عروضات، دعايات ونصائح تنهمر على رأس المحبين منذ بداية شهر شباط، بعد أن تبدأ الحسابات المالية قبل شهر من التحضير والتفكير. الحد الادنى للأجور في لبنان لا يُوفر لأي فرد حياة معيشية كريمة، لكنّه لا يلبث أن يخضع لعادات وتقاليد مجتمعه في مختلف المناسبات. عيد الحب ليس مختلفاً عن هذه المناسبات، والاحتفال به يتطلب مبلغاً لا يقل عن 200 دولار أميركي تُثقل كاهله. فكيف يحتفل المواطن بعيد الحب؟ وكم تبلغ أسعار الخدمات في السوق اللبناني خلال هذه الليلة؟

قال ناجي إنّه يشعر بـ"همٍّ" كلما فكّر بعيد الحب، فهو يبدأ بتحضير مفاجأة لزوجته منذ بداية العام. حاول استئجار شاليه أو غرفة فندقية مميزة يستطيع تزيينها بالبالونات والورود وطلب عشاء رومانسي، فكانت الأسعار خيالية. 
تكلفة هذه الليلة المميزة في أحد فنادق (4 نجوم) جبيل تبلغ 250 دولاراً أميركياً، لإقامة تقلّ عن 24 ساعة. ترتفع الأسعار أكثر في بيروت فتصل الى حدود 350 و400 دولار. عندها فضّل أن يحجز لعشاء في مطعم متوسط الكلفة في جبيل أي 100 دولار لشخصين وشراء عطرٍ وورود لزوجته وتمضية ليلتهما في المنزل.

وأضاف ناجي: "فضّلت ان أشتري هدية لزوجتي تُفرح قلبها ويمكن استعمالها على المدى الطويل، وليس فقط لليلة واحدة".

لا شك أنّ معظم التكاليف تقع على عاتق الرجل بمناسبة يوم الحب، وبسبب حب المرأة للمفاجآت أيضاً، فهو يختار المطعم او الفندق ونوع العشاء والزينة وغيرها. ولكن المشترك بينهما يبقى الهدية، التي لا يمكن للمرأة أن تهرب منها.

ماريا شابة عشرينية تعمل في متجر ملابس وتتقاضى ما بين 800 و1000 دولار أميركي في الشهر وفقاً لنسبة المبيعات التي تحققها. عند سؤالها عن مشاريعها لليلة عيد الحب، ضحكت وقالت: "لا أفهم من أين تأتي الأعياد والمناسبات شهرياً، الشهر الماضي عشنا تداعيات ليلة الميلاد ورأس السنة، هذا الشهر عيد الحب، الشهر الذي يليه عيد الأم، وفي منتصف شهر أيار عيد ميلاد أختي". 

ترى ماريا أنّ عيد الحب استهلاكي. ففي العلاقات السوية لا يتطلب الحب يوماً للاحتفال به، لكنّها مضطرة لمجاراة العادات والتقاليد، "لا يمكن أن يكون حبيبي الوحيد بين أصدقائه الذي لم يحصل على هدية في هذا العيد"، على حد تعبيرها. العام الماضي كان الأول مع ربيع (حبيبها)، ابتاعت له قميصاً بقيمة 40 دولاراً أميركياً. أما هذا العام فقد ادّخرت 100 دولار مقابل الهدية التي لم تخترها بعد.

خلال تصفحنا بعض المواقع الالكترونية الشرائية في لبنان التي تُقدّم حسومات على المطاعم والفنادق وغيرها من النشاطات والهدايا لعيد الحب ومختلف أيام السنة، وجدنا أنّه يمكن العثور على عروض مقبولة نسبياً، إذ يهبط سعر غرفة فندقية مع عشاء من 300 إلى 150 دولاراً أميركياً لليلة واحدة على سبيل المثال، ومن 170 دولاراً إلى 85 دولاراً، علماً أنّها تبعد عن العاصمة ما بين 40 دقيقة وساعتين.

أما المطاعم فحالها مختلفة، فبعد الجولة التي قامت بها "النهار"، لاحظنا أنّ كلفة العشاء للفرد في مطاعم بيروت لا تقل عن 70 دولاراً، أما في المناطق الأخرى فيمكن أن تكون بين 40 إلى 50 دولاراً أميركياً. 

ويتضمن العشاء:

- مقبلات

- سلطة

- الطبق الرئيسي

- قطعة من الحلوى

- زجاجة من النبيذ

على الرغم من ارتفاع الأسعار وغياب الرقابة على الخدمات في البلاد، "يدبّر اللبناني حاله" ويأبى أن ينتصر اليأس، بل يركض وراء الأفراح والمناسبات السعيدة والحب.

(مارسل محمد)