حادث تصادم بين سيارتين كشف شبكة مروجي مخدرات والاتجار بها. وبتفتيش إحدى السيارتين المتصادمتين عثر تحت مقعد السيارة التي يقودها طارق على 13 كيساً صغيراً تحتوي على 23 غراماً من الهيرويين، الى 28 كيساً شفافاً في داخلها آثار لمادة الهيرويين، وكذلك ضبطت اكياس داخل حافظة نقوده فيها آثار من هذه المادة. وسارع طارق الى القول خلال التحقيق معه ان المضبوط هو لتعاطيه الشخصي. وهو يحتاج الى خمسة غرامات يومياً من هذه المادة للتعاطي. ويروي انه تعرف الى سلطانة، التي كانت معه في السيارة عند حصول الحادث، قبل شهر من توقيفه، وهي تتعاطى الهيرويين. وسبق ان التقاها في اماكن وجود تجار المخدرات اثناء شرائه حاجته منها، فيما ذكر ان المسدس الذي ضبط معه هو للاستعراض امام رفاقه. وأنكر ترويجه المادة التي يستحصل عليها من تاجر المخدرات علي في البقاع، والاخير يرشده الى مروجين في المحلة التي يختارها. 

صداقة التعاطي

أما سلطانة فادلت بأن حبوب "ترامال" التي ضبطت معها هي لتعاطيها الشخصي لكونها مدمنة مخدرات ولديها وصفة طبية بدواء "ريفوتريل". وتعرفت الى طارق بينما كانت تخضع لبرنامج علاج، وعاودت تعاطي الهيرويبن لظروف اجتماعية. واخبرها طارق انه استحصل على الكمية المضبوطة من البقاع. وجاءت نتيجة التحليل المخبري للاثنين ايجابية لجهة تعاطيهما. وأضافت انها تتعاطى المخدرات مع طارق بعدما اصبحا صديقين. وكانت تشتري يوميا منه غرام هيرويين بـ 40 الف ليرة. ويقوم بترويج المادة على دراجة نارية بناء على اتصال من المتهم علي زيد اسماعيل، بعد أن يقصد التاجر في حي السلم بمفرده ويزوّده 200 غرام هيرويين يبدأ بترويجها من الظهر الى السادسة مساء ليذهب مجددا الى التاجر ويسلمه المال ويأخذ حصته المتفق عليها وحاجته من الهيرويين. بعد ذلك اصبح طارق يستأجر سيارات. رافقته اربع مرات الى الشخص الذي يسلمه الهيرويين في حي السلم وكانت تنتظره في السيارة. ويتلقى طارق اتصالات من التاجر علي الذي يرشده الى مكان الزبائن بعد ارساله المخدرات اليه مع احد العاملين لديه، فيسلم الزبائن المخدرات على طريق المطار والشويفات والحدت وخلدة ويأخذ ثمنها. وهو يروجها لمصلحة علي وشقيقه علاء، ويستعمل طارق خطا هاتفيا للترويج. وهي تشتري الكوكايين من محلة الزعيترية من سوريين لشخص من آل زعيتر وتدفع 50 الف ليرة ثمن نصف غرام كوكايين. 

الترويج والإدمان

 

وأقر طارق بأنه يشتري الهيرويين من علي وشقيقه علاء، وهو المتهم محمد زيد اسماعيل. ويشتري الكوكايين من شخص يجهل اسمه من محلة الزعيترية في الفنار، يعمل لمصلحة شخص من آل زعيتر. ويأخذ حبوب "الريفوتريل" من سلطانة لوجود وصفة طبية لديها بهذا الدواء. وقبل شهر من توقيفه تعرف الى سمير بواسطة احد العاملين لدى محمد زيد اسماعيل في الترويج. وتواصل معه عبر هاتفه الخليوي. واشترى من العاملين لديه في الترويج مادة الهيرويين. وثق سمير به وطلب منه ان يروج المخدرات لمصلحته مقابل مئة الف ليرة يوميا. 50 الف ليرة نقدا وكيس هيرويين بقيمة 50 ألفا. رفض طارق بادىء الامر. وبعد فترة كان في حاجة الى مادة الهيرويين ولم يكن لديه المال ليشتريها، فاتصل بسمير ووافق على ترويجها. وما لبث أن تلقى اتصالا من الاخير وطلب منه الذهاب الى منطقة السفارة الكويتية، وحضر شخص على دراجة نارية اعطاه كيسا اسود في داخله 12 كيسا من الهيرويين. ثم اتصل به سمير وابلغه ان شخصا يدعى نبيل سيتواصل معه في اليوم التالي. واصطحب بعدها سلطانة في السيارة، وخلال وصوله الى محلة عين المريسة حصل معه حادث السير.

"التوفا"

وبالتدقيق في الجهاز الخليوي للمتهم طارق تبين وجود العديد من الاشخاص يتعاطون مخدرات ويطلبون منه احضارها لهم عبر الواتساب والرسائل النصية، فيبيعهم حشيشة الكيف وهيرويين وحبوبا مخدرة بعد ان يأخذ هؤلاء الى حي فرحات ليشتروا مخدرات من تجار، منهم "التوفا" الذي يبيع جميع انواع المخدرات. واتهم سلطانة بانها تعرف كل الذين يعملون لدى التاجر الملقب بـ"سمير" الذي ارسل له هاتفا مع البضاعة ليتواصل معه عبره.

وفي المقابلة التي اجريت بين المتهمين طارق وسلطانة، أصر كل منهما على اقواله. هي نفت ان تكون اعطت صديقها، الذي تعرفه من شهرين، حبوب "ريفوتريل". واقرت بانها تعرف تاجر المخدرات سمير وتشتري منه المخدرات ويعمل طارق لمصلحته من دون سواه من التجار.

ما كان مصير سلطانة وطارق؟ ومن تبين وجود اكثر من الف محضر تحقيق في حقه بجرم الاتجار بمخدرات وترويجها؟.