حمل حقيبته، ودّع عروسه، بخطى ثقيلة توجه نحو الطائرة في رحلة أقلته الى موزامبيق، كان هدفه كسب رزقه، تأمين حياة كريمه وبناء أسرة مرتاحة مادياً، لكن كل شيء انهار في لحظة، والسبب انفجار إطار سيارة كانت تقلّه في مهمة عمل، مما ادى الى انقلابها واصابته بجروح بليغة، قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة... هو محمد بسمة التي فارقت ابتسامته الحياة والاحباب.

زفاف إلى المثوى الاخير

ظهر أمس كان شبح الموت ينتظر ابن بلدة عين بعال، هذه المرة ليس على طرق لبنان، وبحسب ما شرحه قريبه رئيس البلدية حاتم بسمة، فإنه "قبل عام قصد العريس موزامبيق للعمل مع قريبه في سوبرماركت، كانت الأمور تجري على ما يرام، حتى انه كان ينتظر قدوم عروسه اليه بعد نحو اسبوع"، ويضيف "للأسف جهزت نفسها للقاء زوجها وإكمال طريقهما الواحد إلى جنب الآخر، لكن بدلا من ذلك سيعود هو جثة الى وطنه... سيحمل من جديد على اكتاف محبيه لكن هذه المرة لزفه الى مثواه الاخير".

إصابات قاتلة

في عائلة مؤلفة من 5 اشقاء وشقيقة ترعرع محمد، ولفت حاتم "عمل مع والده في الدهان، قبل ان يتخذ قراره بالسفر الى بلاد الاغتراب، منذ ستة اشهر زار لبنان، امضى اياما وسط عائلته واصدقائه، قبل ان يدق جرس الرحيل، من دون ان يتوقع انه الاخير، وان الحياة لن تمنحه فرصة للعودة من جديد"، شارحاً "عند نحو الساعة الثانية من بعد ظهر أول من امس الأربعاء وصلنا خبر تعرض ابن السابعة والعشرين عاما لحادث سير، والسبب انفجار اطار سيارة كان يستقلها الى جانب سائق، حيث كانا في طريقهما لانجاز عمل، تم نقله الى المستشفى لكنه لم يصمد طويلا، فالضربة كانت اقوى من ان تقاوم لتفارق الروح جسده".

لم يتسنَّ لمحمد أن يفرح بولد، رحل كما شرح المختار حبيب بسمة "في غفلة، خسرنا شاباً مكافحاً، عصامياً، معروفاً بهدوئه، لن ننسى ضحكته، اخلاقه الحميدة وروحه المرحة، كنا ننتظر عودته ونهاية غربته، فشاء القدر ان يعود الينا جسد بلا روح، ليلتحف تراب بلدته، ويرقد بسلام من دون اضطراره الى الابتعاد بسبب ضيق الظروف الاقتصادية وعدم تأمين فرص عمل للشباب".