دعا رئيس "تيار الكرامة" الوزير السابق فيصل كرامي الى "ضرورة المشاركة الكثيفة في الانتخابات لتقرير مصير الوطن ومستقبل مدينة طرابلس"، وشدد على "تحكيم العقل والمعرفة بأن لحظة الاختيار، سواء اختيار اللائحة أو المرشح التفضيلي".

جاء كلام كرامي خلال مشاركته كضيف شرف في ختام فاعليات المؤتمر السبعين لـ جمعية كشافة الجراح في لبنان، مفوضية الشمال، وذلك في قاعة المؤتمرات في الرابطة الثقافية، بحضور ممثلين عن الرئيس نجيب ميقاتي، وعن الوزيرين السابقين محمد الصفدي واشرف ريفي وعن النائب السابق مصباح الاحدب، رئيس بلدية طرابلس المهندس احمد قمرالدين، رئيس الرابطة الثقافية رامز الفري وحشد من الشخصيات ورؤساء الجمعيات وقادة الجمعية.

بعد النشيد الوطني، رحب القائد طارق شميسم بكرامي والحضور، واستعرض مسيرة كشاف الجراح خلال 70 عاما، ثم تحدث كرامي، فقال: " إن تاريخ كشافة الجراح في طرابلس والشمال هو مليء بالصفحات المشرقة، وأعتقد أن كل بيتٍ في هذه المدينة لديه ذكرى ما مع هذه الجمعية في أوج عطاءاتها على مستوى الخدمة الاجتماعية كما على مستوى التفاعل المثمر مع كافة شرائح المجتمع عبر الكثير من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى ترسيخ قيم الأخوة والمشاركة والعطاء بلا مقابل".

وتابع :"لعل قيم الحركة الكشفية في العالم والتي هي القيم التي تتخذونها نهجاً، لعلها هي القيم الأخلاقية والتربوية التي نحتاجها في هذا الوطن في هذا الزمن الصعب تحديداً، ولعلها أيضا القيم التي يفترض أن تدخل في صلب العمل السياسي لدى كل من يتحمل مسؤولية من أي نوع في الشأن العام".

وقال :"إن جزءا لا يستهان به من مشاكلنا الكبرى في لبنان يمكن ايجاد الحلول له في حال احتكمنا إلى القيم الأخلاقية السوية في إدارة شؤون الناس وفي تقرير كل ما يتعلق بحياتهم ومصائرهم، ولا أتردد هنا في التأكيد بأن وطننا فوق كل أزماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية إنما يعاني أزمةً كبرى هي للأسف أزمة أخلاق".

اضاف :"لن أستثمر هذه المناسبة للحديث في الشأن الطاغي على الساحة اللبنانية، أي الانتخابات النيابية التي ستجري في السادس من أيار .وأكتفي بالقول في هذا الشأن أن الرأي العام وجمهور الناخبين تحديدا يتحمل المسؤولية الأولى والأخيرة في النتائج التي ستفرزها الصناديق صبيحة السابع من أيار، بمعنى "يلي بتحطو بالصندوق يوم الأحد رح يطلعلكم ببيوتكم يوم الإثنين". من هنا أشدد على أمرين:الأول ضرورة المشاركة الكثيفة والفعالة في تقرير مصير الوطن ومستقبل هذه المدينة تحديداً في مثل هذا الحدث الانتخابي الذي يتيح للناس فرص إحداث التغيير الذي ينشدونه بشكل سلمي وديمقراطي.والمعروف أن طبيعة القانون الذي ستجري على أساسه الانتخابات لا يعطي أي عذر لأحد بالامتناع عن المشاركة إذ أن كل صوت بوسعه أن يحقق الفرق، وبالتالي أناشد حزب "الكنباية" والبقاء في البيوت، وهو ليس بالحزب الصغير، أناشدهم شد الهمة والنزول إلى الاقتراع بروحية أن هذا الإقتراع هو حق وواجب في آن واحد".

وتابع :"الأمر الثاني، لست أطلب كمرشح في هذه الانتخابات سوى الوعي وتحكيم العقل، والمعرفة بأن لحظة الاختيار، سواء اختيار اللائحة أو المرشح التفضيلي، إنما ليست لحظة مؤلفة من ثوانٍ أو دقائق وإنما هي تساوي أربع سنوات، نعم أربع سنوات حسب القانون دون أن نذكر احتمالات التمديد الأول والثاني وربما الثالث كما جرت العادة، ببساطة، كلُ ما يصدر عن وعيٍ وعن عقلٍ ودراية بالمصلحة العامة ومصلحة المدينة والمجتمع، هو أمر لا خوف منه، وهو بالتالي نابع من إرادة الناس وسيكون خاضعا لإرادة الناس".

وختم كرامي:" لن أطيل عليكم أكثر وأجدد امتناتي لمفوضية الشمال لجمعية كشافة الجراح على هذه الفرصة الطيبة، وأبارك للمكرمين من قدامى الجمعية الذين هم الآباء والأجداد والقدوة الصالحة، وأعلن اعتزازي بعضوية الشرف في كشافة الجراح، وفقكم الله إلى ما فيه خير الوطن والمجتمع والإنسان".

بعد ذلك، كرم قادة الجمعية الوزير كرامي بمنحة درع كشافة الجراح، ثم سلم كرامي قادة وقدامى كشاف الجراح وشخصيات الدروع التقديرية.