نظم "حزب الله" في مجمع المصطفى في الجية، ولمناسبة الذكرى السنوية الأولى للشهيد أحمد ربيع نبيه الحاج، معرض "نوح"، الذي يحاكي مفهوم الجهاد والشهادة، برعاية وحضور وزير الصناعة حسين الحاج حسن.

حضر الإفتتاح مختار الجية ألبير حاتم ممثلا الوزير السابق ماريو عون، رئيس بلدية الجية الدكتور جورج نادر القزي وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير الجية وإمام مجمع المصطفى السيد محمد الموسوي، مسؤول "حزب الله" في جبل لبنان بلال داغر وشخصيات وحشد من اهالي الجية وعائلة الشهيد.

الحاج حسن
وكان استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم، وتقديم من بشرى الحاج، ثم تحدث الوزير الحاج حسن فحيا الشهداء وعوائلهم، وقال: "ان الشهداء الذين استشهدوا في هذا الطريق، علينا ان نسأل ما هي الغاية التي استشهدوا من أجلها؟ وما هي النتائج التي حققوها؟ هنا تستطيع أن تقف امام الناس بكل فخر. ان المشروع الأميركي - الإسرائيلي الذي كان يراد ان نسقط أمامه، فبعد هزيمة اميركا واسرائيل في العام 2006، ومنع المقاومة اسرائيل واميركا من تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، حيث فشلوا بهذا الامر باعترافهم، لذلك لجأوا الى وسيلة ثانية عبر اطلاق مشروع تكفيري في المنطقة، وتحت عنوان ربيع عربي وديموقراطيات واهية وكاذبة، فقاموا بتجميع التكفيرين من كل دول العالم وقاموا بتمويلهم وتدريبهم ومدهم بالسلاح ووسائل الاعلام، وقاموا بنقلهم الى سوريا والعراق، وقد اعترف ترامب وكلينتون انهم هم من صنعوا داعش، وقالوا بكل وضوح عن اهداف انشاء داعش، وتحدث الاميركيون عن ان عملية قتال داعش تستغرق عشرين عاما".
وأكد ان "الهدف من انشاء داعش، تفتيت المنطقة والسيطرة عليها والتحكم بها لصالح العدو الاسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية، وضرب محور المقاومة، واسقاط القضية الفلسطينية وتهويد القدس".

وقال: "في البداية اندفعوا اندفاعا كبيرا في سوريا والعراق، واستخدموا شعارات تكفيرية وهجموا على المسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة والعرب وغيرهم، حتى ظن قادة هذا الحلف انهم سيحققون الأهداف. في البداية استطاعوا احتلال اجزاء كبيرة من العراق وسوريا، وان يتوهموا انهم بنوا دولة، واصبح لديهم عدد كبير من المقاتلين والسلاح والذخائر ووسائل الاعلام والاتصال، لا بل تسهيلات بكل الاشكال. وهنا كان القرار الحاسم والواضح لمحور المقاومة بالتصدي لهذا المشروع، الذي استهدف العالم، فضرب اوروبا وغيرها من الدول، فهم اطلقوا وحشا كاسرا، ولكن جاء محور المقاومة وكسره، واستطاع هزيمة داعش بسنوات قليلة، بينما قالت اميركا ان قتال داعش يستغرق عشرين عاما. ان محور المقاومة صادق في قتال الإرهاب والتكفير، فهنا كانت انجازات الشهداء كالشهيد احمد الحاج، واستعيدت معظم اجزاء العراق وسورية المحتلة، وحقق محور المقاومة انجازات كبيرة في مواجهة الارهاب، فمن استفاد من هذا الانجاز؟ كل شعوب العالم ومنها شعوب منطقتنا، والشعب اللبناني، الذي ينعم بالأمن بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة. الجيش اللبناني قاتل داعش في الجرود، وحقق انجازا كبيرا، والمقاومة قاتلت النصرة وداعش في الجرود، وحققت انجازا كبيرا، وأصبحت جرودنا خالية من الإرهاب وحدودنا آمنة من التهديد العسكري. كذلك ان التهديد الأمني في لبنان تراجع الى حد كبير، فبهذا حافظنا على بلدنا وأمنه، وعلى الاستقرار الأمني، وكان يمكن في ظل هذا الاستقرار ان تجري كل العملية السياسية التي جرت، من انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة والى كل الاصلاحات وصولا الى الانتخابات النيابية المقبلة".

وتابع الحاج حسن: "شهداؤنا وشهداء الجيش والقوى الأمنية والشعب، لهم دور كبير في تحقيق هذه الانجازات الأمنية والاستقرار. لكن الصراع لم يتوقف، اليوم الصراع صراع موقف، لأن هناك اسئلة كثيرة عن مصير الإرهابيين التكفيريين وأين وجهتهم، وأين سيزرعونهم لنا الأميركيون مستقبلا. ان التهديد ما زال قائما، طالما ان المشروع الأميركي ما زال قائما، ولكن هزم الى حد كبير، وبقي المشروع الأصلي (الاسرائيلي) يهدد الأمة. وآخر فصول هذا المشروع القرار الاميركي اعتبار القدس عاصمة الكيان الصهيوني. ان القرار الاميركي ونقل السفارة الاميركية الى القدس، هما جزء من مشروع اميركي، وليس صدفة، فلهما علاقة بحق العودة والتوطين في المقابل وشكل الدولة الفلسطينية التي يتكلمون عنها، وله علاقة بتصفية القضية الفلسطينية، وبإعادة تشكيل كل المنطقة سياسيا وعلى كل المستويات، وله علاقة بتشكيل المحاور من جديد في المنطقة. على كل حال لم يعد هناك شيء مخفي، عن الدور العربي في هذا المشروع، وعن الأدوار المرسومة والتي سينفذها بعض قادة الدول العربية لهذا المشروع وتصفية القضية الفلسطينية، والضغط على الفلسطينيين للقبول بالفتات الاميركي والاسرائيلي".

ولفت الى انه "بعد 30 عاما على مؤتمر مدريد بين العرب واسرائيل برعاية اميركية، لم يحقق شيئا"، مشددا على "التمسك بخيار المقاومة"، وداعيا الفلسطينيين الى "التمسك ايضا بخياري الانتفاضة والمقاومة، لأن لا خيار لهما، فخيار التفاوض لم يؤد ولا يؤدي ولن يؤدي الى اي نتيجة".

وتطرق الحاج حسن الى موضوع الفيلم الاميركي ومسألة التطبيع مع العدو الصهيوني، وقال: "ان الموضوع ليس موضوع حريات، فالمخرج أعلن بشكل واضح وعلني انه تبرع الى اسرائيل بمبلغ مليون دولار بحرب تموز 2006، وانه مستعد للتبرع في أي لحظة وان يكون مع اسرائيل في اي موقف، فهل هذا اصبح موضوع حريات؟ هو لا يعبر عن رأيه، بل عن موقف وينفذ الموقف. وثانيا اود ان أسأل ما هو الفرق بين الوعي الذي يمارسه الاسرائيلي، وبين الوعي عندما نقبل ونشجع على فيلم ونريد ان نشاهده لأننا نريد ممارسة حرية التعبير لمخرج ادلى بهذه المواقف علانية".

وختم: "نحن نتكلم عن الموقف وليس عن الفن او الإخراج. الموقف الذي يتخذه هذا المخرج، او ذاك الكاتب او ذاك الأديب او ذاك الفيلسوف. نحن نتكلم عن موقف هذا المخرج، وثانيا نحن نتحدث عن قانون، فلبنان صوت ضد هذا المخرج وضد هذا الفيلم في مكتب المقاطعة. نريد الا يكون النقاش وكأنه هناك موقف من حرية التعبير، فهذا غير صحيح".