بعنوان: بدلاً من أن تهدأ، لماذا تسوء الحرب السوريّة أكثر؟ نشرت صحيفة إندبندنت البريطانيّة مقالاً للكاتبة بيثان ميكارن قالت فيه إنّ سقوط الجزء الذي كان يسيطر عليه المسلّحون في حلب بنهاية 2016، كان بمثابة نقطة تحوّل في الحرب السوريّة، قَلبَت ميزان القوى لصالح الرئيس السوري بشار الأسد
 

وقالت: "مع تفكّك الخلافة الداعشيّة بعد معركة الرقّة العام الماضي، بدت الجبهة الأخرى في مسرح الصراع السوري تتراجع وتخفّ حدّتها. ولكن مع مرور 7 أعوام على الحرب، لا توجد أدلّة على أنّها ستتوقّف، ففي بعض المناطق أضحت الأوضاع أكثر تعقيدًا ومميتة. واللافت أنّ الأمم المتحدة أعلنت الأثنين الماضي أنّ سوريا تختبر مرحلة وتشهد أحد أسوأ المعارك خلال الصراع بأكمله".

وأشارت الكاتبة إلى أنّ أنسب وصف لسوريا اليوم هو "ساحة حروب متقاطعة"، ففي الأسابيع الأخيرة، أصبحت الصراعات بالوكالة بين إسرائيل وإيران من جهة وتركيا والأكراد من جهة أخرى على صفيح ساخن. وتحدّثت بالتفصيل عن ثلاث جبهات مشتعلة في سوريا اليوم:

إسرائيل VS إيران

قالت الكاتبة: أسقطت الدفاعات الجويّة السورية مقاتلة من نوع F16 إسرائيلية، بعد قيامها بقصف مواقع في سوريا. وكانت إسرائيل أعلنت أنّها نفّذت أكثر من 100 غارة لمنع وصول شحنات الأسلحة الى "حزب الله"، كما أنّ تل أبيب قلقة من التأثير السياسي الإيراني على الحكومة السورية، وتتهم إيران بأنّها تحاول استخدام سوريا كقاعدة عسكرية جديدة، لتستهدف من خلالها إسرائيل.

ورأت أنّ إسقاط الطائرة شكّل نصرًا رمزيًا للأسد وحلفائه. وذكرت أنّ مجموعة "أوراسيا" لاستشارات المخاطر السياسية التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها قالت: "من المرجح أن إسرائيل تحتاج لمواصلة ضرب أهداف في سوريا من أجل تعزيز الردع"، إلا أنّها أضافت أنّه "في أجواء الحرب الضبابية، فقد يتحوّل أي حادث آخر الى صراع إقليمي".

تركياVS الأكراد

وأشارت الكاتبة الى أنّ تركيا غاضبة من الدعم الأميركي للأكراد في سوريا، وأطلقت الشهر الماضي عملية "غصن الزيتون" ضد الأكراد في عفرين، فاتحةً جبهة جديدة من الحرب، وذلك بعدما استفاد الأكراد في شمال سوريا من فوضى الحرب لإنشاء دولة شبه مستقلّة.

وبرأي الكاتبة، فإنّ الصراع يمكن أن يجرّ تركيا مباشرةً إلى نزاع مع الولايات المتحدة، إذا اتجهت القوات التركيّة نحو منبج، حيثُ تتمركز القوات الأميركية.

الأسد VS المعارضة السورية

وهنا لفتت الكاتبة الى أنّ تركيا وروسيا وإيران اتفقت على إنشاء 4 مناطق تخفيض نزاع في سوريا في أيّار 2017، بهدف تخفيف القتال بين القوات السورية والمجموعات المعارضة. إلا أنّ القوات السورية اتجهت خلال الأسابيع الأخيرة نحو إدلب والغوطة الشرقيّة.

وبحسب التقارير فالعنف في هاتين المعركتين هو الأسوأ منذ بدء الحرب السورية. أمّا المعارضة فقد أصبحت مشتّتة وضعيفة وخسرت الدعم من قبل أميركا وتركيا. ويبدو أنّ الجيش السوري سيتسمرّ بالدفع بهجمات جديدة.