في البلد، هو المؤهل بامتياز لخلق درع يحمي خياره السياسي، لينطلق إلى العمل الميداني الحقيقي، لذلك نرجو أن تجري الرياح كما تشتهي ​السفن​، ويستطيع ​تيار المستقبل​ أن يحقق خياراته الوطنية، وفي مقدمها دعم الاقتصاد ورفع مستوى معيشة المواطن اللبناني".

وأضاف: "بالتوازي مع التحدي الاقتصادي، لا بد من ورشة خلاقة لبلورة هوية انتماء لبنان السياسي، هذا البلد الذي يقدس الحرية، والذي يعتز بالوقت عينه بالكرامة المقاومة، كيف سيعتق أبناؤه من ازدواجية الانتماء للخيارات التي فرزتها التجربة متعارضة حتى العمق، وهي في الحقيقة بالمعايير السيادية متكاملة. ولكن هذا الكلام لا يصرف في الشارع اللبناني، فكيف سيقتنع مع من يقدس المقاومة أن تقديسه لها، بمعزل عن كل آفاق الحرية، والانتماء الوطني، ومؤسسات الدولة القوية، هو ضرب من المجهول، وإبقاء البلد في فم التنين. هذه هي المعضلة، فكيف سيتبلور الحل؟ رجاؤنا وأملنا في أن يبصر البلد فجرا جديدا، وأن تتأمن الحاضنة السياسية، والإرادة الوطنية، لتسلك الملفات الحياتية في اتجاه بلورة أفق جديد يرتاح إليه اللبنانيون".