أكَّد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أنّ "خصوصية القدس تتمثّل في وجود مقدسات لسائر الأديان فيها، فالدفاع عن حرية القدس وحرية معابدها، وحريات ساكنيها الدينية والوطنية هو حقّ وواجب على المتدينين جميعاً، في شتى أنحاء العالم".

كلام دريان جاء خلال مشاركته في "مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس" الذي نظمه الأزهر الشريف في القاهرة برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحضور فاعليات دينية وسياسية في لبنان والعالم.

وقال: "نحن مسؤولون قبل الآخرين عما يحدث في القدس وللقدس، وفي فلسطين ولفلسطين، ونحن مسؤولون أمام الله وأمام الأسلاف والأحفاد، عن استمرار استعمار القدس وفلسطين. وإلى ذلك، فإن سياسة التهجير الإسرائيلية، ما تركت مسيحيين كثيرين، وتوشك ألا تترك مسلمين في الأماكن المقدسة ومن حولها، فإذا أمكن لسياسات الاستيطان، أن تستمر لعقود قليلة قادمة، فلن يبقى لكنيسة القيامة، وللمسجد الأقصى من يستطيع الوصول للصلاة والعبادة فيهما. نعم تصبح مساجد وكنائس تاريخية، يسهل التصرف فيها، باعتبارها آثارا قد لا يحسن أيضا كثرة استعمال البشر لها".

وتابع: "إنّ المنزلة الدينية للقدس، وعلى أساس الشراكة في الإيمان، والشراكة من خلال التجاور والعيش، تجعل من مؤتمر القدس الأزهري هذا، مفصلا في تجديد الشراكة، قبل أن تضيع بفقد حريتها، وحرية العبادة فيها، واستمرار وجود أهل القدس الأصليين فيها، متعبدين وأحرارا، وأهل احتضان ونضال".

وختم قائلاً: "إنّ المداخل للقدس يمكن أن تكون متعددة، وأوسع المداخل وأكثرها فعالية من وجهة نظري، تظل هذه الشراكة الإسلامية - المسيحية، والمجتمع الفلسطيني المسلم والمسيحي، الصامد في وجه الإقصاء والتهويد والتهجير، والضمان الأول لهذه الشراكة، هو قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".